صدام أبو عاصمصدام أبو عاصم

آخر أوراق الرئيس المنتقم

يعاود صالح اللعب بورقة الإرهاب مجدداً في الجنوب، ليس لإرباك المشهد أمام الشرعية التي فضلت مؤخراً الاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن، وإنما لتشتيت نظر قوات هادي والمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي إلى «معركة صنعاء» تلك التي تجري استعدادات لخوضها كونها المعقل الأخير لخصوم الشرعية الدستورية في البلاد.
 
الأيام الأخيرة شهدت عدن أحداثاً دامية كان أبطالها الوهميون «داعش» و»أنصار الشريعة» لكن الجميع بات يعرف من يحرك هذه الأذرع الإرهابية التي نفّذت أكثر من هجوم استهدف شخصيات سياسية وعسكرية وقضائية ومقار حكومية أيضاً. وتكاد تكون عملية اغتيال محافظ عدن المعين مؤخراً هي الأكثر مأساوية ودموية، ذلك أن استشهاد اللواء جعفر محمد سعد الذي عينه الرئيس هادي محافظاً لعدن في الـ9 من أكتوبر الماضي، عبر زرع عبوة ناسفة في سيارته صباح الأحد الفائت، أقلقت الكثير من المراقبين وأربكت المشهد مؤقتاً بالتزامن مع أحداث مماثلة استهدفت شخصيات أخرى وعاودت معها العناصر الإرهابية الانتشار في مناطق كثيرة وسيطرت على المجمع الحكومي في زنجبار بمحافظة أبين قبل أن تحرره قوات الشرعية.
 
معلوم أن حلف صالح والحوثي يخوض مواجهات في أكثر من مكان داخل اليمن وتحديداً في جبهات تعز التي يستميتون للبقاء في مواقعهم دون فائدة، وما افتعال هذه الأحداث الأمنية في بعض محافظات الجنوب إلا محاولة لتشتيت جهد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لتخفيف العبء عنهم في تعز التي قاب قوسين أو أدنى من التحرر من قبضة مليشيات تحاول عبثاً إطالة أمد انقلابها مستخدمة كل الحيل غير الأخلاقية التي تدار أنشطتها الإجرامية من غرفة عمليات مشتركة.
 
ولئن تزامنت تحركات القاعدة في الجنوب مع أنشطة المليشيات في الشمال والوسط فإن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لا يعفون أبداً من التصدي بكل حسم وحزم لهذه المخططات طالما لديهم الفرصة المتمثلة في وقوف إمكانات قوات التحالف كلها في صفهم، لكن ما بات في باب المؤكد هو أن صالح يحرك بدافع انتقامي ذلك الخيط الدقيق والوهمي بين ما يسمون «أنصار الله» و»أنصار الشريعة» لإفساد كل شيء أمامه، ولإطالة فترة تمرده على شرعية اليمنيين.
 
إن تحميل صالح مسؤولية اللعب بورقة الإرهاب في الجنوب ليست جزافية بل تستند إلى معلومات استخباراتية نشرتها مؤخراً وسائل إعلام محلية في اليمن ومفادها أن الرجل جند حوالي 3 آلاف عنصر من أبناء الجنوب ذاتهم من أجل الانضواء تحت ألوية الجماعات الجهادية وتنفيذ عمليات انتحارية في عدن وأبين ولحج ضد ما يسميهم «قوات العدوان» ومن يقف معهم من اليمنيين. ولقد أكد الناطق باسم الجيش اليمني سمير الحاج في تصريحات صحافية منتصف الأسبوع الفائت القول أن ثمة غرفة عمليات واحدة تدير تحركات مليشيات الحوثي في تعز بقية الشمال وأنشطة القاعدة وداعش في الجنوب، محملاً صالح مسؤولية التفجيرات الأخيرة التي استهدفت قيادات عسكرية وسياسية في عدن.
 
باختصار، صالح يلعب بورقته الأخيرة في الجنوب، وقد حاول وما يزال في اللعب على الوتر المناطقي ودعم فصائل جنوبية للمطالبة بالانفصال، ومن ثم طور من سياسة اللعب العبثي لينتقل إلى الأرض عبر تحريك أذرعه الإرهابية، لكن هو يدرك وغيره أنه إنما يلعب بالورقة الأخيرة، وهي لن تفيده بالبقاء مهما كانت قدرته، وما محاولة تشتيت النظر عن «معركة صنعاء» إلا محاولة فاشلة لأن التحركات الحثيثة لانتقال المعركة إلى العاصمة بدأت بالفعل وقريباً سيتم الإعلان عن عودة اليمن الكبير إلى أهله الطيبين والمسالمين والمحبين للحياة وللسكينة والتعايش مع الجميع.
 
الجزيرة السعودية

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

1453 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد