كتب كتب

الانقلاب ينقلب، والشرعية تدخل فصل الربيع

بقلم/عمر عبد الرحمن

لم تعد المليشيات اليوم بمنأى عن السقوط المدوي، إنها باتت قاب قوسين أو أدني من حافة الهاوية؛ وربما نسمع في الغد أن الانقلاب أصبح الآن في خبر كان وباتت صنعاء مسرح الحرية والانتصار الكبير، يتنفس أهلها الصعداء بطعم الحرية والغلبة على أعداء الوطن والشعب ومقلقي الجار والدار..

 

ها هي إذا ملامح الخلاف المدوي تلوح في الأفق بين المنقلبين وداعميهم، صالح يظهر في شاشات التلفزيون يلمح عن تحميل المسؤولية لحكومة الانقلاب الحوثي، وإعلامه يتراشق كلاميا مع الإعلام الحوثي، بينما يظهر نوعا من السخط المتبادل بين أنصار الطرفين في بادرة تكاد تكون الفصل الأول لمسرحية سقوط الانقلاب.

 

ذات مرة ظهر صالح  مهددا الرئيس هادي ومغلقا أمامه طرق الإبحار للنجاة بنفسه بزعمه المبتور، وبعدها بأيام لم يجد صالح حتى ملجأ له، فعاد كعادته إلى الثرثرة المستهلكة في خطابات لم يعد يسمعها غير مدمني أحاديث الهراء التي يلقيها صالح بالعادة.
 

اليوم لم يعد هادي ذاك الذي كان صالح يظنه سهلا، بات هادي قائدا محنكا يقود جيشا عرمرميا يهدر كالسيل في كل بقاع اليمن، ويحقق يوما تلو الأخرى انتصارات الحق على مختلف جبها القتال، وها هو هادي مجددا في عدن يشرف بنفسه على سير المعارك في مختلف الجبهات ويعلم صالح من دروس الوطنية مالم يتعلمه صالح خلال فترة حكمه البائسة للبلاد.


 

الآن يشعر الجميع بأن المستقبل في طريقه إليهم وأن الرجال من المقاتلين الصناديد يسطرون أروع الملاحم البطولية وهم يفسحون الطريق لبلوغ المستقبل والشعور بأن الدولة لنا وكل شيء في هذا الوطن لنا نحن، وليس لصالح أو عبد الملك الحوثي زعيم الانقلاب الأول في اليمن..

 

الخريف على أبواب الانقلابين وكما تسقط أوراق الشجر فيه ستسقط أوراق الانقلاب سقطة مدوية لا تقوم له قائمة من بعدها، فالدولة الآن حاضرة في ربوع الوطن بكل قياداتها ورجالاتها الشجعان، والانتصارات تتلاحق كل حين في كل بقعة من بقاع الوطن الطاهر، فلا ملاذا آمنا لمن لم يأمن منهم أحد، ولا بقاء لمن سلبوا الوجود على البسطاء والفقراء ليلة ما أمرهم سيد الكهف أن يقطعوا كل شريان للحياة على اليمنين..

 

انقلاب يتهاوى مثل الورق في الريح في يوم عاصف، والريح لا يهدأ ولن يقف إلا وهو يبسط سطوة الدولة على كل بقاع الوطن الحبيب.

 

فهذا الخلاف الذي يطفوا اليوم على السطح بين أعداء الأمس حلفاء الأمس (صالح، والحوثي) سيظل حاضرا إلى أن يبلغ ذروته ويصبح اليمن يمن لليمنيين كلهم لا يمناً يظنه صالح له هبة من نقمته على الشعب، ولا يمناً لسيد الكهف ظنه ملكا له وحده، ومن فيه ليسوا إلا أتباع له إما برغبة منهم أو بإلزام منه، وليست هذه إلا أضغاث أحلام وظنون واهية فالحرية التي وهبها الله لأمته لا يسلبها منهم إلا هو، وغدا سيكون الظن قد تآكل في التراب تحت أقدام الرجال الميامين أبطال الجيش الوطني اليمني....

 

 

 

شبكة صوت الحرية -

منذ 7 سنوات

-

1330 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد