انور الصوفيانور الصوفي

هادي الرئيس الذي لهثت وراءه الرئاسة، فهل علمتم ذلك ؟

 

  لا ندري كيف أوتي هذا الرجل هذه الحنكة السياسية ؟ ولا ندري كيف صبر وتحمل هذا النزق السياسي ؟ ولا ندري كيف خرج من بين لئام القوم؟ وكيف مزقهم شر ممزق؟ ولكنها الأقدار هي التي  ساقت هذا الداهية من محافظة الفرسان والأبطال والرؤساء والزعماء محافظة أبين، ليلجم الظلمة، ويضع حداً لتهورهم في سفك الدماء والتمادي في الظلم،  فالمعطيات تدلنا وترشدنا كيف وصل هادي لما وصل إليه، فهو رجل المرحلة، فالمرحلة تتطلب هذه الحنكة السياسية، وهذه المهارة، وهذا الدهاء، كما تتطلب صفة الصبر لمن يقود هذه المرحلة، فالمرحلة صعبة، ولا تحتاج لبلاطجة، ولكنها تحتاج لأمثال قوي الشكيمة رابط الجأش كهادي، فبعد أن تسلم هادي العلم شرع في البحث عن الدولة، فصنعاء عاصمة مقسمة، والجيش جيشان، فلقد سيق الذين لا يعرفون صنعاء إليها زمراً، صبر عليهم هادي وتمادوا في غيهم وكل واحد صاغ له قراراً، وجاءوا هادي عشاءً يزفون قراراتهم كل واحد يريد توقيع قراره، وظن المساكين أن الوطن روضة يسجلون فيها أسماءهم، أو ظنوه اقطاعية يقتسمونها فيما بينهم، ولكن بفضل الله ثم بفضل هادي خاب ظنهم .

 

   بعد أن خيب هادي ظن القوم الذين جاءوا إليه ليتقاسموا الوطن، استعان بإخوة له في الخليج لينصروه على أعداء الدين والوطن، وهذا هو ديدن العرب ينصر بعضهم بعضاً، فنصر الخليجيون إخوانهم في الدين والنسب، فامتزج الدم الخليجي مع الدم اليمني في معركة مقدسة تحررت فيها محافظات الجنوب في أيام معدودات، فاندحرت جحافل صالح والحوثي، واستبسل الجيش الوطني في تحريره لما تبقى من محافظات الشمال، وتأخر الحسم لأن وراء الأكمة ما وراءها .

 

   بعد فضل الله سبحانه وتعالى عزم هادي على عودة الحياة والأستقرار للمحافظات المحررة، فكان له ما أراد رغم الخراب الذي خلفته الحرب، ورغم العراقيل التي وقفت في طريقه، فعادت الحياة شيئاً فشيئاً، ولكن المفسبكين الذين يأكلون ويشربون، ويخطون ويكتبون، ويصحون وينامون   ولا يعلمون أن هادي مازال يخوض حرباً ضروساً مع الدمار والمؤامرات من هنا وهناك وظنوا أن بناء الأوطان بعد الحروب سهلاً فباتوا يكتبون في صحفهم ومواقعهم خزعبلات تضر بالمواطن والوطن على السواء .

 

 بعد فضل الله ثم بفضل هادي عادت الحياة إلى ميناء عدن والمكلا والمخا، وعاد مطار عدن لمزاولة عمله والقادم أفضل بإذن الله، لقد عادت المشاريع الاستراتيجية إلى العمل مع إجراء تصحيحات وتدخلات سريعة لينتهي عصر البلطجة والتملك غير المشروع، فهادي جاء ليبني وطناً يكون الكل فيه سواء، فهذا الرجل صافٍ نقي، لا يطلب جاهاً فهو للجاه أهل، ولا يطلب رئاسة فهي من بحثت عنه من بين 27 مليون نسمة، فينطبق عليه قول المتنبي : أتته الخلافة منقادةً  إليه تجر أذيالها # فلم تك تصلح إلا له ولم يك يصلح إلا لها، هذا الرجل هو رجل السلام الأول في اليمن، جاء ليحقن الدماء، فرغم الصعوبات إلا أن الرجل يعمل وبهمة عالية، لتخرج اليمن أنقى وأجمل وأزهى من ذي قبل،  فنسأل الله له التوفيق والسداد ...

شبكة صوت الحرية -

منذ 6 سنوات

-

1075 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد