مفيد الغيلانيمفيد الغيلاني

الانقلابيون، ومهمة المطبات الهوائية؟

 

 

 منذ الأيام الأولى لإسقاط جماعة الحوثي والمخلوع صالح لصنعاء، عمل الإنقلابيون على زرع مطبات لكل كيلو متر تقريبا، حيث كان من المتوقع ان تدخل العاصمة صنعاء موسوعة "غنيس" بمطباتهم المتنوعة، فمطبات للقمع، وأخرى لتضييق للحرّيات، وغيرها الكثير، حيث أن مطب واحد قد يفتح لك ستين داهية، في ظل سياسة القمع التي تمارسها مليشيا الحوثي، على كافة المستويات، وبأحدث المطبات، وليست الغرابة هنا بل الغريب في الأمر أنه اصبح للانقلابين مطبات فضائية، فحجب المواقع الإلكترونية بكافة إشكالها المحلّية والعربية والدولية، وإغلاق القنوات الفضائية المناهضة لهم، هي إحدى المطبات الفضائية، التي نصبتها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الإنقلابية، وبقوّة السلاح، ظاربة بكل القوانين التي تكفل للموطنين حقوقهم في الحصول على المعلومات وحرية التعبير عرض الحائط.

شخصيا كنت احد الاشخاص الذين تعرضوا لواحد من مطبات الإنقلابيين، حيث تعرضت لمضايقات من قبل جماعة الحوثي عدة مرات في مقاهي الإنترنت، بالعاصمة صنعاء، ولوحقت إلى مقر عملي، وذلك بعد اكتشافهم أني كتبت منشورات مناهضة لهم في صفحتي على الفيسبوك. نصبت جماعة الحوثي والمخلوع صالح مطباتها الهوئية أمام الصحف والقنوات الفضائية المناهظة لها، ولم تمهد الطريق وتزيل العوائق إلا للوسائل الإعلامية المؤيّدة لسياستها، أو وسائل الإعلام الرسمية التي سيطروا عليها بقوة السلاح كصحيفة "الثورة"، والمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون.

لم تقف المليشيات عند هذا فحسب، بل وسّعت من حملة الملاحقة والتضييق، لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث عملت على فرض رقابة لكل ما ينشر فيها، بل وصل بها القبح لتفتيش اجهزة الهواتف النقّالة لكل من يمرّ على أحد حواجزهم الخوفية، فأي شخص يتم العثور في جهازه المحمول على صور أو منشورات معارِضة لها، يغيب في سجونهم، بل قد يكون الموت مصيره الحتمي.

كل هذه المحاولات للمليشيا الهمجية، الرامية إلى إغلاق كل الوسائل الإعلامية والمواقع الإلكترونية التي تفضح تجاوزاتهم، وغبائهم، وحماقاتهم، وقبحهم، لن تفلح أبدا، فالحق شمس والعيون نواظر لاتختفي إلا على العميان.

بالقابل كان بإمكان الشرعية وبشخطة قلم لمكتب النايل سات أن تغلق للإنقلابين كل قنواتهم سواء الرسمية التي سيطروا عليها بقوة السلاح أو الموالية لها، ولكنها أخلاق الكبار، من زاوية ومن زاوية أخرى لتظل هذه الوسائل الاعلامية تنقل للناس قبحكم وسفهكم وطيشكم وجنونكم، فلو أن كل كلب عوى القمته حجرا لاصبح الصخر مثقالا بديناري، فالشرعية بحر، و لا يضر البحر أمسى زاخرا أن رمى فيه انقلابي بحجر

شبكة صوت الحرية -

منذ 7 سنوات

-

766 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد