محمد سالم بارمادةمحمد سالم بارمادة

عدن .. زمن الديماغوجيين الجدد

 

الديماغوجية ظاهرة قديمة حديثة وهي أسلوب يلجا إليها الكثير من النشطاء السياسيين خلال التجاذبات السياسية, وأيضاً المتاجرون بالدين والفئات الطائفية, يهدفون منها إغراء عامة الناس وشحنهم بوعود كاذبة لا أساس لها إلا في مخيلتهم المريضة, وإيهامهم تضليلاً بان هذا الشئ أو ذاك الذي يعملوه لمصلحتهم , مستخدمين اللعب بالعواطف وتحفيز المخاوف في نفوس الناس, وبالتالي العمل على غسيل أدمغتهم وبرمجتهم بغرس أفكار مسبقة للسيطرة عليهم واستعباد عقولهم من اجل بلوغ أهدافهم . 


اليومَ من يتأملَ المشهد السياسي في العاصمة المؤقتة عدن بكلِ تفاصيله, يستطيع القولَ إن من يتصدره مجموعة مليشيات ديماغوجية منفلتة تلبس أقنعة الزيف والكذب, تستغل بعض الأحداث لخداع الناس وتضليلها بالشعارات والوعود الكاذبة, وتشويه الحقائق, والتحريض والتضليل وتملق الطموحات والعواطف الشعبية, وخير دليل على صحة ما أقول وادعيه هو قيام هذه المليشيات بتهجير أبناء المحافظات الشمالية من بعض مديريات محافظة عدن, بحجج وأعذار كاذبة ومفضوحة, حجج وادعاءات لا تستند إلى المنطق والبرهان والسند, حجج واهية أردوا من خلالها تحقيق مآرب سياسية دنيوية . 


لا أبالغ لو قلت إن العاصمة عدن تعيش هذه الأيام زمن الديماغوجيين الجدد بامتياز, زمن يستثمر فيه أصحاب الطموح والمصالح كل شئ, ويعملوا كل شئ ليجعلوا الناس قريبة من إطروحاتهم ومشاريعهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع, زمن الهتافات التي تُغيب الحقائق التاريخية وتحيط مستقبل المواطنين بضباب كثيف في العاصمة المؤقتة عدن, إن لم تنتبه وتقف بوجه هؤلاء الديماغوجيين الذين سيطروا على كل شئ من حولهم وجعلوا الناس يعيشُون في خوف ورعب من تصرفاتهم الرعناء . 


قد يرى البعض إنني أبالغ في توصيف المشهد العام في العاصمة المؤقتة عدن, غير إن الواقع وما أشاهدة بأم عيني وما اشعر به كمواطن يمني يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك إننا في زمن مليشيات ديماغوجية منفلتة, وان الوضع لا يحتاج للمجاملة والتجميل, فإذا ما استمرت على هذا الحال فإنها ترمى إلى المجهول, ولكن عندي يقين قاطع انه سيأتي الخيرين والحريصين على عدن من أبنائها ممن يمتلكون القدرة والفعالية والاتزان الشعبي ليبذلوا الجهود من أجل الخروج بعدن وأهلها من حالة النشاز هذه وبالتالي الحفاظ على كرامة الناس, وحتماً ليس كل ما تتمناه هذه المليشيات ستدركه, والله من وراء القصد . 


حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والاستقرار والازدهار . 

شبكة صوت الحرية -

منذ 4 سنوات

-

685 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد