محمد سالم بارمادةمحمد سالم بارمادة

اتفاق الرياض.. لعلهُ خير

في قصص الأوطان، الغد هو مرآة اليوم بمعامل تكبير ضخم , ومن قصص الأوطان أيضاً إن الوطن موقف , ولان فخامة الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية يعلم يقينًا بأن أي موقف يتأخده اليوم هو مصير أجيال اليمن القادمة , اثبت للجميع بوطنيته إن الدولة اليمنية هي الحاضنة للكل ، والكل تحت تصرفها , كما اثبت فخامته انه بمثابة الأب لكل مواطن يمني , فالابن عندما يطلب شيء من والده ويحصل عليه لا يعني انّه انتصر على والده ولا يجوز للأب أن ينتقم منه , هذه قمة الوطنية التي يتمتع بها رئيسنا وولي امرنا الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي .


حملت لنا الرياح القادمة من العاصمة السعودية الرياض مساء يوم أمس الثلاثاء الموافق 5/11/2019م  أخباراً تُثير التفاؤل لكل اليمنيين فيما يتعلق بتوقيع اتفاقية الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً و المجلس الانتقالي الجنوبي , والذي التزم فيه الطرفان بتأسيس مرحلة جديدة من حضور الدولة ومؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة ويتيح تفعيل مؤسسات الدولة وتوفير الخدمات العامة ومباشرة صرف مرتبات الموظفين في القطاعين المدني والعسكري , وتوحيد الجهود لاستعادة الأمن والاستقرار في اليمن، كما يعزز هذا الاتفاق وحدة الصف الوطني تحت سقف الشرعية الدستورية وفي إطار مشروع اليمن الاتحادي الجديد، لاستكمال معركة استعادة الدولة وإسقاط انقلاب المليشا الحوثية المدعومة من إيران .. ولاشك إن أخباراً حول توقيع هذه الاتفاقية لهي أخباراً مبهجة تُبشر بعهد جديد في اليمن , ولا شك أيضاً إن اليمن يكتوي منذ خمس سنوات بنار المليشيات الحوثية التي انقلبت على الشرعية الدستورية , ويأتي هذا الاتفاق لتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة بشأن الغايات السامية في استكمال استعادة الدولة التي اختطفت في لحظة من الزمن وبالتالي التوجه نحو بناء اليمن الاتحادي الجديد الذي يتسع لكل أبنائه من المهرة حتى صعدة .


لقد بدلت المملكة العربية السعودية جهوداً مضنية تُشكر عليها لاحتواء الأحداث التي شهدتها محافظة عدن والتوصل للاتفاق الذي غلب المصلحة الوطنية وحافظ على الثوابت الوطنية والمرجعيات الثلاث المتوافق عليها محلياً والمؤيدة دولياً والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل ، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالأزمة اليمنية وفي مقدمتها القرار ٢٢١٦ .


أخيراً أقول .. يجب علينا أن لا ننشغل كثيراً بالأسباب التي أدت إلى توقيع هذه الاتفاقية بين الفرقاء اليمنيين لأنها أصبحت من الماضي , لكن علينا أن نبارك كل الجهود الخيرة التي أوصلتنا إلى هذه النتيجة التي تؤسس لمرحلة جديدة من الوئام السياسي والاجتماعي عبر إيقاف الحملات الإعلامية بين جميع الأطراف، وتوحيد الجهود والإمكانات في مواجهة المليشيا الحوثية حتى يتم استعادة الدولة اليمنية , ولعل هذا الاتفاق خير لكل أبناء اليمن , والله من وراء القصد .


حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوما بلد الأمن والاستقرار والازدهار .


شبكة صوت الحرية -

منذ 4 سنوات

-

1381 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد