د. علي العسليد. علي العسلي

تحرير المحرر .. وزيارة ذات رسائل.. !!

مشكلة هي المصالح الضيقة عندما تحوِّل الهدف الكبير إلى هدف صغير.. الامارات العربية المتحدة حولت تضحياتها الجسام في اليمن  كهدف كبير ومقدر إلى تغليب مصالحها الضيقة كهدف صغير مستنكر وغير مرغوب من عامة الشعب اليمني..! ؛ فلقد جاءت مع قائدة التحالف العربي المملكة العربية السعودية انطلاقا من مسؤوليتهما في تحالف دعم الشرعية في اليمن لإنقاذ اليمن وشعبه من انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران بحسب بيان حديث للخارجيتين السعودية والإمارات.. تؤكدان فيه على استمرار كافة جهودهما السياسية والعسكرية والاغاثية والتنموية ومشاركة دول التحالف التي نهضت لنصرة الشعب اليمني، هذه أهداف عظيمة ومقدرة ومرحب دوما بترجمتها على الأرض؛ داعين دولة الامارات العربية الشقيقة أن تكسب دعم وعطف الشعب اليمني و أن لا تدعم مليشيا التمرد الانتقالي بعد الآن، فقد صار منبوذا كونه اسرف في الخصومة والفجور والقتل والتقتيل وزرع الأحقاد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد ويسعى للانفصال بعتاد الامارات العربية المتحدة، فإن كان ولابد التعامل معه فأنصح  بحل ميلشياته اليوم وليس غدا، ودمجها فعلا لا قولا  في أجهزة ومؤسسة الشرعية؛ وأن يتم تنفيذ مضمون بيان الخارجيتين الامارات والسعودية والمتمثل بدعم الشرعية، والشرعية وفقط في كافة المجالات التنموية والاغاثية والعسكرية..!؛

إن تشكيل لجنة للتهدئة بين طرفين أحدهما شرعي والأخر عيبطي بلطجي فوضوي غير ذي جدوى و دائما ما يجلب الاحباط، بل على اللجنة المشكلة من الدولتين الحليفتين لإعادة الشرعية ان تشرف على تسليم المعسكرات والمؤسسات من قبل تشكيلات غير قانونية، فإن لم  يتم.. استخدمت دولتيهما القوة لإرغامها على التنفيذ.. هذا ما ينبغي فعله.. ولا ينبغي بحال أن نعلي من شأن من يقوم بأعمال مخلة بالنظام العام، ويمزق النسيج المجتمعي وإحداث الفوضى والتمرد على الدولة؛ ولا ينبغي بحال تشجيع  من يرعب الدولة ويقوم بالإقلاق للسكينة العامة لأن يكون له صوت قوي وفاعل ومؤثر باستخدام القوة المسلحة لا قوة المنطق والحجة وإعمال القانون، فإذا  ما تمت الاستجابة لهم وأُشراكهم بعد فعلتهم المشينة  بالعملية السياسية وفي محاصصة السلطة، فإذا استجيب لكذا مطالب وهكذا  فلسفة  وقبلنا الحوار معهم  بجدة  أو غيرها، فالحوار الذي نرحب به معهم هو على قاعدة كيفية التسليم وإنهاء المحدث وضمان عدم التكرار، حوار مغاير لما جرت العادة عليه من بن عمر وحتى غريفيث، فقد حدث أن تم التوقيع على اتفاقية السلم والشراكة بصنعاء أثر استخدام القوة وفرض رأي الحوثيين بقوة السلاح، أدى ذلك إلى حرب ضروس لم تنتهي بعد واستدعى تدخل دول التحالف؛ فلا يمكن للمملكة أن تسمح أو تكرر نفس السيناريو، بل على الامارات أن لا تلوم من يتهمها بدعم المتمردين فهذا واقع ومعاش من خلال مدرعاتهم ومعداتهم العسكرية على الأقل التي هي بحوزة المجلس الانتقالي وتشكيلاته،  ومن استضافتها لعوائلهم بدولة الإمارات العربية المتحدة، ولا بأس في ذلك، لكن عليها قبل لقاء جدة المزمع أن تحل مليشيات الانتقالي بالكامل وتسلم اسلحتهم للشرعية أو أن يتوجهوا بها و تحت إمرة وقيادة الشرعية والتحالف للجبهات وأن تنتهي حاجة اسمها أحزمة أمنية مخالفة للقانون ولهيكلية الجيش والأمن المعمول بها.. هذا الكلام أقوله كي لا يكون هناك تناقض مع الذات ومع المعلن في جوهر بيانات التحالف وخاصة البيان الاخير الموقع من قبل وزارتي الخارجية الإماراتي والسعودي، فالشرعية وايضا التحالف اصلا يرفضون انقلاب المليشيات ويرفضون فرض الرأي بقوة السلاح، فهل الاجتماعات عقب كل عمل عسكري مخالف للقانون؟؛ يتم كمكافئة لمن يقومون بذلك باستيعابهم واشراكهم بالعملية السياسية المدنية  التي لا  تؤمن باستخدام القوة من خارج سلطات الدولة ..!؛

بالأمس طار من الرياض لعتق المسؤولين الكبيرين البطلين الوحشين الشجاعين دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين الوحش ونائبه المهندس احمد الميسري لتفقد سير المعارك مع فلول المتمردين وتطهير محافظة شبوة منهم؛ وتدشين التحرير الثاني للجغرافيا اليمنية بعد أن حررت من مليشيا الانقلاب الحوثية ، يأتي التحرير الثاني من عصابة التمرد الانتقالي ..!؛

تلك الزيارة لهذين المغوارين حملت رسائل عدة أولها:_  أن الشرعية مصممة على تحرير ما تم تحريره من قبل على  مليشيات  الانقلاب  الحوثي من عصابة المتمرد هاني بن بيرك، وإيصال رسالة للإمارات بأنه لم يُعد بالإمكان التغاضي مطلقا عن أي دعم لقوات خارج نطاق الشرعية وهذه الزيارة تدل على أن السعودية هي الأخرى قد ضاقت ذرعاَ من هذه التشكيلات المدعومة إماراتيا ومن تصرفاتهم الحمقاء وغير المقبولة .. وثاني رسالة:_  أن المسؤولين البارزين في حكومة الشرعية الرئيس ونائبه قد جاءت بتوجيه من الرئيس الشرعي ونائبه للتأكيد على توفر الارادة السياسية في بسط هيبة الدولة على كافة المناطق المحررة وذلك بتحريرها من العصابات المسلحة أياً كان داعميها.. وثالث رسالة:_  أن الدولة الشرعية لم تعد تسمح أو تقبل بأي أذى مادي أو معنوي للمواطن اليمني، وواجبها هو  الحفاظ  على كرامته وحرية تنقله وتجارته وفقا للقانون وما يتم عمله في شبوة هو بداية لإنهاء كل الأحزمة التي مارست في الفترة السابقة أساليب قذرة اسأت  لمشاعر وكرامة الانسان اليمني  في نقاطها غير القانونية، فلقد مارست صنوف شتى  من الإهانات والاذلال واعاقة حركة المواطنين ومنعهم من التنقل  في يمن الايمان والحكمة، ومن غير مبرر امني أو أخلاقي أو قانوني.. 

ورابع رسالة:_  أن الحكومة ستتواجد من اليوم وصاعداً  في كل شبر محرر من الانقلاب ويتم تحريره من عصابة هاني بن بريك، وهذا التحرير سيشمل بعون الله  تحرير ابين والعودة لعدن، والاستغناء عن كل قوات الامارات إن هي استمرت بدعمهم أو دعم أية مليشيات أخرى   .. وخامس رسالة :_  أن زيارة المسؤولين تأكيد على وحدة اليمن وتفنيداً للادعاءات الباطلة من أن ما يجري في شبوة هو قتال  بين قوات شمالية وقوات جنوبية، فمن حرر شبوة هم أبنائها ومن وصل لعتق هما يمنيان  وطنيان وحدويان داعمان لمشروع الدولة الاتحادية التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني..

في الختام.. نشعر بالبهجة والسرور أن نرى تحرير المناطق المحررة من كل المليشيات والأحزمة المسلحة المخالفة للقانون، ونشعر بالفخر و بالارتياح أن نجد مسؤولين همهم الأول الوطن ولا شيء غير الوطن ويمتلكون ضميراً حياً متقداً كرئيس الوزراء الدكتور معين  ونائبه المهندس  الميسري وأخرون كُثر  يعوون  واجباتهم ويقومون بمهامهم دون حساب للمصلحة الذاتية، بل تقديم مصلحة الأمة على مصالحهم الشخصية.. بوركت جهودكم  يا دكتور معين و يا احمد الميسري..!؛ بقى أن أشدد على أن لا جلوس على أية طاولة ولا حوار مع من بتسلح بشكل غير قانوني ويستخدم ذلك السلاح في احتلال المؤسسات واقلاق السكينة العامة وعرقلة التطوير و التنمية، واعاقة السلطات  عن أداء مهامها الوطنية، ولا ينبغي اشراكهم في مستقبل العملية السياسية، والحوار معهم فقط على كيفية ازالة ما قاموا  به سلميا، فإن لم..!؛ فالحوار معهم بالبنادق كما جرى في شبوة المحررة الباسلة..!

شبكة صوت الحرية -

منذ 4 سنوات

-

678 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد