كتب كتب

الهلالي" عاشق لمصر.. بطريقة عملية

 

كتب / سالم وهبي

 

ينتاب كل منا شعور بالسعادة كلما التقى إنسانًا يحب مصر.. وأسعدني الحظ أن ألتقي رجل الأعمال اليمني الأصل الدكتور سامي الهلالي، وأكثر ما شدني إليه عشقه لمصر التي يرى أنها تستحق أن يكون لديها دائمًا الأفضل.

 

الهلالي عمره لا يتجاوز 34 عامًا واستطاع - بعد أن أنهى دراساته الأكاديمية في الجامعات الأمريكية - أن يحقق مع عائلته إمبراطورية اقتصادية بأساليب علمية حديثة يفخر بها كل عربي، ويتجاوز نشاطها حدود بلده اليمن لتصل إلى دول الاتحاد الروسي وماليزيا وألمانيا وإنجلترا وعدد من الدول الإفريقية ومعظم الدول العربية وعلى رأسها الإمارات والمملكة العربية السعودية والمغرب، ومؤخرًا مصر، التي نقل إليها كثيرًا من فروع نشاطاته بعد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في مارس 2015.

 

طموحاته أو كما يسميها أحلامه للاستثمار في مصر تشمل كثيرًا من القطاعات وتتجاوز قيمتها عشرات المليارات.

 

وهو لا يرى ذلك صعبًا لأن مجموعته متخصصة في توفير الحلول المالية لأصحاب المشروعات في أنحاء العالم، ويحركه في تحقيق طموحاته، ليس فقط هدف تحقيق الأرباح في سوق كبيرة وضخمة مثل مصر، ولكن أيضًا حبه للتميز وعشقه لمصر أرض الحضارة.

 

خلال اللقاء قال سامي الهلالي: "أحلامي لمصر كبيرة، ودولة الأهرامات تستحق أن يكون بها أعلى ناطحة سحاب في العالم، وأعددنا دراسة الجدوى لها بارتفاع 842 مترًا، بما يفوق برج خليفة في دبي، والذي يصل ارتفاعه إلى 822 مترًا، ونرصد له مليار ونصف مليار دولار من خلال حلف اقتصادي مع شركتين من روسيا والصين".

 

ناطحة السحاب أو البرج يجري تحديث دراسة الجدوى له للاستفادة من التطورات الجديدة في الاقتصاد المصري ومنها قانون الاستثمار الجديد وإنشاء العاصمة الإدارية، وتحديث منظومة السياحة في مصر للحد من آثار أي متغيرات أو هزات محلية أو عالمية على قطاع السياحة، ويضم البرج كل ما تحتاجه شركات الأعمال وقطاع السياحة من إمكانات، ومنها 3 أدوار مولات تجارية لأكبر الماركات العالمية، و75 مطعمًا من أنحاء العالم وفنادق ودور سينما تديرها شركات من أوروبا وأمريكا، و3 أدوار لأجنحة ملكية مخصصة لأحد أمراء الإمارات، وآخر لصاحب سمو ملكي من السعودية وثالث لمجموعة الهلالي، إضافة لمكاتب إدارية وسكنية للشركات متعددة الجنسيات ورجال الأعمال الدوليين.

 

"مصر سوق جبارة واعدة لا يمكن لأي مستثمر أن يترك فرصة التواجد فيها"، هذه رؤية رجل الأعمال الشاب سامي الهلالي الذي قال إن عام 2018 سيكون عام الاستثمارات الضخمة لمجموعته في مصر، وأنه سيعلن الشهر المقبل عن إنشاء شركة ضخمة للتصنيع الغذائي وزراعة الحبوب الزيتية وتصنيعها وتربية الماشية برأسمال 750 مليون دولار، باعتبار أن "مزارع الأحلام" التابعة لمجموعة الهلالي من أكبر الموردين للحوم، وتمد المملكة العربية السعودية باحتياجاتها من اللحوم الحية خلال موسم الحج.

 

العام المقبل الذي أصبح على الأبواب سوف يشهد أيضًا تركيز شركة "أموال وأعمال" إحدى شركات مجموعة الهلالي في مصر وطفلها المدلل والمحبب إلى قلب رجل الأعمال سامي الهلالي في التوسع في الأنشطة التمويلية في مجال العقارات، والاستحواذ على شركة كبرى تعمل في مجال الأوراق المالية في مصر حاليًا للتوسع في مجال الاستثمار في البورصات والأوراق المالية في مصر وخارجها، ويجري حاليًا دراسة فتح فرع لبنك الهلالي في مصر؛ وهو البنك الذي أنشأته المجموعة مع شركة للطيران في دولة جزر القمر، ويركز البنك عند إنشائه في مصر على تمويل ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تهتم بها مصر، وتقديم المشورة المالية ودراسات الجدوى لتلك المشروعات إلى جانب التمويل.

 

ولأن رأس المال جبان كما يقول الهلالي فإنه لا يكفي أن تحب البلد ولكن يجب أن يتأكد رجل الأعمال من أن استثماره سيدر عليه أرباحًا، وبالرغم من تواجده في مصر على مدى السنوات العشر الماضية وارتباطه بصداقات مع رجال أعمال ومصريين من مختلف الفئات إلا أنه لم يركز نشاطه إلا بعد أن تأكد لديه ولدى باقي رجال الأعمال والمستثمرين جدية القيادة السياسية والحكومة في تحسين مناخ الاستثمار للحد من نسب المخاطرة والقضاء على البيروقراطية وتحسين التشريعات التي لا تزال في حاجة إلى تفعيل وتحديث.

 

يفضل رجل الأعمال سامي الهلالي ألا يعلن عن مشروع قبل إعداد دراسة الجدوى والحصول على الموافقات المبدئية على الأقل من هيئة الاستثمار والجهات التنفيذية، ولكنه يؤكد أن مصر سوف تشهد إنشاء صرح طبي عالمي جديد للعلاج والتعليم الطبي يضم كليتين للعلوم الطبية والتمريض بالتعاون مع جامعة غربية عالمية ويتبعه مستشفى تعليمي ضخم بطاقة 1200 سرير، وتضم المدينة الطبية 3 مستشفيات متخصصة في جراحات الأورام والقلب وأمراض الكبد وهي التخصصات التي يلجأ كثيرون من المنطقة العربية للسفر لأوروبا وأمريكا للعلاج منها.

 

رفض المستثمر الهلالي عاشق مصر، أن يتحدث باستفاضة عن الدور الاجتماعي الذي تقوم به مؤسسة الهلالي للأعمال الخيرية في مصر باعتبارها مسئولية اجتماعية للمجموعة تجاه المجتمع الذي تعمل فيه، موضحًا فقط أنها تعتمد في تمويلها الأساسي على مواردها من أموال الزكاة لشركات المجموعة وتخصص معظمها لدعم حالات الزواج لغير القادرين وأنشطة اجتماعية عديدة.

 

يبدو أن المشروعات التي يفتتحها الرئيس السيسي على فترات متقاربة في مجالات الصناعة وزراعة مليون ونصف المليون فدان والاستزراع السمكي وإنشاء الطرق والمدن الجديدة وتوفير وإنتاج الطاقة والتصنيع الغذائي، والقرارات الصعبة لإصلاح هيكل الاقتصاد فتحت شهية المستثمرين للتواجد في مصر، ليس فقط حبًا فيها، ولكن بحثًا عن فرص أفضل للربحية.

 

 

نقلا من صحيفة ( الأهرام المصرية)

 

شبكة صوت الحرية -

منذ 6 سنوات

-

853 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد