فياض النعمانعدن اليوم وليس الأمس
عدن مهد الإنسانية والتعايش على مدى تاريخها الكبير وحاضنة لكل القادمين لها من بقاع العالم المترامي . ..
لم تعد هي عدن الامس التي سطر مكانتها عالميا التاريخ بعد اجتياح جماعات الموت والتشدق باسم الرب ومحاربة كل إنسان يتسلح بفكر جديد لا يمس الكيان الرباني بشي...
عدن المدينة التي تغنى بها العجم من الشرق والغرب وكل الثقافات العالمية بكينونتها التي عانقت السماء بروحانيتها بمختلف الأديان السماوية ...
عدن مدينة سكانها من روح الله الطيب حتى زمن ليس بالقريب ...
نسجوا من نسيم بحرها أسواره ذهبية مرصعة بأشعة الشمس البهية ...
هي عدن حاضنة النسيم الرباني ومهبط الوحي الإنساني ومهد التعايش العالمي ..
لكنها لم تعد اللوحة الفريدة التي نقشت و رسمت بأمواج البحر الدافئة النقية ..
أصبحت مدينة يسكنها غجر وليس ببشر ولا ينتمون إلى مهدها وعبقها الجميل ..
شوارعها تئن من قرعات الأقدام وأزيز الرصاص العابرة وضجيج المركبات ..
هي عدن اليوم من يدخلها او يمر على طيف خيالها لا يخرج منها الا ورائحة الباروت تملى الجبين ...ولا يعود لحنينها القديم ...
نزعوا منها الابتسامة البريئة التي تشع من شفاه الأطفال وطمسوا حتى زغاريد العصافير ...
تنزف وتئن عروس البحر لوطأة أقدام عسس التتار بعد إسكاتهم لأوتارها العبقة وتبديلها بشعارات الدين الزائفة التى تختزل الماضي الدفين ..
لكي الرب ياااااااااااااااا عدن الحبيبية والجميلة التي ستعود يوما لتاريخها الجميل ..
#فياض_النعمان