محمد القادريمحمد القادري

الاعلام المستقل المؤيد للشرعية وكيف يخدم الانقلاب؟

المصيبة العظمى والكبرى عندما  تكون في المعركة وتخدم عدوك بسلاحك او تقتل نفسك بسلاحك الذي في يديك ، وهذا ما تلاحظه في إعلام الشرعية الذي يخدم الانقلاب في اغلب الاحيان بدون قصد عبر نشر اخبار تروج لاهداف انقلابية ، وتغرس مفاهيم خاطئة داخل صفوف الشرعية ، وتستعيد ثقافة كراهية وعداوة داخل عامة انصار الشرعية بطريقة مخفية ، وأنا اقول ذلك وعندي ادلة من الواقع سأسرد بعض منها في هذا المقال الذي اقول للجميع في إعلام الشرعية ان كلامي مجرد نقد نابع من حرصي وليس من تحاملي على أحد ، فارجوا ان لا يضيق صدوركم .

 

 سأبدأ بآخر الاخبار التي تناقلتها مواقع الشرعية الاخبارية ، حيث ذكرت اغلبها بعناوين بارزة خبر يتضمن مطالبة الامام أحمد بعاصفة الحزم قبل ستون عاماً ، وذكر تفاصيل الخبر الذي شمل صورة لاحد الوثائق التأريخية نشرها احد وزراء الثقافة السابقين وهو يعتبر هامة ثقافية شامخة ، أن الامام احمد طلب تلك عاصفة الحزم من السعودية بحجة مواجهة الانقلابيين أي يعني ثوار سبتمبر وعلى رأسهم الشهيد الثلايا رحمه الله ، واستطرد الخبر ان الامامة هكذا تريد التنكيل بشعبها ووصفها مجرد باهوت وغير ذلك .

وانا لست مع الامامة ولست ضد ثوار سبتمبر الاماجد ، ولكنني اوضح هنا ان نشر خبر كهذا في كل المواقع وتعميمه في كل جروبات الواتس يقدم كبيرة للانقلاب من دون قصد ويغرس مفاهيم مغلوطة  وذلك من خلال التالي :

- تشبيه الامام احمد الذي طلب عاصفة الحزم من بالسعودية بالرئيس هادي الذي قدم نفس الطلب .

تشبيه ثوار سبتمبر بالانقلابيين لدى الامام في ذلك الوقت ، وكأن ذلك الانقلاب يشبه انقلاب الحوثي وصالح اليوم ويتوافق معه من حيث المسميات .

- أثارة احقاد دفينة بين عامة الشعب اليمني ضد المملكة الشقيقة من حيث التذكير بأنها وقفت ضد ثورة سبتمبر .

أليس مما سبق يدل على ان نشر ذلك الخبر وتلك الوثيقة تخدم الانقلاب الحوثي العفاشي داخلياً في ظل هذه المرحلة التي نحتاج فيها إلى أن ننظر للمستقبل وليس للماضي ،

ومع احترامي الشديد للاستاذ الرويشان وزير الثقافة السابق ، إلا انني اقول له اننا فتحنا مع المملكة السعودية صفحة جديدة ووصلنا لمرحلة راقية ومتقدمة في الفكر والوعي ادركنا جميعاً اهمية توحدنا وتحالفنا وتآلفنا وترابطنا في ظل عروبتنا وعقيدتنا ووطننا العربي الواحد ، فالخلافات الماضية التي كانت بين بلدين شقيقين عربيين جارين قد تجاوزناها ونسيناها وتناسيناها فنحن ابناء اليوم سنصلح ما افسده سابقونا بالامس من خلافات كان سببها الطرفين ولن نكرر مافعلوا ، ثم ان الوثائق التأريخية ليست كلام قراني ولا حديث نبوي ، إنما هي دلالة على آثار قوم لهم ما كسبوا ولكم ما كسبتم ولا يجوز بأي حال من الاحوال ان نستدل بها حالياً كي لا نطبقها على واقع سيجعلنا نعود للخلف ونتراجع للوراء .

 

ولو افترضنا ان تلك الوثيقة ونشر ذلك الخبر يقصد منه تشبيه الامام احمد بالسلالة الحوثية حالياً فهذا يعتبر خطأ ايضاً ، فرغم ظلم وكهنوت وجبروت وتخلف الامامة في اليمن إلا انها كانت احسن بكثير من الجماعة الحوثية من العقيدة والفكر واقتراف الاعمال ، فالمقارنة خاطئة جداً في الوقت الحالي ، ويجب ان نعلم ان الوضع تغير وان السعودية التي وقفت مع الامامة في اليمن ومصر الذي وقفت مع ثورة سبتمبر في اليمن ، هاهم اليوم قد اتحدوا بموقف واحد مصر والسعودية تحت ظل التحالف العربي وساندوا الشرعية في اليمن لمحاربة جماعة وتحالف لا يعتبر انقلابي على دولة بل انه انقلابي على عروبة ومقدسات وفكر واوطان كل تلك عربية في الدم والفكر والهوية .

 

 

الأمر الثاني قيام إعلام الشرعية بالترويج لنشر أخبار لأشخاص يعملون مع رؤوس الانقلاب ، وهؤلاء الاشخاص استخدمهم الانقلاب لتنفيذ سياسة محددة ونجح في استخدام إعلام الشرعية لتحقيق هدفه ، فعلي البخيتي الذي تروج له المواقع وتستدل بكلامه وجعلته شخص عظيم ومهم ولفتت انظار التحالف إليه ،،، وهو ليس إلا مجرد وسيلة بيد صالح والحوثي يستخدموه بأسلوب ذكي ينتقد فيه الحوثي وجرائمه وانقلابه ثم يقدم اكبر خدمة له في الوقت المناسب مع المجريات السياسية الدائرة من خلال تقديم مقترح او طرح رأي يكتسب القوة والاهتمام لأنه جاء من شخصية روجت لها مواقع الشرعية الاعلامية واستدلت باقوالها ضد الحوثية فكيف لا يتم بالاستدلال بها في حالة ان عارضت الشرعية واتخذت مواقف تخدم الانقلاب .

 

 هل تعلمون ان محامي صالح "المسوري" هو شخص ينتمي للسلالة الحوثية "السادة" ، ويعمل ضمن التنظيم السري للحوثية داخل حزب المؤتمر ، وتتعجب عندما يروج له إعلام الشرعية مستدلاً باقواله وانتقاده لجماعة الحوثي ، متجاهلين ان الرجل يستخدم سياسة مرسومة من الجماعة تحمل في ظاهرها معارضة الحوثية وفي باطنها اهداف سياسية أخرى ؟

 

صالح إذا اراد ان يستخدم سياسة ماكرة لها اهداف ذات ابعاد يغازل بها التحالف او المجتمع الدولي او يوهم بها ويخادع الجميع ، يوجه بعض من القيادات التابعة له  كالمسوري والبخيتي والصوفي وغيرهم ويجعل لهم يكتبون ويصرحون بما يريد ، ثم يشاهد إعلام الشرعية كيف يروج وينشر لما قالوه وصرحوا به ليخدموا هدفه السياسي وهو قاعد يضحك ويضع رجل فوق رجل .

 

 هل تذكرون تلك الاشاعة التي تتضمن ان صالح قام بزيارة لمصر والسيسي ؟!

الموضوع ان صالح كان له هدف سياسي اراد ان يوقع من خلاله احداث شكوك وسوء تفاهم بين السعودية ومصر استغلال لحدث معين ، فكلف احد القيادات العسكرية البلطجية التابعة له وهو مراد العوبلي لينشر العوبلي في صفحته على الفيس بوك قيام صالح بزيارة سرية لمصر وعقد لقاء مع السيسي ،،، ولم تقم مواقع الانقلاب بنشر ذلك الخبر ، بل مواقع الشرعية هي من روجت بشكل كبير وكتبت ونشرت ، ولولا تركيز بعض من رجال الشرعية وتكذيبهم لذلك لأصبح ذلك الخبر شأنه شأن الاخبار الاخرى التي يستخدم صالح بها مواقع الشرعية للترويج والنشر وهو مستغرق بالضحك من غباءهم ومتشكر جداً من الخدمة التي يقدمونها له .

 

 بكل أسف أقول ان إعلام الشرعية هو إعلام بلا هوية ، واهدافه محدودة ، وسياسته جزئية ، وقيادته ضعيفة ، وبرامجه محصورة .

إعلام غير موحد ، غير قوي ، غير مناسب للمرحلة ، غير مدرك خطورة العدو واساليبه الاعلامية البالغة في الخطورة .

إعلام ليس لديه غرفة عمليات اعلامية ، غير قادر على التواصل مع جميع كوادر الشرعية الاعلامية وضمهم واحتواءهم وتوجيههم بسياسة معينة والاستماع لمقترحاتهم وآرائهم .

 

الاعلام المستقل المؤيد للشرعية ضعيف جداً امام إعلام الانقلاب ، هذا هو الواقع وهذا هو الحال .... آسفين على الصراحة وسنكمل في مقالات أخرى فكونوا معنا .

شبكة صوت الحرية -

منذ 6 سنوات

-

665 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد