صدام أبو عاصمصدام أبو عاصم

مع رئيس الحكومة ضد نائب الرئيس

ليس أمام بحاح سوى التسليم بقرارات هادي لأنها صادرة عن رئيس جمهورية في نهاية المطاف. اختلفنا أو اتفقنا مع خيارات الرئيس الشرعي. راقت لنا قراراته أو لم تلبي طموحاتنا الشخصية أو تطلعاتنا العامة. ثمة أسس وقواعد يجب احترامها في شرعية أي بلد يطمح للتعافى من جديد.


كان رد رئيس الحكومة في صفحته على الفيسبوك دليل واضح على أن الرجل مستاء نوعاً من جزئية في القرارات لم يحددها وهي أن هادي لم يرجع له حين اتخذها أو أنه لم يكن راضياً عن الأسماء في القرارات على الأرجح، لكن المهندس بحاح كعادته أثبت أنه رجل دولة يعرف متى يتحدث وكيف يرد وما هي خياراته الحرفية كرجل يتصدر المشهد خلفاً لرئيس تحاصره الظروف الأمنية والسياسية والنفسية في بلد تنزف دماء أبنائه كل يوم.

قرأت تعليقات بعض المفسبكين على موضوع خلاف هادي وبحاح. تعجبت فعلاً حين وجدت كل منهم يغرد في وادي غير نفع. أحدهم يقول أن هادي يستطيع أن يقيل بحاح بجرة قلم. والآخر يعتقد أن بحاح قد يحرج هادي حين يواصل رفض القرارات ويقدم استقالته ولا يعود من باريس، وثالث يفترض أن الإمارات ستدعم موقف بحاح ضد هادي، ورابع يرى أن من غير الممكن أن يكون هادي قد مضى في قراره دون الرجوع للداعمين الأصليين له من قيادة دول التحالف.

تكهنات عديدة وعجيبة من كائنات هم معنا وليسوا في صف الحلف الآخر الذي يبدو مع كل هذه الفوضى البينية في صف الشرعية اليمنية وكأنه "شارب جرة عسل" كما يقول المثل الشعبي.


 أجزم أن كثيرين من هؤلاء المتكهنون لم يقرؤوا مابين سطور منشور المهندس بحاح، أو أنهم إن قرؤوا ولكن لم يحدث أن جربوا قراءة الحنق السياسي الجميل الذي لا يؤثر طبعاً في مسار العمل الموحد لبلد همه الأول اليوم هو كيف التخلص من حلف صالح والحوثي.

ولو أني مع فكرة أن بحاح كان يفترض أن يطلع على التعديلات قبل صدورها لكنها بالنهاية صدرت ويجب أن تحترم في كل الأحوال، وما رد بحاح المؤدب والمفعم بالوطنية والمسؤولية إلا دليل واضح أن الرضى والهدوء هو الفيصل العام في مثل هذه الارتباكات.


أعتقد بحاح قطع في منشوره شك الاستقالة بيقين البقاء في خدمة هذا الوطن الذي نحب، فبحاح هو رجل اليمن الأول بعد الرئيس هادي، وهو نائبه في المهمات الصعبة وسنده القوي في اشتداد وتيرة التمسك بكل ممكنات الشرعية المناهضة للمتمردين عليها في صنعاء وفي غيرها.


الخليجيون يدركون من هو المهندس بحاح ومن هو الرئيس هادي، ويعرفون جيداُ أن هذه تفاصيل عادية في صفوف رجال دولة تتهاوى بينما يحاولون لملمتها وسط حقل من المصاعب والمصائب والمشككين.


أنا شخصياً مع نائب رئيس الجمهورية في كل ما يعمله على الأرض وفي ما قاله في منشوره أيضاً، كما أنني ضد رئيس الحكومة وهي يحاول الاستماع للمهرجين والأبواق الذين ليس لديهم أي مصلحة سوى رؤية صالح والحوثي مبتهجون بهذا الاختلاف ويرون قواتهم تتقدم على الأرض بينما الرئيس الشرعي ونائبه يتنافسان على من يريد أن يغلب الآخر وهو يستمع لحاشيته والمقربين والمصفقين حين تلبى طلباتهم الصبيانية والشيطانية أحياناً دون وعي بأن 24 مليون يمني فضلاً عن دول الإقليم والعالم ما يزالون ينتظرون منهم شيء إيجابي في هذه اللحظات السلبية بالذات.

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

1117 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد