كتب كتب

بين " المطلبية " و " البلطجية " !

بقلم / بسام اليافعي

 

إذا افترضنا – جدلا - أن المسلحين ، الذين اقتحموا – اليوم - إلى مصافي عدن وقبلهم الذين اقتحموا – في أوقات سابقة – الميناء وغيرها من المواقع والمؤسسات في عدن والجنوب ، يريدون ، فعلا ، الحصول على وظائف ، وليسوا مأجورين ينتهزون الفرص ويشيعون الفوضى ، كلما لاحت بوارق الهدوء والاستقرار وضبط الأمن في عدن لإعادة الإعمار وتحقيق حلم بناء الدولة ، فإن هؤلاء وغيرهم ، ممن لا يقومون بمثل هذه الأعمال " البلطجية " ، فعلا بدون وظائف ونظام المخلوع علي عبد الله صالح لم يوظفهم وغيرهم من الجنوبيين طوال ربع قرن !
اليوم ، هؤلاء يريدون الرئيس عبد ربه منصور هادي ونظامه أن يوظفهم ، وقد ورث بلدا مدمرا ، منهوبا ومكلوما ، ومع ذلك لا يصدهم بل وجه باتخاذ كافة الإجراءات لإلحاق هؤلاء العاطلين عن العمل ، سواء مقاومة أو غير مقاومة ، بالمؤسسة الأمنية والعسكرية ، وستجد – بلا شك – توجيهاته طريقها للتنفيذ ، بقليل من الصبر وبقليل وبكثير من التعاون لتثبيت الأمن وإبعاد شبح الفوضى والانفلات المتمثل في تلك الجماعات المسلحة ، التي لا تريد وظائف أو أمنا أو استقرارا !
سأل احدهم صديقه قائلا : أين كان هؤلاء في عهد علي عبد الله صالح وعندما كان جيشه وأمنه مطبقا على الجنوب ؟! ولماذا لم يقوموا بأي نوع من الاحتجاج على الطريقة الراهنة ؟!
فرد عليه بأن بما معناه أن هذه ثمار خبيثة لسياسيات صالح وحاشيته في اليمن ، عموما ، والجنوب على وجه التحديد ، وأن " هؤلاء " بحاجة إلى " صميل " ! ، كما تساءل صاحبنا عن عدم لجوء " هؤلاء " إلى أية وسيلة للتعبير عن مطالبهم الاحتجاجية ، بخلاف أسلوب " البلطجة " إن كانوا ، فعلا ، أصحاب حق ، وليسوا مجرد مأجورين !
طبعا ، العملية متشابكة وشائكة وهناك ، بالفعل ، أناس لهم مطالب وآخرون يسيرون " كالأطرش في الزفة " ، وآخرون يسيرون وفق أجندات كثيرة .. احد هؤلاء ( نموذج بسيط ) ، كان قبل نحو أسبوعين فقط يبيع خضارا فوق عربة ( جاري ) في المنصورة هو وشقيقه ، اليوم يمر فوق سيارة من الموديلات الحديثة !

 

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

1293 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد