علي هيثم الميسريعلي هيثم الميسري

مبادئ فخامة الرئيس ومتناقضات مليشيا الحوثي والإنتقالي

   وماً بعد آخر تزداد الهوة إتساعاً بين المجلس الإنتقالي ومؤيديه بل وتزداد كراهية مؤيديه قبل معارضية ، وسبب ذلك يعود لسلوكيات قياداته المتناقضة الواضحة للعيان من خلال إختلاف وتنوع تصريحاتهم بين الحين والآخر ، فحيناً يريدون إسقاط حكومة بن دغر وحيناً آخر يصرحون بأنهم سيسيطرون على كل المؤسسات الإيرادية للجنوب ، حتى بعد إقالة بن دغر وتعيين معين عبدالملك بديلاً عنه قالوا أن بن دغر كان أكفأ وقادر على التغيير وهو جنوبي أفضل حال من الشمالي ، أضف إلى ذلك الثراء الفاحش الذي بدأ على قياداته ، فلو سوئلت هذه القيادات سؤالاً واحداً فقط فلن يستطيعوا الرد عليه بل وقد يبتلعون ألسنتهم وهو : من أين لكم هذا ؟ .

 

    وبما أن المجلس الإنتقالي لا يمتلك مشروع واضح للجنوب ولكل من تمسك به من الجنوبيين وعلق عليه آمالاً عريضة بإستعادة الدولة كما يقولون ، بالإضافة إلى أن كل قيادات المجلس سلمت رقابها للقوى الداعمة لها مقابل الرواتب والعطايا على أن يكونوا أدوات لها ، بالتأكيد ستكون هذه النتيجة المهينة وهي خسارة شعبيته لدى الكثير من مؤيديه والتي كانت على حساب الحراك الجنوبي الوطني ، ولم يتبقى إلا أن نسمع ونشاهد رصاصة الرحمة وقد إستقرت في جسده المتهالك .

 

    ما ذُكِرَ أعلاه كان لإنفصاليي الجنوب أما إنقلابيي الشمال فحدث ولا حرج ، فمليشيا الإنقلاب الحوثية تحالفت مع ديكتاتور اليمن الهالك وقتلته بعد إختلافها وخلافها معه ، وكان شعارها : الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ، وبالأمس وفي عشية وضحاها وبعد كل تلك الخسائر البشرية في صفوفهم والذين قضوا تحت هذا الشعار رأيناهم ضربوا بهذا الشعار عرض الحائط وتحالفوا مع الكيان الصهيوني ، ووضعوا أياديهم الملطخة بدماء اليمنيين بيدي نتنياهو الصهيوني الملطخة بدماء إخوتنا الفلسطينيين ، وغداً قد يتحول شعارهم إلى : تعيش أمريكا تعيش إسرائيل .

 

    التناقضات لا تحقق الأهداف والمتناقضين أصحاب المشاريع الصغيرة الأنانية لن يصلوا لمسعاهم وستفشل مشاريعهم وستكون النتائج كارثية ، لاسيما إن كانوا مجرمين كإجرام مليشيا الإنقلاب في شمال اليمن ومليشيا المجلس الإنتقالي في جنوبه ، أما أصحاب المشاريع الوطنية الذين يمتلكون المبادئ الثابتة فالأمر يختلف تماماً ، وهذا ما نجده في الفارس الأصيل والسياسي الداهية فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي .

 

   وجدت هذا الرجل ثابتاً صلباً شجاعاً لم تتغير مبادئه منذُ أن عرفته رئيساً توافقياً لليمن ، لم أعرفه حقاً يوم كان نائباً للرئيس الديكتاتوري ، ولم أفرح لتقلده منصب رئيس الجمهورية لأنه جنوبي أو أنه من أبين فأنا لا أحبذ هذه التصنيفات ، بل فرحت لأنني لن أشاهد مرة أخرى ذلك المخلوق الديكتاتوري المتغطرس الذي ملأ قلبي كراهيةً وبغضاء ، ولن أشاهد صوره التي تُشعرني بالإزدراء حينما أشاهدها أثناء زياراتي لسفارتنا في الرياض .

 

    فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي يمتلك مشروع وطني واحد فقط لكل أبناء اليمن ، منذُ أن أعلن عنه لم يتغير ولأجل تحقيق هذا المشروع كاد أن يُقضى عليه ، وأُسِرَ شقيقه توأم روحه العم ناصر ليتنازل عن هذا المشروع ولكنه إستمر على مبدأه ولم يأبه لكل الصعاب التي واجهته ، وأهمل صحته لإنشغاله في جميع الجبهات العسكرية والسياسية والإقتصادية ، كل همه أن يرى مشروع اليمن الإتحادي وقد تحقق ، مبدأه لم يتغير حتى وإن إنسحبت دول التحالف وحارب وحيداً ومن خلفه أبناء اليمن الشرفاء ، وهذا ما صرح به حينما قال : إذا أرادوا أن ينسحبوا دول التحالف فلينسحبوا سنحارب بأنفسنا ، لذلك أقولها بيقين سينتصر فخامته وسيحقق آمال وأحلام كل أبناء اليمن ما دامت روحه في جسده ومتمسكاً بمبادئه في كل جوارحه .. فأصحاب المبادئ هم من تكون لهم الغلبة .

 

علي هيثم الميسري

شبكة صوت الحرية -

منذ 5 سنوات

-

763 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد