د . عبده سعيد المغلسد . عبده سعيد المغلس

الرئيس هادي المقاتل بروح الجمهورية في سبيل وطنه وشعبه

 الإنسان توجهه نياته وخياراته الحرة، كما يقول الإسلام، ودوافعه كما يقول علم النفس،

والمتقاتلين في اليمن ما هي نياتهم ودوافعهم وخياراتهم؟ في اليمن أربعة مشاريع متصارعة ولكل منها قيادته، وهي مشروع الشرعية، والمشاريع المضادة وهي الإنقلاب، والإرهاب، والإنفصال، ومع هذه المشاريع وتحت لوائها، صراع غير معلن، بين مشاريع مغلفة أخرى، هي المشاريع الخاصة.

فمشروع الشرعية بقيادة فخامة الرئيس هادي، هو الوحيد الذي قدم مشروع الخلاص للوطن الأرض والإنسان، والحل لدورات القتال والصراع حول السلطة والثروة، ولا يُمثل العصبية بمختلف مسمياتها، والحامل لراية الجمهورية، الباني لدولتها ولمشروعها الحقيقي.

أما مشروع الإنقلاب فيهدف الى الغاء الجمهورية، وعودة إمامة المذهب الجارودي، لذلك أعلن انقلابه يوم تنصيب البدر إماماً، وشرعن لسلطة الفيد والخمس، وفوق هذا ارتبط بمشروع ولاية الفقيه في إيران، الهادف لضرب العروبة والإسلام، والإستيلاء على ثروة المنطقة والهيمنة على ممراتها المائية.

أما مشروع الإرهاب فيهدف الى إقامة خلافة إسلام الموت البعيدة كلية عن إسلام الرحمة، موظفاً دوره لخدمة تقسيم اليمن وثروته، وأما مشروع فك الإرتباط والإنفصال، فيهدف الى تمزيق الوطن، والعودة به الى مشاريع تجزئة الجنوب، قبل الشمال، فلا أحد يدري إلى أين يقود قادته الجنوب، هل إلى دولة الجنوب العربي، الذي نادت به الرابطة ويشمل الجنوب العربي المُكَوّن من مستعمرة عدن ومحميتها الشرقية والغربية، والمملكة المتوكلية، وعمان، وهو اليمن الكبير، أم مشروع اتحاد إمارات الجنوب العربي المُكَوّن من حوالي ست سلطنات ومشيخات من المحمية الغربية، أم اتحاد الجنوب العربي المُكَوّن من عدن ومحميتها الغربية دون الشرقية، أم دولة "ج ي د ش" التي ضمت اليها المحمية الشرقية (سلطنات القعيطي والكثيري  والمهرة والواحدي) بقوة السلاح والقهر.

أما المشاريع الخاصة عند البعض فعديدة، فهناك مشروع الإنتقام والعودة للسلطة عند الرئيس الراحل وأنصاره، ومشروع العصبية القبيلة والمناطقية عند البعض في الشمال والجنوب، ومشروع العصبية الحزبية عند البعض في الشمال والجنوب، ومشروع تأجير العقل والبندقية للغير من أجل الفيد عند البعض في الشمال والجنوب، ومشروع الفساد والفيد وتجارة الحرب عند البعض في الشمال والجنوب، هذه خارطة المشاريع المتصارعة في اليمن اليوم، بمسمياتها ونياتها ودوافعها.

وحده الرئيس هادي وشرعيته ومشروعه يعمل للوطن اليمني وشعبه معالجاً كل المسببات لصراعه.

لو كان الرئيس هادي يريد سلطة ومال، لكان قبل أن يكون اليد الأمينة للرئيس الراحل ونظامه،

وحده الرئيس هادي الذي ليست ورائه عصبية، أياً كانت قبلية أم حزبية أم سلطة دولة، ولمن يريد فهم الرئيس هادي، عليه أن يحلل مواقفه في مراحل حياته في الجنوب والشمال، ويستوعب مشروعه الذي قدمه لوطنه وشعبه، فلم تحركه دوافع السلطة،فقد حدد ميعاد تسليمه السلطة بِعد اكتمال العملية السياسية وتسليم الأمانة لصاحبها الحقيقي الشعب اليمني ولم تحركه دوافع الكراهية والإنتقام لما عاناه وواجهه في الجنوب والشمال، وتحمل في سبيل مشروعه ووطنه وشعبه الأهوال الجسام، ما بين تآمر، ومحاولات قتل، وغدر، ونكران الجميل، وواجهها كلها بصبر الحالمين، وإرادة العازمين، وشجاعة المقاتلين، وحسم القادرين، وهذه ملكات وأدوات النصر.

بصبره وإرادته، وتمسكه بمشروعه وخياراته، فضح كل المشاريع، أخرجها وقادتها من ظلام التآمر، والتستر باسم الوطن والشعب، إلى نور الحقيقة والإفتضاح، فكشف حقيقتهم ونواياهم ومشاريعهم تجاه اليمن الوطن والشعب والجمهورية، يعتقده البعض لن يتحرك، وهو يراقب مانحاً فرصة الإمهال لا الإهمال، بعدها يتخذ القرار بإرادة القائد وجسارة المحارب وحكمة الزعيم.

 هناك مثل بالإنجليزية يصف الوضع يقول "Slow but shore" بطيئ لكنه أكيد، فالمتابع المنصف لمسار الرئيس هادي يجده كذلك.

فمن همه صناعة التاريخ لا تؤثر به أو تلهيه، أحداثه العَرضية، فالرئيس هادي بكل ذلك ولذلك مَثّل تلاقي لحظة تاريخية، اجتمع فيها القائد بالمشروع بالفعل التاريخي، مسنوداً بتحالف عربي تاريخي، لكتابة تاريخ اليمن المعاصر، وهو بحق مقاتل بروح الجمهورية في سبيل وطنه وشعبه.      

د. عبده سعيد المغلس

٢٢-٤-٢٠١٨

شبكة صوت الحرية -

منذ 6 سنوات

-

771 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد