بكيل عفيف أحمد : هادي مروض الثعابين

46 عام هي الفترة الزمنية التي عاشها هادي منذ 1966م تاريخ تخرجه من الاكاديمية البريطانية إلى فبراير شباط 2012م موعد توليه رئاسة الجمهورية اليمنية. منها 29 عام ونصف كقائد عسكري خاض فيهما حربيين الاولى ضد ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية ابان فترة التشطير 1972م والاخرى ضد محاولة الانفصال الذي اعلنته عدد من القيادات الجنوبية 1994م خرج منهما منتصراً الامر الذي اتاح له تولي منصب نائب رئيس الجمهورية لمدة 16 عام ونصف. 
وطوال هذه الفترة ظل هادي متوارياً خلف الاضواء يراقب بعين متفحصة كافة الاحداث من حوله واهم اللاعبين الاساسيين ذوي التأثير في الشأن اليمني من قوى سياسية ودولية على المستويين المحلي والاقليمي. حتى تفقه على الطريقة التي ادار فيها المخلوع صالح اليمن طوال فترة حكمة والممتدة على مدى 33عام, حيث قضاء هادي نصفها كنائب له وادرك تماماً كيف تمكن سلفه من اللعب على التناقضات بين القوى ذات التأثير في اليمن المحلية والاقليمية والدولية.
الرئاسة والميراث
ورث هادي مراكز قوى متعددة  تشكل خطراً على مستقبل اليمن سواءً التي كان يعنيها المخلوع بالثعابين المتمثلة ببعض التحالفات القائمة بين بعض القادة العسكريين والقوى الاجتماعية كالقبائل ومشائخها وبعض التحالفات بين اكبر الاحزاب السياسية (التجمع اليمني للإصلاح) وعدد من القادة العسكريين من جهة, وبعض مشائخ القبائل ذات التأثير المتنامي من جهة أخرى, بالإضافة للخطرين الذي تنامى خطرهما منذ النصف الاخير للعقد الفائت والمتمثلين بالقضية الجنوبية وتنامي مطالب الانفصال من بعض القيادات الجنوبية والخطر الطائفي المتمثل بجماعة الحوثي في صعدة والتي اكتسبت مهارات قتالية وعتاد عسكري خلال فترة ما يعرف بالحروب السته التي شنها صالح ضدها.
ولم ينسى هادي الخطر الذي يشكله سلفه على الدولة فهو يعرف تماماً حجم القوة العسكرية التي يمتلكها صالح ومدى جاهزيتها العسكرية فقد قام صالح طوال الفترة الاخيرة من فترة حكمه على انشاء أذرع الحرس الجمهوري والتي تتسم بالولاء الشخصي له وتسليحها بأحدث الاسلحة. وافراغ باقي الوحدات العسكرية من جاهزيتها بما يضمن التفوق العتادي والعسكري للوحدات العسكرية الموالية له كما تنبه لعلاقة صالح ببعض التنظيمات الارهابية التي شهدت الساحة اليمنية ظهورها منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي.