محمد العزعزي محمد العزعزي

دمعة على قبر يوسف!!

رحل يوسف قبل أن اهديه قبلة الوداع ومن حقك علي أن انشر شيئا من سيرتك العطرة, لقد عشت دنياك تتلمس هموم المتعبين  طولا وعرضا ..سيرة عطرة أنت, بقلب ابيض عشت بين الناس يا سيد الكرم والتواضع.. أنت من يعرفك يصعب عليه تقبل خبر رحيلك,وسقوطك السريع ولم يمهلك الموت كثيرا ففارقت الدنيا, فهنيئا لك لقاء ربك, فإلى جنة الخلد يا صديقي ولن تكفيك كلماتي ولا دمعاتي, ولكنها ستبقى عزاء لي ولا أقول وداعا ولكن الى لقاء يجمعنا قريبا فتبارك الذي بيده الملك وتبارك الذي خلق الموت وهو على كل شئ قدير.
وماذا بعد أيها الراحل العظيم بعيدا عن الأحباب؟!  ليتني كنت التراب الذي تتوسده, دعني أعانق الثرى الذي يضم جسدك الطاهر وأنا من شعرت  بقلق قبل رحيلك والذي يتلفت بي يمنة ويسرة, والأوجاع التي تشهقني بل وتشنقني, وبذات الوجع, أصبح هاجس الموت يصاحبني, و يجعلني أتمتم هادم اللذات الذي أفقدني صديقي, أحمل الليل ووجع الرحيل متسائلأ أرحلت فعلا أنت أنت بحاجة إلى الرحيل؟ ما أصعب البوح في زمن رحيل الأحبة, يا ليتني احتبستك أنفاسا في صدري وما تركتك ترحل,آه لقد بدا قلمي متحررا من سيطرتي, فجعلت دموعي طابعا لرسائل الآهات, وفي كل آه من آهاتي أسرح بعيدا مع الحزن, إيه يا ذا الحزن الجليل فقد خجلت من صراخي فالوجع يتدفق في جوارحي.         
  وداعا:
أناجي الليل يا ليل ليس لك نهار وأخاطب مسقط رأسه عزلة السويقة ومرقد جثمانه امانتك أن تحفظي الجسد المسجى بثوب الطهارة, وبجوار الجسد تركت روحي يرتدي الحزن, لأكتب بلغة الدموع والحروف الحزينة وداعا أكتب اليوم وصوتي حزين, لم أكن أتخيل أبدا أن أكتب فيك الرثاء الأخير وأنا أدرك إنك لن تقرأ ما أكتبه لك, وكيف لي أن أكتب رثائك بإحساس يوقظ رحيلك, أي حزن يحتوي قلبي ويعتريني وكيف لي أن أرثي صديق وأخ ؟ بأي قلم أحكي قصة الرحيل  الأليم, أي ألم هذا الذي يسكنني ويستوطن أعماقي .
لاتغب:
هل تدري ثمة أمر  بعد رحيلك شعرت بأن هناك رجاء داخلي, يهمس لك لا تغيب طويلا, تعلمت كيف تكون الروح والنفس سالمة ساكنة لحظات الموت دون أن تزعج أحدا, وهكذا أنت نقي كدموع التهجد .. طاهر كتراتيل المآذن.
لا أزال في ذهول الصمت الذي انتابني عند سماع خبر رحيلك عبر سماعة الهاتف من الاخ علي عبده علي فرحيلك السريع قد أبكاني, لا يخالجني أدنى شك, بأني أرثيك بنبض قلبي وليس بسن قلمي, نعم بكل الحزن انبعث الخبر واقفا ونحن بقينا  دون تصديق, كان موتك قاسيا فالوقت لا يزال أخضر, جئت سريعا بلا استئذان يا موت, أهكذا هو الموت يخطف من يشاء ومن نحب.
ثمة في النص, قلب ملئ بالأوجاع يبكي ويذرف دمعا سخيا بل وبصراخ غير مسموع, وعقل تاه في متاهات ذاكرة الحزن وعيون جفت من البكاء,و كل شيء كان مجللاً بالسواد حتى الوجوه الندية كانت تبكي, وقلبي المثقل بالحزن حيث السواد يجتاح خلجاته لرحيل انسان احب الناس وحمل همومهم ومنذ أن رحلت ونحن في وحشة لغيابك ألمح حمامة تنوح وقلب يناجي النواح, لله درك يا ملك الموت أما كان لك أن تنتظر حتى يكمل مساعدة طفلة مريضة بالسرطان استغفر الله العظيم!؟
يا حزن الزمان يا لوعة الأيام لفراقك, ويا خسارة العمر في فقدانك, من يصدق؟! 
لا أحد يريد أن يصدق رحيلك أشعرني إن الواقع غير صادق معي هنا, بالأمس كنت ملئت قلوبنا بحديثك العذب وابتسامتك الرقيقة والآن كل هذا يغيب, أيتها الحياة الزائفة بعد رحيل يوسف لاطعم للحياة, لم يكن أمامي غير ان اسكب دموعي على فراقك هل هناك احد يفقه حزني في لحظات الفاجعة الغارقة بالدموع لموتك.
 يوسف لم يمت:
يا ترى من سيهدينا قارورة العطر ؟ من سيستقبلنا بابتسامة الناصري المحب المتصوف لا يمكنني أن استوعب فراقك الحزين يوسف اغمض عينيه لينام من تعب الحياة ..مازل حاضرا داخل أروقة روحي لأفي ولو لومضة قصيرة في رثائك, هل ثمة متسع للبوح هنا ياغوري ؟هل لك أن تلمس حرارة دموعي التي انزاحت من داخلي لتستوطن عيوني, أم إن هناك ثمة طريقة للبوح والإنصات, البوح يعجز عن رثائك أمام جلال فاجعة رحيلك, وهاهي بني شيبة تتشح بالسواد ويغطيها الحزن وتصرخ ويتزاحم الناس نساء ورجال صارخين رحلت يوسف حبيبنا إلى السماء كيف مضيت سريعا دون وداع ؟.
اعذرني تلقيت الخبر انهم اسعفوك الى التربة فخرجت مسرعا ولم اجدك هناك وحتى اليوم لم أستوعب غيابك هذه المرة دون رجعة هل تعني إنه سيأتي الوقت فلا اسمع صوتك ؟ما الذي تعنيه تماما؟ إنك قد رحلت, وسؤال يؤرق دهشتي هل غادرت ابتسامتك وضحكتك دون رجعة أم ستعود ؟!.
 دمعة فراق:
إن قلبي يتقطع وقلمي يتوقف, ولا أكاد اصدق إنني أنعي في هذه العجالة الغالية يوسف ابراهيم الغوري الانسان الذي رحل ولم يعطي لمحبيه مهلة, لتهون عليهم لوعة الفراق وسقط فجأة,وهو يمسك قلبه الموجوع على بلد مزقته الحرب ولم يمهله المرض كثيرا ففارق الدنيا, وعلى غفلة نودع البسمة  والقلب الحنون رحل سريعا وطوي ورق العمر مستعجلا نحو ربه الكريم بلهفة, العاشق فما عند الله خير وأبقى لكن انا حزين على هذا الفراق بيننا فهل سيكون طويلا ؟
اللقاء بيننا سيكون قريبا فهذه الارض ماعادت آمنة والقتلة"الحوثعفاش " يزهقون الارواح في تعز  ويعيثون في الارض فسادا ويتهموننا "بالدعشنة "وهم من هرب التوراة واليهود الى العدو الاسرائيلي  مقابل دولارات امريكا.
حبست انفاسي:

ايها الراحل الكبير لطالما حبست أنفاسي اياما لم استطع ان ارثيك.. امر أمام ذاكرتي المشحونة معك فلملمت جراحي وكتبت عنك وليس معي سوى ذكريات جميلة عنك ايها القديس إنك مازلت بيننا اراك معي في كل مكان واعترف ان رحيلك منحني شرعية الحزن 
وسيبقى رحيلك قابعا في نفوسنا وكأني أسمع المآذن تكبر الله أكبر بعد خبر وفاتك وذكرياتك ستظل شاخصة وراسخة في عقلي وقلبي وضميري. 
أخي العزيز :
من حقك علي أن انشر شيئا من سيرتك العطرة, لقد عشت دنياك عطوفا حنونا وأنت سيد الكرم والتواضع وإن من يعرفك ليصعب عليه تقبل خبر رحيلك وسقوطك السريع ولم يمهلك الموت كثيرا ففارقت الدنيا فهنيئا لك لقاء ربك, فإلى جنة الخلد يا صديقتي ولن تكفيك كلماتي ولا دمعاتي, ولكنها ستبقى عزاء لي ولا أقول, إلا آسف ياعزيزي فلسنا بمكانة الوفاء المطلوب لك,وأشعر بالخجل منك لعجزي عن كتابة ما يليق بك, أدرك إن فراشة روحك سترقب الطريق وهي محلقة لغياب ذويك ورفاقك ومحبيك. 
ايها اليوسفي:    
لنطفئ الشموع فالنور يوجعني برحيلك حتى الكون يودعك رغم  إن الطيور سعيدة بمغادرتك دنيا البشر الى جوار الانبياء والصالحين والشهداء وأتخيلك تقول هامسا مبتسما قبل رحيلك بلا صوت ليس هذا زماني, وهنا تخطيت حزني وصرختي وكدت أخرس من خبر موتك, وليتني أجعله أكذوبة, وبموتك, مات الجمال والتواضع فنم قرير العين ونعدك اننا سنكمل مشوار الحرية وأبلغ منا السلام ابراهيم الحمدي، وعيسى محمد سيف وعبدالسلام مقبل، وجارك.قاسم منصر الذي كنت تبحث عنه عله موجود في سجون طاغية لعصر علي صالح .ارجوك بلغهم السلام منا جميعا ولاتنس ان تقرء سلامنا وحزننا بقية الشهداء الشباب الذين ثاروا على  القاتل عفاش وحليفه الحوثي وقل لهم ان شبابنا مازالوا يخضبون الارض بدمهم الزكي لنيل الحرية كاملة ..لن نقول وداعا ولكن الى لقاء يجمعنا .

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

3283 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد