معمر الاريانيمعمر الارياني

14 أكتوبر لم تكن فقط مجرد صحيفة يومية

 

 

تمراليوم الذكرى الخمسون لتأسيس صحيفة (14 أكتوبر) اليومية بأعتبارها أول صحيفة شبه رسمية تصدر عقب الاستقلال الوطني الناجز للجنوب عقب رحيل المستعمر البريطاني بعد احتلال دام مائة وتسعة وعشرين عاماً في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م.


وفي أقل من شهر وعشرين يوماً  أطلت (14 أكتوبر) بعد الاستقلال لجنوب الوطن في التاسع عشر من يناير عام 1968م، لتكون الصوت المنفتح للإرادة الوطنية ولتجسيد مبادىء الثورة الأكتوبرية المجيدة التي بزغ فجرها من جبال ردفان في الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م، ليقترن إسمها باليوم التاريخي لميلاد الثورة المجيدة، وتغدو الصوت المعبر عن إرادة الشعب وعن أهداف الثورة السامية، وعلى مدى نصف قرن من الزمان مثلث (14 أكتوبر) بل وتبوأت مركز الريادة كمنبر صحفي وإعلامي متفرد في مجمل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل والثقافية والأدبية والفكرية والفنية والرياضية على حد سواء.


وعلى الرغم من إفتقارها للوسائل التقنية الحديثة في مراحل ولادتها المبكرة أسوة بمثيلاتها في عدد من الدول العربية وبلدان العالم الثالث، فإنها كانت واحة ومنارة وشاهدة حية على مراحل مختلفة من تطورات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتنوع الثقافة الأدبية والفكرية والفنية ونماء الحس الوطني الجمعى وخلق التألف وبث روح مفعمه بالتوجه إلى رحاب المستقبل وصياغة معالم الغد الأفضل للشعب والوطن بتكاتف كل أبنائه بلا هوية مناطقية أو قروية أو عصبوية أوعنصرية، وليس مبالغة أو مجاملة، إن قلنا أن (14 أكتوبر) لم تكن فقط مجرد صحيفة يومية على أنقاض صحف وطنية عدة كانت بحق نصيرة ومؤازرة للثورة والاستقلال والانعتاق من ربقة الاحتلال البريطاني.
بيد أنها مثلث عنواناً بارزاً ليس للصحافة اليمنية وإنما للصحافة العربية والأجنبية على حداء سواء.
لأنها لم تنغلق على نفسها بل أشرعت أبوابها لتصبح مظلة وقبلة للأقلام اليمنية من كل بقاع ومناطق اليمن والعالم العربي والانساني بلا تفريق أو تمزيق.


(14 أكتوبر) صحيفة صدرت من عدن بعد الاستقلال تعد بحق صحيفة من جنوب الوطن يمنية وعروبية وعالمية بالدرجة الأولى.


ويشهد التاريخ أن الصحافي المصري الراحل أمين رضوان هو من ساهم في إدارتها في عهد الرئيس الأسبق الشهيد قحطان محمد الشعبي أول رئيس للجنوب بعد الاستقلال، وأن علي حسين خلف من فلسطين تولى منصب مدير تحريرها في فترة السبعينات دون أى إمتعاض أو إنتقاص من زملائه اليمنيين.


ولأنها كانت مدرسة صحفية بحق وجدارة خلال نصف قرن من تأسيسها تخرج من كنفها وتحت مظلتها أعلام اليمن البارزين من الأدباء والسياسيين والدبلوماسيين المشهود لهم بالوطنية الذين أسهموا بقسط وافر بلا إدخار من أجل مستقبل الوطن والشعب.


ولايسعني في هذا المقام الجليل وبهذه الذكرى اليوبيلية الذهبية لتأسيس هذه الصحيفة المرموقة (14 أكتوبر) إلا أن أتذكر قيضاً من فيض هذه النخبه اللامعه التي إرتبط بل إقترن إسمها بمأثر (14 أكتوبر) الصحيفة الوطنية الأولى الرائدة بعد الاستقلال في جنوب الوطن.


ولعل أبرزهم الشهيد عبدالبارى قاسم أول رئيس تحرير الصحيفة بعد الاستقلال والراحل محمد البيحي الذي أصبح سفيراً لعدد من البلدان منها القاهرة ودمشق والراحل عبدالله أحمد العود الذي أصبح سفيراً في ليبيا  والأديب القاص محمد عمر بحاح الذي اصبح دبلوماسياً في موسكو في وقت لاحق وسالم زين ومحمد عبدالقوي الذي أصبح وزيراً للإعلام والشاعر الاديب محمود الحاج والكاتب الكبير والاديب الراحل فضل النقيب الذي أصبح مديراً للصفحة الثقافية في جريدة الاتحاد الاماراتية ولاحقاً ملحقاً ثقافياً في سفارتنا بدولة الامارات العربية المتّحدة ومحمد عبدالرزاق باذيب استاذ المطبعة الصحفية  وسالم باجميل والاديب المسرحي سعيد عولقي وعلي يحيى عيدروس الذي اصبح سفيراً في ليبيا وطوكيو وعلي مهدي الشنواح الشاعر الكبير وواثق شاذلي من الرعيل الاول ومحمد عبدالله مخشف الذي أصبح أقدم مراسل لوكالة "رويترز" البريطانية قبل أربعين عاماً والشاعر الكبير القرشي عبدالرحيم سلام واستاذي القدير محبوب علي الذي أصبح مستشاراً لرئيس الجمهورية للشئون الإعلامية وعبدالقادر خضر الناقد الفني الشهير وشكيب عوض الناقد السينمائي اللامع وعلي فارع سالم والشهيد أحمد سالم الحنكى والشاعر العراقي سعدي يوسف ومحمد عبدالله فارع الإعلامي الرياضي الشهير عربياً وعالمياً ومحمد قاسم نعمان وعمر باوزير وعبدالباسط السروري وسالم عمر والشهداء عبدالله شرف سعيد وفاروق رفعت وإسماعيل الشيباني وأحمد العبد سعد وكذلك إبراهيم الكاف وعبدالله عبدالاله  ومحمد علي سعد ومنصور هائل  والسفير الرائع خالد اليماني الذي اصبح المندوب الدائم الحالي في الامم المتحدة وكوثر الشاذلي  و علي سالم اليزيدي واحمد مفتاح  وسلوى صنعاني ونادرة عبدالقدوس والاديب نجيب مقبل ولطفي شطاره واحمد الحبيشي والاخوان محمد وعصام سعيد سالم وسعيد العسيري وبامرحول ومحمد حسين محمد وإقبال عبدالله وهدي فضل واحمد الصوفي وعبدالرقيب مقبل وعلي الضحياني  والراحل علوي محمد علي الجبلي شقيق احمد الجبلي مدير تحرير ٢٦ سبتمبر الذي اصبح محررا لسنوات طويلة في جريدة الاتحاد الاماراتية وصادق ناشر الذي اصبح مراسل الخليج الاماراتية وانضم الي طاقمها مؤخرا.


 وغيرهم كثر من أعلام ومنتسبي هذه الصحيفة المدرسة العملاقة  من أعلام اليمن البارزيين الذين إقترنت اسماؤهم مع (14 أكتوبر) ضمن مراحل مختلفة من مشوارها الطويل ويكفي فخراً وذخراً وألقاً أن تكون (14 أكتوبر) هي الصحيفة اليمنية الاولى التي تصدرت دعوة وحدة الأدباء والمثقفيين اليمنيين تحت إطار وحدوي واحد قادة الاستاذ والاديب الكبير عمر الجاوي من الجنوب وتحققت وحدة وقيام إتحاد الادباء والكتاب اليمنيين في السبعينات من القرن الماضي.


ويكفي فخراً لهذه الصحيفة اليمنية الرائدة (14 أكتوبر) أنها وضعت في صدراة صفحتها الاولى الشعار التاريخي الذي لم ولن تنسه الاجيال المتعاقبة:
"لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية".
المجد للحرف  الوضاء الذي إختطته (14 أكتوبر) رائدة الصحافة الوطنية بعد الاستقلال المجد للاقلام التي انارت الدروب وألفت القلوب.

شبكة صوت الحرية -

منذ 6 سنوات

-

1385 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد