د . عبده سعيد المغلسد . عبده سعيد المغلس

الأحزاب اليمنية بين السقوط ومشروع النهوض

الحزب دور ورسالة ومشروع يستهدف بناء الوطن والإنسان، وتحقيق سيادة الوطن ورفاهية المواطن، فالأحزاب لدينا بمختلف توجهاتها سقطت بسقوط المجتمعات العربية ودولها الوطنية وتمزقها وتفككها وصراعاتها البينية والداخلية بأبعادها المذهبية والعصبية، وتبين  بجلاء فشل الأحزاب  في إدارة الدولة ونهضة المجتمع، وذلك في تصوري ناتج بسبب تخلفها عن عصرها وإشكالياته ومشاكله وغيبة مشروعها الثقافي، المؤسس للتغيير السياسي الهادف لنهضة الدولة والمجتمع، فلا مشروع سياسي دون مشروع ثقافي، ولا تغيير سياسي دون تغيير ثقافي، هذا من جانب ومن جانب أخر بسبب عدم  فهمها لدور الحزب ورسالته ومشروعه، فالثقافة المُكَوّنة للأحزاب وقياداتها جعلت أولويتها وغايتها الوصول للسلطة والهيمنة والحكم وأصبحت السلطة غاية لا وسيلة، والأحزاب أدوات صراع لا أدوات ضبط وحل للصراع، وبجانب هذا نشأت الثقافة الحزببة على إختزال الوطن في الحزب  والشعب في أعضائه المنتسبين، وبهذه الثقافة غاب الوطن والتنمية والإنسان والمجتمع إذ أصبح محور السلطة والدولة ومركز إهتمامهما قيادة الحزب وكوادره لا الوطن وشعبه، وبهذا فقدت الأحزاب دورها  ورسالتها ومشروعها.

ولإستعادة مكانتها عليها التخلص من تراثها المغلوط، وثقافة عيش الماضي وصراعاته، وعليها تغيير ثقافتها المُكَوّنة، القائمة على الأحادية والفردية والغاء الأخر، وغياب مفهوم الحرية كإيمان وثقافة ودور وسلوك يمارس داخل الحزب وخارجه، كما يجب عليها  تقديم مشروع ثقافي يستلهم الواقع المعاصر ومشكلاته ويتجاوز صراعات الماضي وثقافته، ويؤسس لمشروع التغيير السياسي في الدولة والمجتمع.

نحن اليوم في اليمن وفِي خضم الحرب المفروضة علينا بسبب الإنقلاب على المشروع الوطني بدولته الإتحادية، متيقنين من سقوط كافة المشاريع الحزبية، لكننا في المقابل نمتلك مشروعاً ثقافياً وسياسياً يؤسس لدولة إتحادية بأقاليم ستة، قائم على مشروع ثقافي يؤسس لبناء الوطن الواحد والمواطنة المتساوية والتوزيع العادل للسلطة والثروة والتعايش والعيش المشترك، حيث يؤسس لدولة المواطنة لا العصبية بكل مسمياتها"الحزبية أو المناطقية أو القبلية أو المذهبية".

وعلى الأحزاب تبنيه كمشروع ثقافي وسياسي والولاء له كمشروع وطني وليس الولاء للحزب كمشروع، والوقوف مع شرعيته ممثلة بفخامة الرئيس هادي وتحالفه ومعركة استكمال التحرير، وهذه طريق النهوض لتغيير نهجها ومشاريعها لتستطيع النهوض واستعادة دورها .

د عبده سعيد المغلس

٢٣-٨-٢٠١٨

شبكة صوت الحرية -

منذ 5 سنوات

-

768 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد