كتب كتب

عن بعض " المسوخ " !!

في المشهد القائم اليوم في عدن ، تحديدا والجنوب بوجه عام ، ثمة أمور يمكن قراءتها من زوايا مختلفة ، منها الزوايا الشيطانية في تجيير الأحداث والمواقف ، فنجد احدهم ، مثلا ، يكتب مقالا يؤكد في عنوانه أن الرئيس عبد ربه منصور هادي سوف يكون الخاسر الأكبر من انتهاء الحرب !
هناك إيحاءات واضحة للقصد من وراء ذلك ، لكن الأهم في الأمر هو الصمود الأسطوري لهذا الرجل والهدوء الجبار في مواجهة مثل هذه العواصف التي تجتاح البلاد بفعل العمليات الإرهابية – في الجنوب – والحرب المدمرة للميليشيات والمخلوع علي عبد الله صالح ، في الشمال . وهذه المناكفات الموجهة باتت واضحة معالمها ، المستهدف الرئيسي – من الحملات الإعلامية – هو الرئيس هادي ونجله جلال والرجال الذين يعملون مع الرئيس في عدن ، في محاولة للحفاظ على ما تبقى من الدولة وإعادة الدولة كاملة ، عبر عملية شاملة ، سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية .
بإيجاز شديد ، هناك عمل يجري من شقين ، الأول والمتمثل في العمليات الإرهابية التي نتابعها يوميا في عدن ، سواء الاغتيالات أو التفجيرات الانتحارية ، وهذه العمليات أدواتها جنوبية صرفة وتدار من صنعاء ، تلك الأدوات تتلبس بعدة أقنعة ، منها الإسلامي المتشدد ، ومنها المقاوم المتذمر ومنها العصابات ، لكنها في الأخير تنفذ أجندة واحدة ولطرف واحد رئيسي ، بغض النظر عن أطراف جانبية قد تكون لها مصالح آنية !
أما الشق الثاني ، وباعتقادي هو الأخطر ، فهو " الشغل " الإعلامي والمطابخ النتنة التي تعمل ، ليل نهار ، على إذكاء روح الشقاق وسط المجتمع في الجنوب ، وبين الجنوب والشمال ، وبث روح الكراهية ، كما أن جزءا كبيرا من هذا الجهد مخصص لاستهداف الرئيس وإدارته ونجله ، والأخير – وهذا أمر مضحك – ظل يتهم بأنه عمل على إيجاد إمبراطورية إعلامية في الجنوب ، عبر صحف ومواقع إخبارية ، وربما يقصد بذلك كل من يؤيد الشرعية .. فأين هي هذه الإمبراطورية الإعلامية ؟!
يبدو من المشهد في الجنوب أن العكس هو الصحيح ، فالإمبراطورية الإعلامية وجدت في صنعاء ومازالت تمارس مهامها بصورة طبيعية وتتجلى في قنوات تلفزيون وصحف ، بعضها تحت مسميات مستقلة وجميعها تتبع " الولد أحمد " ، وجل كوادرها من صحف المعارضة !
وفي الجنوب تتجلى هذه الإمبراطورية ، أيضا ، عبر بعض المنابر الإعلامية والأقلام التي اتضح أنها جٌهزّت منذ وقت مبكر  لتقوم بدور تكاملي مع " الخلايا النائمة " ، فالخلايا الإعلامية هي الأخطر ، فهي موجودة وظاهرة للعيان ، لكنها تمارس – في الخفاء – كل الأفعال الفاضحة بحق الشعبي اليمني ، شماله وجنوبه !
لا ضير في أن يرجع البعض إلى الوراء قليلا ويراجع مواقف الكثير من الأقلام والكتاب الجنوبيين الذين طبلوا للمخلوع صالح وكيف تحولوا إلى مسوخ في طابوره الخامس .. ! ، وآخرون يمكن الإشارة إليهم بالبنان وهم من يتبنون ، اليوم ، كتابة التسريبات وضخها في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ..!ّ

 

* بسام اليافعي

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

1048 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد