محمد قشمرمحمد قشمر

التعليم وأطفالنا النازحين

طفت على السطح مشكلة الطلاب اليمنيين الذين تعذر التحاقهم بالمدارس الحكومية في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية لأسبابٍ مختلفة، منها انتهاء هويات البعض منهم، خصوصاً حاملي هوية زائر التي حصلوا عليها بمكرمة ٍ ملكيةٍ من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، هذه المكرمة التي فتحت آفاق جديدة وتصحيحاً لوضعٍ كان مختل بشكل كبير. الان اليمن تمر بمرحلة هي من أسوء المراحل في التاريخ الحاضر، وتتصدر الماسي في العالم كمأساة إنسانية عالمية ٍ أولى، كما ان الجميع يعرف أن انتشار الامراض والأوبئة أصبحت تمثل مأساة أخرى تقتل أطفال اليمن، اهم تلك الأوبئة حمى الضنك التي بدأت تفتك بالصغار والكبار. وأن عودة الأطفال النازحين في المملكة العربية السعودية الشقيقة  بهذه الظروف إلى اليمن هي عودةٌ إلى الموت أو القتل او التشويه الفكري.

 

الأشقاء في المملكة قدموا لنا الكثير والكثير وما زلنا نأمل أن تستمر يد العطاء بعطائها، لأنا ما عهدناها الا ارضاً تجود بالخير وقيادةً حكيمةً رشيدةً تبذل بكرم وسخاء.

 

ولكن ما هو الدور الذي يجب علينا نحن في هذه المرحلة المخيفة من تاريخنا جميعاً؟ هل نجلس على قارعة الزمن صامتين لا نحرك ساكنا ولا نبحث عن حلول لأبنائنا الذي نرجو الا يفوتهم قطار التعليم؟ لابد من تحرك حكومي من أجل إيجاد الحلول لأولئك الأطفال الذين تعذر دخولهم المدارس بسبب قلة الحيلة المالية، وقد كنا طرحنا مقترح أن يتم إنشاء موقع الكتروني للتعليم عن بعد يتم أنشاؤه من قبل وزارة التربية والتعليم وتكون له أليات معينة للتسجيل والمتابعة. كنت في جولة للبحث لأبنتي عن مدرسة تقبلها وتكون ذات رسوم أستطيع تحملها فوجدت أنها تمثل عبئ نفسي مخيف علينا وعلى الكثير من أصحاب الدخول المحدودة. ووجدت الكثير من المدارس التابعة لبعض السفارات والبلدان منها مثلا المدارس السودانية والمصرية والباكستانية والهندية التي تقدم الكثير من الخدمات لأبنائها. وتساءلت لماذا لا يكون للجالية اليمنية مدرسة، ولم لا نبادر بإنشاء مدرسة للطلاب اليمنيين وتدريس المنهج اليمني او المنهج السعودي إن وافق الاشقاء كونه منهج جميل ومعتدل وراقي يساهم في نضوج عقول ابنائنا بعيدا ً عن التشدد الذي تمارسه العصابة الحوثية في اليمن، والتي غيرت الكثير في المنهاج الدراسية بما يتفق مع عقائدهم الباطلة. المدرسة اليمنية في المملكة أصبحت حاجةً ملحة لتدارك اعمار الأطفال وتنمية عقولهم وافكارهم حتى لا تفوتهم فرصة التعليم. حتى في جمهورية مصر العربية توجد مدارس يمنية. فما هي الأسباب لعدم وجود مدرسة للجالية اليمنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة. تواصلت ايضاً مع الكثير من الشخصيات اليمنية والذين أبدوا استعداهم لإنشاء مثل هذه المدارس وبمواصفات طيبة ورسوم تساعد الجميع.

 

كلامي أوجهه للسفير اليمني في الرياض، والذي سمعنا عنه الكثير وحقيقة لمسنا تغيرات طيبة في أداء السفارة وخدمتها لأبناء الجالية وما زلنا نأمل المزيد منهم وسنسعى لمقابلته بأقرب فرصة لمناقشة هذا الأمر إن أذن لنا بذلك ولا أظنه يرفض كونه جزء من شرعية تمسكنا بها.

 

أكرر بأن الحاجة أصبحت ملحة لمدرسةٍ يمنية تهتم بأبناء الجالية لأن التعليم حق للأطفال يجب الا يضيع. واهمالهم مسئولية سيتحملها كل مسؤول في الشرعية ابتداء من رئيس الحكومة وانتهاء بأصغر مسؤول تحمل مسؤولية تجاه اليمن وابنائها ثم اخل بها أو اهملها .

شبكة صوت الحرية -

منذ 5 سنوات

-

723 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد