خالد الرويشانخالد الرويشان

زفّة عرس .. أم دعوة للحرب!

خمسون متظاهرا حوثيا في صنعاء أمام السفارة الروسية يريدون أن يُجرجروا دولة عملاقة مثل روسيا للتدخل عسكريا في اليمن على غرار تدخلها في سوريا! 
ان سياسات الدول الكبرى ومعاركها أكبر وأخطر من رغبة بضع متظاهرين أمام سفارة ! 
هذه ليست دعوة لزفّة عرس! .. إنها دعوة للحرب! .. تذكروا! 
ثم إن سوريا بالنسبة لروسيا غير اليمن! 
تنسون أنه لم يبق لروسيا في العالم إلا صربيا في أوروبا وسوريا في آسيا كحليفين من الميراث السوفياتي ولن تفرط بهما روسيا الجديدة بسهولة برئاسة القيصر الجديد الطامح بوتين! 
سوريا هي النافذة الروسية المتبقيةوالوحيدة على البحر الأبيض المتوسط والشرق الاوسط بشكل عام منذ سقوط الاتحاد السوفياتي
( في الحرب الباردة كان الشطر الجنوبي من اليمن أيضا)
لم تتدخل روسيا في سوريا مجاملةً لإيران كما تظنون! 
ولن تتدخل في اليمن مجاملةً لجماعة لم يسمع معظم أفرادها بإسم روسيا قبل اليوم! 
تنسون أن تدخل روسيا في سوريا جاء بطلب رئيس شرعي سوري ..رغم الاختلاف حول شرعيته وحتى خطاياه! 
وتنسون أن توافقا دوليا تم بشكلٍ عام على هذا التدخل في سوريا
في اليمن .. العكس تماما! 
لا علاقة خاصة مع روسيا تسمح بالتدخل لأن اليمن كان أقرب للولايات المتحدة منذ عشرين عاما على الاقل ..سياسةً ظاهرةً وباطنة! 
والتنسيق الأمني ضد الارهاب بين اليمن والولايات المتحدة بلغ درجة من العمق حتى أنه تم استحداث أجهزة أمنية ضخمة وخاصة وغرف عمليات مشتركة ..تعمل حتى اليوم! .. وروسيا تعرف ذلك! 
ثم ان روسيا ماتزال معترفة بشرعية هادي ..وهو لم يطلب تدخلها كما فعل بشار!
كما أنه يستحيل أن تتورط روسيا في حرب في دولتين وفي آنٍ واحد .. سوريا واليمن! 
العالم المتقدم يعرف معنى التورط في حرب! 
وحدهم الحمقى المتخلفون يحاربون أوطانهم وشعوبهم ..يتورطون ..ويورّطون غيرهم أيضا!
 


* من حائط الكاتب على موقع فيس بوك 
 

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

1588 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد