أنور الصوفيأنور الصوفي

قف أيها التاريخ وقبِّل رأس هادي قبل الكتابة عنه

قف أيها التاريخ ولا تكتب عن هادي إلا بعد استئذانه وتقبيل رأسه ، فلك الفخر أيها التاريخ أن تكتب عن هادي ذلك الرجل السياسي الداهية ، صاحب الكاريزما الفريدة ، فهو شخص ترى فيه البساطة وفي نفس الوقت الدهاء ، صاحب نظرة ثاقبة نحو المستقبل ، وكأني به يقرأ المستقبل ، ويضع له الحلول ، شخصية هادي لا يتمتع بها إلا الرؤساء وليس كل رئيس ولكن الرؤساء النادرين الذين جاءوا من جوف السياسة والحنكة والدهاء ، هادي رجل طيب بسيط في تعاملاته مع من حوله ، لا يحب ولا يرضى بسفك الدماء ، رجل دولة من الطراز الأول ، لا يتكلم للإعلام كثيراً ولكنه يعمل بصمت ، ويعمل كثيراً ، لا تراه إلا مبتسماً أو جاداً يفكر في فكرة أو يضع حلاً رجل دولة في المقام الأول ، قضى جل حياته على كراسي السلطة تشرب السياسة ، ونهل من معينها ، هادي الرئيس العربي الذي وحد العرب وجعلهم على قلب رجل واحد ، حكيم اليمن ، لا أبالغ إن قلت عنه هرم بن سنان العصر ، جنب اليمن ويلات الحروب ، أخرج صنعاء سليمة بنيتها التحتية ، لم يتشبث بها عندما أراد أبناؤها تدميرها ، بل تركها لتنعم بالاستقرار ، حرص على ألا تقع الحرب عندما أراد غيره تدمير اليمن ، علم أن الحرب لا تأتي بخير ، صاحب المقولة الشهيرة : يمن لا ظالم فيه ولا مظلوم .

قف أيها التاريخ تحية لهادي ثم اجمع دفاترك وأقلامك للكتابة عنه وعن انجازاته ، فلربما نفد حبر مدادك وأنت تكتب عن التبع اليماني هادي ، اكتب ولا تخجل ، اكتب أيها التاريخ في أنصع صفحاتك عن حاكم اليمن الحكيم هادي ، صاحب مشروع الدولة الاتحادية التي سينعم أبناؤها بخيرات بلادهم في ظل غياب هوامير السرقة والبلطجة الذين وضعهم هادي في زاوية بعيدة في بقعة منسية في مكان ما من بلاد اليمن ، سجل أيها التاريخ وإني بقلمك يفخر وقد شرع في الكتابة عن هادي ، وكأني بأوراقك تحضن تاريخ هادي وهي منتشية مسرورة ، اكتب فحق لك أن تكتب عن مثل هؤلاء الرجال ، اكتب وتمثل قول ابن قيس الرقيات القائل : ملكه ملك قوة ليس فيه * جبروت ولا به كبرباء فهذا هو هادي ليس بجبار ولا بطاش ولم تخالجه كبرياء .

اكتب أيها التاريخ عن هؤلاء الرجال الرجال ، فيكفي هادي فخراً أن الشعب كل الشعب قد أجمع عليه حتى خصومه لم يختاروا إلا هو ، اكتب وليخسأ المتربصون بهادي ، وياليت قومي يعلمون أن هادي قد عقد العزم على إخراجنا مما وضعنا فيه الساسة السذج الذين لا يعرفون من فنون السياسة شيئاً ، ولا يجيدون إلا فن الهروب من مشكلة إلى مشكلة أدهى منها وأمر ، فيا كاتب التاريخ سجل ، ولتقرأ الأجيال ولتتعلم الشعوب من حكيم اليمن الرجل الداهية هادي

شبكة صوت الحرية -

منذ 5 سنوات

-

913 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد