محمد قشمرمحمد قشمر

الألغام الحوثية إغتيال دائم للإنسانية

طالعتنا القنوات الفضائية بحقائق لا نجهلها، ولا يجهلها المجتمع الدولي حول الألغام وتفنن الحوثيين بأشكالٍ مختلفةٍ لم يكن الهدف منها استهداف قوات مقاتلة بقدر ما تستهدف السكان المدنيين من كل الفئات .

 

ما يثير الدهشة والألم أن أولئك المجرمين اقتحموا عالم الطفولة والبراءة لأبناء اليمن ليزرعوا في جوف الألعاب الخاصة بهم الغاماً، والحقيقة لا أدري لماذا يستهدف الحوثيين بهذه الألغام الأطفال؟ وهل الأطفال اليمنيين جزء من عملياتهم ضد أمريكا وإسرائيل؟

 

أصبحت الألغام تمثل خطراً حقيقياً على اليمنيين عموما ً . خصوصاً أن الحوثيين اصبحوا يزرعوا الألغام بشكل عشوائي دون خرائط قد قد قد يستفيد المجتمع اليمني من الاتفاقيات السياسية والدبلوماسية الى انهاء الحرب  والكشف عن تلك الألغام إن وجدت لها خرائط  .

 

وهذا المتعارف عليه في كل الحروب التقليدية التي خاضتها القوات المتحاربة .

 

 فالخرائط الخاصة بالألغام تساهم في وقف نزيف دماء أبناء الوطن ، لكن الحوثيين بقدر دهشتنا بتفننهم بسياسات القتل بكل طرقه وأنواعه فإنهم أيضاً يتعمدون أن يستمر مسلسل القتل هذا الى ابعد مدى زمني غير مكترثين لأيٍ من المنهيات والمحرمات في الأديان السماوية او المواثيق والمعاهدات الدولية .

 

الأطفال اليمنيين أصبح الافاً منهم في قائمة القتلى على أيدي الحوثيين من الألغام فقط غير القصف العشوائي وغيرها، والالاف من الأطفال أصبحوا فاقدين لجزء من أجسادهم الغضة الطرية معاقين عن ممارسة حياتهم بشكل طبيعي كأقرانهم في هذا الكوكب ، والسبب هي تلك النزعة الشيطانية التي تجتاح قلوب الحوثيين قياداتٍ وأفراد ورغبتهم الشديدة بقتل كل جمال وبراءة تمشي على أرضنا اليمنية .

 

الكل رأي كم من النساء الطاهرات اللواتي لا يحملن بندقية ولا يحملن غير المحبة والطهر تشوهت أجسادهن وتمزقت اطرافهن بتلك الألغام التي يزرعها الحوثي ليحصد مآسيها اليمنيين كباراً وصغارا.

 

استطاع الحوثي خلال فترة الحرب هذه أن يتجاوز كل تخيلات المجرمين والارهابين بزراعته لأكثر من خمسمائة الف لغم واجتهد في تشكيلها ليتعمد القتل والإيذاء الجسدي. هذا ولم أتحدث عن الألغام البحرية التي تشكل خطراً على الملاحة البحرية لنا وللمجتمع الدولي .

 

المعاهدات والاتفاقيات الدولية بخصوص الألغام مهمة جدا ً لأنها تضع حداً للقتل الدائم المخفي بين أحضان التربة اليمنية الطاهرة التي لوثها الحوثيين بحقارتهم الدائمة وتعطشهم للقتل .

 

 هناك الاتفاقية الدولية لحظر الألغام المضادة للأفراد وهي اتفاقية اوتاوا عام 1997 م وهي التي تفرض حظراً كاملا على الألغام المضادة للأفراد والتي مازالت بعض الدول تنتجها ومازال الحوثيين يزرعونها آملين ان توقف السيل الجرار للقوات الشرعية والتحالف من الوصول الى أولئك المجرمين الذي مزقوا اليمني وقتلوا اهله وشردوهم وما أبقوا لنا من كارثة الى جلبوها الينا وعلينا. هناك ايضاً اتفاقية حظر او تقييد استعمال أسلحة تقليدية معينة يمكن اعتبارها مفرطة الضرر او عشوائية الأثر والتي كانت في عام 1980 جعلت من الألغام نوعا ً من الأسلحة المحرم استخدامها في الحروب .

 

الحوثيين يزرعون الألغام ونحن جميعا نعلم أنها ستحصد الان وغدا وفي المستقبل القريب الكثير من الأرواح البريئة التي لم تكن جزءً من العمليات العسكرية وليست ايضاً اهدافاً عسكرية ، وما زال المبعوث الدولي ينظر الى العملية بأنها يجب أن تكون سياسية مع كيان إجرامي انقلابي لا يؤمن بالمواثيق والمعاهدات الدولية التي أتت بالمبعوث الدولي نفسه كوسيط لوقف حمام الدم الذي يسكبه الحوثي بأسلوبه القتالي القذر على الأرض اليمنين بدماء أطفال اليمن ونسائها واحرارها ومن المدنيين على وجه الخصوص .

 

الحرب عندما تكون قذرة والقائمين عليها لا يحملون الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المقاتل الحر فإن هذه المآسي لن تنتهي حتى تحصد المزيد من الأرواح بمرأى ومسمع من المجتمع الدولي ومن القائمين على حقوق الإنسان الذين عجزوا بكل ما تحمله الكلمة من معنى من حماية المستهدفين في الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.

 

سيستمر الموت في بلادي بسبب الألغام التي زرعها الحوثيين وستستمر الجهود الدولية بالبحث عن الحلول الخاطئة وبالطريقة الخاطئة لأنهم يريدون ذلك وبعيداً كل البعد عن كل المعاني الإنسانية التي تحدثت عنها كل المواثيق الدولية الراقية.

شبكة صوت الحرية -

منذ 5 سنوات

-

717 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد