كتب كتب

الأمم المتحدة تدعم زراعة الالغام في اليمن

بقلم/ علي العقيلي

 

مؤسف جداً ان تُصبح الأمم المتحدة الراعي الأكبر لحقوق الانسان في العالم شريك أساسي في انتهاك حقوق الانسان وقتله في اليمن. لم يُعد مجرد اتهام، بل أصبحت الصورة أكثر وضوحاً وظاهرة للعلن، والأمم المتحدة بنفسها تعلن تقديمها الدعم لمليشيا الحوثي الانقلابية الارهابية التي هي الطرف الوحيد الذي يزرع الألغام في اليمن. يوم أمس الثلاثاء قال البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في تغريدة على تويتر عبر الصفحة الرسمية لمكتبه في اليمن، إنه سلم، 20 سيارة لمن وصفه بشريكه المركز التنفيذي لنزع الألغام في صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، بهدف دعم الجهود المستمرة في الحديدة من أجل إزالة الألغام!!. وأضاف البرنامج أن هذه هي الخطوة الأولى من عمليات الشراء الكبيرة لدعم الأعمال المتعلقة بنزع الألغام في كل من شمالي وجنوبي اليمن، وأن هذه المركبات من شأنها المساعدة في تجهيز العاملين بإزالة الألغام بشكل أفضل وقدرة على العمل في بيئات صعبة!!!. الشخص الذي سلمت له الأمم المتحدة، بهدف إزالة الألغام هو القيادي في مليشيا الحوثي الطرف الوحيد الزارع للألغام هو المدعو عبدالرحمن المؤيد وله العديد من الأنشطة القتالية المعادية للشعب اليمني بما فيها زراعة الألغام. البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة يقول ان المركز التنفيذي لنزع الالغام فرع صنعاء لا يتبع الحوثيين ولا توجد أي أدلة تثبت تورط العاملين فيه في أعمال أو أنشطة قتالية مع الحوثي. تبرير بعيد عن الواقع جداً.. لكن لو فرضنا انه صحيحاً والعاملين في مركز صنعاء لا يتبعون الحوثي ولا توجد لهم أي أنشطة قتالية معه والمركز مستقل بذاته ولا يتبع سلطة الانقلاب؛ ما الذي يضمن ان يستطيع ذلك المركز ان يقوم بنزع ألغام داخل مناطق تسيطر عليها قوة من قام بزراعتها؟!! وما الذي يضمن عدم اعتداء مليشيا الحوثي على الفرق العاملة ومصادرة كل ذلك الدعم المقدم لنزع الألغام وتسخيره في زراعتها، خصوصاً في ظل عدم توفير أي قوات حماية لفرق النزع. لدينا في اليمن برنامج وطني لنزع الألغام، يعمل بكل إخلاص ونشاط وإنسانية وبجهود مكثفة وله إنجازات كبيرة موثقة بالأرقام والصور، رغم شح الإمكانيات واتساع حجم الكارثة والخذلان الأممي؛ ومن المعروف ان جميع المراكز تتبع البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام المعترف به رسمياً محلياً ودولياً، إلا أن الأمم المتحدة لا تزال تتعامل بازدواجية، على الرغم من معرفتها بحجم الكارثة ومصدرها ومن يحد من انتشارها ويقلصها. لدى البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة الـ UNDB تأكيدات ان مركز صنعاء مختطف من قبل الحوثيين والجميع يعرف ان مليشيا الحوثي تفرض سلطتها بقوة السلاح على كافة المؤسسات الحكومية والخاصة والأممية ولا يوجد أي قطاع داخل المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا لا يخضع لسلطتها ويتمتع بحرية واستقلالية ويمارس أعماله وأنشطته بكل حرية ودون عراقل أو اختطاف أو تحريف. فرضنا لو كانت مليشيا الحوثي لا تزرع الالغام، لما كان هناك من سخط شعبي، حتى ولو انها سلطة انقلابية وغير شرعية وغير معترف بها دولياَ، لأن الهدف هو إنقاذ اليمن من كارثة الألغام؛ لكن تقوم الأمم المتحدة بتقديم الدعم لمليشيا ارهابية انقلابية وهي المصدر الوحيد لاستيراد وصنع وزراعة الألغام في اليمن، فهذه الكارثة بل أم الكوارث. المركز التنفيذي فرع عدن نزع أكثر من 400 ألف من لغم مضاد للدورع وأخرى مضادة للأفراد وأخرى معدلة وعبوات ناسفة وقذائف لم تنفجر، فيما فرع صنعاء لم ينجز حتى 1% مما أنجزه مركز عدن، وفوق كل هذا مركز صنعاء مفرغ من العمالة. مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام العميد ركن أمين العقيلي في كلمته التي ألقاها في اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟدورﯾﺔ ﻟﻸطراف ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺣظر اﻷﻟﻐﺎم اﻟﻣﺿﺎدة ﻟﻸﻓراد في جنيف أواخر مايو الجاري، أكد أن ﻣﺎ ﺗم إﻧﺟﺎزه ﺿﻣن إطﺎر اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟطﺎرﺋﺔ، 28 منطقة تم تحريرها من الألغام بواقع ۲۹۱۳۳۳ ﻣﺗر ﻣرﺑﻊ، وتأشير ۱۳۳۲۰۰٦ ﻣﺗر ﻣرﺑﻊ، كما تم ﺗﺣرﯾر ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧزع واﻟﺗطﮭﯾر ٦٤٦٤٥٥ متر مربع وتدمير عدد ۱٤۰۳۱ لغم مضاد للأفراد، وعدد ٦۲۱٥۳۱ ﻣن اﻟﻐﺎم ﻣﺿﺎدة ﻟﻸﻟﯾﺎت وﻣﺧﻠﻔﺎت ﺣرب وﻋﺑوات ﻧﺎﺳﻔﺔ. وعلى الرغم من كل هذا الانجاز الذي حققه البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام على الرغم من شح الإمكانيات إلا ان الأمم المتحدة لم تدعمه بحجم جهوده هذه وإنجازاته التي حققها خلال فترة وجيزة على الرغم من حجم الكارثة. الجميع يعرف من يزرع الألغام ومن ينزعها، ولن تستطيع الأمم المتحدة تجميل صورتها أمام اليمنيين، والتكفير عن سيئاتها، إلا بالإخلاص في دعم المركز التنفيذي في عدن الذي نزع أكثر من 400 ألف لغم وعبوة وقذيفة وأنقذ أرواح لآلاف اليمنيين. المركز التنفيذي في عدن يواجه كارثة كبيرة حلّت باليمنيين، زرعها ويزرعها الحوثيون، ويحتاج إلى دعم يرقى إلى حجم الكارثة ويمكنه من التغلب عليها. ستظل الأمم المتحدة تدعم جهود زراعة الألغام في اليمن ما ظلت تدعم مركز صنعاء الخاضع لسلطة الحوثي الذي يزرع الألغام، وستظل شريك أساسي في قتل اليمنيين بالألغام ما ظلت تقدم الدعم السخي للحوثي الذي لوث اليمن بالآلغام وقتل مئات الأطفال والنساء والشيوخ. ستظل الأمم المتحدة تقتل اليمنيين بالأموال التي يتم جمعها من المانحين لليمن لإنقاذ حياة ملايين اليمنيين، ما ظلت تقدم الدعم السخي للحوثي الذي يسخره في زراعة الألغام وشراء الأسلحة لقتل اليمنيين. لن يؤمن الانسان اليمني بإنسانية الأمم المتحدة ما لم تقف إلى جانب من ينقذ حياته ويدافع عنه ومن ينزع الألغام ويعمل ليل نهار لإنقاذ حياة الإنسان وبصمات من ينزع الألغام ظاهرة على الأرض في كل شبر وتدرك الأمم المتحدة ذلك جيداً كما ترى بصمات من يزرع الألغام ويلوث كل شبر يصل إليه في اليمن.

شبكة صوت الحرية -

منذ 4 سنوات

-

705 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد