عامر السعيديعامر السعيدي

عن الحوثي والسعودية وخالتي

 

كنا نسمع الحوثيين بعد سقوط صنعاء وهو يتفشخرون في مجالس القات وعلى شاشات التلفزيون ويقولون إن الحوثي هو سيد الجزيرة العربية وكما سقطت صنعاء ستسقط الرياض والدوحة..

كنا نرى الحوثي وهو يحشد ترسانة عسكرية مهولة على حدود السعودية لتهديد أمنها، صاحب ذلك خطاب إعلامي معادي للسعودية وداعم للملف النووي الايراني..

كان عبدالملك الحوثي يهدد السعوديين من على شاشة القناة الرسمية للجمهورية اليمنية ..

كنا في نسمع ونرى ونتابع المسيرة القرآنية وهي تعد المبردقين بسقوط دول عظمى..

وبعد ذلك نقول لماذا تدخلت السعودية..

لقد حاولت السعودية إنقاذ نفسها قبل أن تصبح ساحة معركة كتعز وعدن ..

لقد تدخل التحالف استجابة لخطاب وطلب رئيس شرعي حاصره الحوثي وتعرض لإهانات بالغة في بيته منها الضرب..

وتدخل التحالف استجابة للمتظاهرين في تعز وللمحروقين في عدن وللمحاصرين في إب والحديدة ..

إن قوات التحالف مسنودة بدعم شعبي ولا نستطيع أن نقول أن نسبة 70٪ أو تزيد من اليمنيين  الذين هم ضحايا الحوثي مرتزقة أو عملاء..

المثقف اليمني يحاول أن يكون مثاليا وينظر للامور بتعالٍ بالغ ولو نظر قليلا لقلوب الأمهات لجراح الأطفال لرأى أنها تصفق للعاصفة العربية باعتبارها يد الأخ الكبير التي تحاول إزاحة صخرة الموت من على صدر الشعب .
**

ليس عليّ أن أقف مع الحوثي ضد دموع خالتي..
خالتي التي تفقد نظرها يوما فيوما لفرط الدموع على ولدها الذي قنصته بندقية الحوثي في عاهم.

خالتي ونساء كثر في القرية فقدن أولادا وأزواجا وآباء قتلهم الحوثي في قراهم في عاهم وكشر ومستبا .

لست خائنا إن أمّنت على دعاء عمتي وخالتي وجارتي وأمي وهن يبتهلن إلى الله أن يريهن يوما في الحوثي غير مكترثات إن كان يوم العاصفة أو أياما أخر.

الوطنية لا تعني أن أستسلم للحوثي يقتلني أو يقاتل بي .

أنا خرجت يوما مع ملايين من شباب بلادي نحمل الورد في يد وفي الأخرى أرواحنا، كنا نحلم بدولة فجاء الحوثي بالحرب وقتل طلاب الجامعات ومعلميهم ونساء القرى وأولادهن وأزواجهن وخطف ونهب وفعل كل شيء.

الحوثي هو من اختار الحرب مع اليمن والسعودية 

هو من زحف إلى تعز واغتصب آليات الجيش وذهب بها في استعراض سخيف لتهديد أمن السعودية بعد أن توهم أن اليمن أصبحت حذاء في رجله المقدسة .

هذه حرب الحوثي ولست مضطرا أن أكون طرفا في حرب أنا فيها الضحية .
**

يتفشخر مثقفو الحوثي وصالح بصواريخ التوشكا وبأن تضاريس اليمن وناسها سيلحقون الهزائم بتكنولوجيا الحرب الضخمة والقادمة من وراء الحدود.
حسنا، أنتم متفوقون وخبراء بالجغرافيا ولكن في المقابل وعلى أرض المعركة ستواجهون غالبية الشعب أيضا، وهم بالطبع لا يقلون خبرة ودراية باليمن واحترافية في القتال بالإضافة إلى دافع المظلومية الذي يتكئون عليه بعد أن أوجعتم كل بيت يمني وأحرقتم القلوب.
كما لا تنسوا الإسناد الجوي والبري والبحري للمقاومة وهو ما سيجعل فرصكم في النصر مستحيلة وخبرتكم بالجغرافيا لا معنى لها أمام طائرات الأباتشي ومنصات الصواريخ الحديثة
وبالتالي فليس أمامكم أي فرصة لأي انتصار عسكري مادامت المقاومة الشعبية عموده الفقري ورأس حربته، ولكن بإمكانكم إحراز نصر من نوع آخر، نصر قائم على الحكمة والعقل وتجنيب أنفسكم واليمن المزيد من الموت والدمار .
العناد يأخذكم إلى المحرقة وبالتأكيد ستكون خسائر اليمن فادحة لكن نهايتكم حتمية.

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

1889 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد