علي العمرانيعلي العمراني

تحت رحمة السيد..!

أشرت في المقال الذي كتبته في 23 سبتمبر من العام الماضي بمناسبة مرور عامين على خروجي من صنعاء.. وللأسف ، تبين بعد ذلك أن صالح قد أغوى وورط كثير من القيادات المؤتمرية التعزية لتقف إلى جانب الحوثي.. وفي البيضاء قال صالح لوجاهاتها المؤتمرية مع قدوم الحوثي: هذه هي الدولة ، وهذا جيش الدولة ، هل تريدون الدولة..؟!

 

بالنسبة للقيادي المؤتمري ، لم استغرب كثيرا استبشاره بالحوثي، فقد لاحظت منذ سنين قربه أو تقربه من الحوثي .. مع أن مثل ذلك القرب كان في تقديري غريبا لأسباب تاريخية واجتماعية وحتى جغرافية..! لكن الرجل لم يترك لحد الآن أي فرصة تمر دون التأكيد على القرب أو التقرب.. أما موقف صالح ، فهو ينم عن غباء استراتيجي، مهما قيل عن ذكاء الرجل ، وقد سمعت مرارا الرئيس هادي يقول : صالح يجيد التكتيك فقط، ولكن لا علاقة له بالإستراتيجيا..! ومهما قيل عن تلاعبات صالح في الحروب الست ، فالأكيد أنه خاض الحرب الأولى على الأقل، بجد، وهو مسؤول عن نتائجها في نظر الحوثين بما في ذلك مقتل حسين الحوثي، ولا بد أن مثل هذا لا يغيب عن بال الحوثيين، وإن تظاهر بعضهم بخلاف ذلك لبعض الوقت..

 

لن يكون أمام صالح سوى التكيف مع وضعه الجديد تحت رحمة الحوثي، وقد ينتهز كل فرصة سانحة ليَظْهَر للناس، وهو يناور بأنه موجود وقوي ، وإن كان بوتيرة أقل من ذي قبل، وحذر أكثر، لكن الحوثي سوف يؤكد لصالح واتباعه، كل مرة، صراحة وضمنا، بأن عليهم الخضوع و التكيف مع الهيمنة والسلطة المطلقة للحوثي، في صنعاء، حتى إشعار آخر.. ومثلما صرح أحد القادة الحوثيين قبل أيام، وهو يخاطب قيادات عليا في المؤتمر ، قائلا : بلاش عنتريات ، نحن عارفينكم..! و قال قيادي حوثي آخر، أنهم في غنى عن التحالف مع صالح ، وأضاف : نحن الكل في الكل..!

 

وعلى الأرجح ، وحرصا على عدم تشتيت جهدهم، سيتحاشى الحوثيون خوض معركة قتالية شاملة في الوقت الحالي ضد صالح واتباعه ، لكن ذلك لا يستبعد لاحقا.. وعندما تطول الحروب الأهلية ، فقد تتفكك التحالفات، وقد تنشأ تحالفات جديدة، مثلما حدث في الحرب الأهلية اللبنانية، وقد ينخرط المتحالفون في اقتتال ضد بعضهم ، خاصة في حالة يكون التحالف هشا، وملغوما بتعقيد وإرث دموي، مثلما هو حال تحالف قوى الإنقلاب في صنعاء..

 

بالتأكيد، سيأتي اليوم ، الذي يقول فيه كثير من زملائي المؤتمريون السابقون الطيبون ، وربما يقولون منذ الآن : لقد أُكلنا يوم أكل الثور الأبيض ..

 

المفارقة أنهم لم يتفرجوا فقط عندما اجتيحت صنعاء وعمران وتعز والبيضاء وعدن ، مثلما يحكى عن سلبية الثور الأسود، لكن هناك من قال لهم : آرزوا الغزاة،أو على الأقل ابتسموا..!

 

أما الزعيم فقد بدا مبتهجا ومحتفيا وشامتا عند اجْتَياح صنعاء ، ونظم قصيدة شعبية بعنوان : القضاء مثل السلف ..!

شبكة صوت الحرية -

منذ 6 سنوات

-

1391 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد