د. عبد الحي علي قاسمد. عبد الحي علي قاسم

مجلس سياسي!! أم مجلس انفعالي! !

دائما يخسر الإنسان معاركه السياسية عندما تغلب عليه أهوائه الخاصة، وتهزمه حساباته الشخصية. السياسي صاحب نفس طويل، وبال واسع لا تستفزه قرارات، ولا تؤثر في توازنه مناصب. وعند أول صدمة يفقد توازنه، وترتبك حساباته، وتضطرب تصرفاته يهوي من شاهق السياسة إلى واد سحيق يصعب فيه رؤية ماينفع وما يضر .

 

 

  عيدروس أنت بحاجة إلى إعادة تقييم، ومراجعة الخط الفاصل بين ما يخصك، وما يحتاجه الجنوب خصوصا بعد قرار تنحيتك عن كرسي المحافظة.

 

 

   ولا تحاول أن تستمر في لعبة خلط أوراقك بأوراق الجنوب، مجلس سياسي أم مجلس انفعالي، ثمة فرقا كبير، الجنوب أكبر منك أو أي سياسي آخر، الجنوب يتطلع أبعد مما تراه، وأنت في وضع يستخدم البعض تشنجك بصورة تستنزف معها كامل رصيدك السياسي أنتبه!!!

 

 

   جزء من المجلس السياسي المشلول لا يدري بأي وادي أنت تغرد، فكيف بوطن لا يعير مشروعك اهتمام يذكر؟ ماعليك معرفته أن ردة إعلان المجلس السياسي ليست في الزمان ولا المكان المناسب، وأن مفردات تكوينها قد تجاوزتها متغيرات الوضع الداخلي والإقليمي والدولي.

 

 

  أخي أنت لم تعد بحاجة لمن يتصيد أخطاءك، فتصرفاتك الأخيرة وتحديدا منذ إقالتك من كرسي عدن تنم عن سياسي فارغ المحتوى، ولا يدرك أبجدية التدبير كقائد، وبإمكانك أن تأخذ لك إجازة مفتوحة إلى أبو ضبي أو الضالع لتقرأ المشهد جيدا بهدوء، وبعيدا عن مركز الحدث وحيثياته بدلا من أن يسوقك الآخرين إلى مأزق يجر عليك ويلات أنت في غنى عنها.

 

 

   سيتنكر لك الكل قريبا ممن هم أكثر ثقة في ذاكرتك السياسية والعسكرية، وحتى حلفاء الصفقات الخارجية بعد استنفاد كرت حضورك وسمعتك، بل وأكثر سوف يتبرؤون من مجلسك السياسي المشوه، لأن الداخل والخارج لا ينظرون إليه بعيدا من شاكلة أي مجلس انقلابي على الشرعية والتحالف.

 

  مشروع المجلس فاشلا ومشلولا من مؤشرات طالعه وتصريحات بعض أعضائه، والأهم أن أحدا لن يعترف به إن لم يتخذه عدوا وتحديدا المملكة العربية السعودية وهي الأهم.

 

   بصراحه أخي عيدروس دع عنك هذا الهراء والتخبط، وركز كيف يمكن أن تخرج من معمعة وجلبة الإعلام الذي وضع عينه على عوراتك كمقاوم، فلو كنت ذو كياسة ما ذهبت إلى أعلى تبة في عدن يراها القاصي والداني، لتبني بيت يشهد أنك تخص نفسك برعاية لا يحضى بها أي جنوبي، ثم من زج بك في ثقافة الأبهة حتى تجعل ابنك الصغير يتقدم ساحة العروض بتلك الصورة التي لا تتكرر إلا في مراسيم جبريل الحوثي، أو أبناء الملوك، وحتى هؤلاء لم يقعوا في مثل مجاهرتك. اعقلها ياعيدروس ما تقوم به ليس صوابا، رصيدك يتآكل بصورة مخيفة حتى في محافظة الضالع والناس بدأت تنظر إليك بازدراء فلا يغرنك ثلة المطبلين المنتفعين، أو بعض الأقلام المأجورة.

 

   عيدروس كنت في غنى عن هذه الفورة المجلسية، التي سرعان ماتبخرت وبدت ريحتها كريهة منذ بدايتها. أخيرا عليك أن تعود سريعا إلى الضالع وتعلم من المناضل صلاح الشنفرة وعقال الضالع فهم كثر .

شبكة صوت الحرية -

منذ 6 سنوات

-

1393 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد