محمد قشمرمحمد قشمر

تقرير الخبراء كارثة أممية بلباس انساني

طالعنا التقرير الصادر عن لجنة الخبراء الذي اثار جدلا ً واسعا في أوساط المتابعين للمشهد اليمني الإنساني.

 

أكثر ما اثار الجدل أسلوب الطرح الذي كان بعيداً جداً عن الاليات الدولية في التحقيق بادعاءات لانتهاكات حقوق الانسان في اليمن، والغريب في الأمر أن التقرير كما يقولون أعدته لجنة الخبراء التي سردت الوقائع بطريقةٍ تنم عن أمرٍ سيء الهدف منه لن يكون سوى الابتزاز السياسي الذي يمكن أن يساهم في إطالة أمد الحرب لتحقيق مصالح بعيدة عن الإنسانية التي يتحدثون عنها.

 

اطل التقرير بثوبٍ رمادي بالنسبة للإنسانية وللانتهاكات لكنه كان واضح الملاح في قتل القرارات الدولية التي كانت واضحة المعالم، اقصد القرارات الدولية التي وضع اليمن تحت الفصل السابع من اجل التدخل العسكري لإنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية.

 

لست أدري ما الدافع وراء إصدار تقرير ضعيف جداً كهذا التقرير الذي حذرتُ منه قبل ان يصدر لان الشبهة اصلاً قائمة على رأس الهرم الذي قام بتعين اللجنة ذاتها. وأؤكد مرةً أخرى أن الاختراق المخيف للمنظمات الدولية من شخصيات تؤمن بالطائفية هي التي تجعل القيم الإنسانية تنحدر الى مستوى مخيف من اللاأخلاق.

 

لا يمكن لاحد ان ينكر وجود ذلك الكم الهائل من الانتهاكات التي تمارسها الجماعة الحوثية كميليشيا تمتهن القتل والتدمير، ولكن رغبة البعض في المجتمع الدولي لبقائها كأداةٍ للهدم هي التي ساهمت في إصدار ذلك التقرير، نحن نؤكد أن التجاوزات او الأخطاء العسكرية التي توقع ضحايا يجب ان تخضع للتحقيق وأن التعاون الدولي الشفاف في هذا الجانب مهم جداً لحياة اليمنيين ولكن استخدام القضايا الإنسانة لصنع مآسي جديدة كارثة انسانية بلباس دولي يحاول أن يساوي بين المجرم ورجل العدالة.

 

لم يقدم التقرير الحقيقة كما يجب ولكنه يحاول أن يصنع حقائق خاصة به تجعل منها قاضياً في قضايا هو أحد مسببيها بمثل ذلك التقرير.

 

التجاوزات التي حدثت بالتقرير تستوجب على القيادة الشرعية أن تتعامل بجدية معه وان تطالب بالتحقيق فيمن قدموه. التقرير الذي جعل من القتلة سلطة أمر واقع من أجل تسهيل التواصل والتعاون معهم، وجعل من التدخل العسكري والإنساني في اليمن (عدواناً) هو ذاته جزء من منظومة العمل الحوثي الذي يروج لبقائه على رأس اليمنيين، ويحاول أن يجعل من الحوثيين شرعية يجب ان يلتف حولها الجميع. تحدثنا كثيرا على ان بقاء المنظمات الدولية في صنعاء وتحت سلطة الحوثيين يحمل خلفه الكثير من التساؤلات التي يجب ان نبحث لها عن إجابة منطقية، وأن يتم التعامل مع تلك التقارير بأسلوب قانوني حقوقي كون التقرير ضعيف ويجب ان يفند بطرقة قانونية وهو الأمر الهين على الحقوقيين المتخصصين.

 

أصبحت بعض المنظمات الدولية طرفاً في الصراعات القائمة في الشرق الأوسط مما أفقدها مصداقيتها بشكل كبير لتتحول من الروح الإنسانية التي وجدت من أجل رعايتها إلى خبث المصالح السياسية التي تبتز المجتمعات من أجل تحقيق مصالح لا تتنمي للإنسانية بشيء. التقرير الذي أصدرته لجنة الخبراء لا يعدو ان يكون كارثة إنسانية تلبست بالثوب الاممي تحت كلمات حق أُريد بها باطل.

شبكة صوت الحرية -

منذ 5 سنوات

-

696 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد