ياسين مكاويياسين مكاوي

عدن المنكوبة

عدن مربط الفرس فإن تم تجاوز الصعاب بوضع اليد اولاً على مكامن الخلل والشروع في تشخيص الحالة ووضع المعالجات الكفيلة بتصويب تلك الاختلالات التي تراكمت عبر عقود من الزمن،  وأحدثت تغيرات ديموغرافية وأمنية وعسكرية كادت أن تقوض معنى الوطنية وتختزلها في القروية والمناطقية والقبلية.


فخلال عقود ماضية تم تكريس الجهد الأمني والعسكري بمناطق بعينها، عظُم هذا الأمر مابعد التحرير في 2015 بالرغم ان ليس لذلك علاقة بالتحرير ذاته حيث كان للتحرير رجاله الذين لم يكن في عقولهم الفيد والبسط والنهب والاستيلاء على مرافق الدولة وتنصيب انفسهم ولاة فهم الشهداء والجرحى والمهجرين قسراً ووو..


ان التصحيح والتصويب للاختلالات تقوم على عدد من الخطوات تبداء بسحب السلاح الثقيل وخروج المعسكرات يليها  المجيئ بمدير أمن من ابنائها يعمل على اعادة تشكيل قوى أمنية في عدن من أبنائها أيضا، المنتمين لها المرتبطين بها ارضاً وثقافة وولاءً كإحدى أدوات الدولة والسلطة وهذه الحقيقة قد تثير من تفيدوا واغتصبوا هذه المكانة واسهموا بكل ما يجري من عبث لكن هي الحقيقة إن اردنا المعالجة بصدق ؟ 


فعدن أنموذج اذا صلحت صلح الجنوب والشمال معاً وان بقيت تعيش الفوضى واستمر العبث كمنهاج تتماهى معه بعض الأطراف نظراً لقصر نظر أو عدم إدراك أو لعصبية ما أو تعالي فلن يستقيم الأمر .


ابدأوا بتلك الخطوة ليأتي المحافظ المعني لتعزيز سلطات الدولة بأدواتها الضامنة ليبداء من حيث توقف الشهيد جعفر محمد سعد باستشهاده رحمة الله عليه حين تقوضت سلطات الدولة، ليعزز من بناء وتشكيل القوة الأمنية كأداة للدولة  ويكرس الجهد لتوفير الخدمات وإعادة هيكلة الإدارة المحلية وتصحيح مسارها وقوة سلطانها.


لنكن واقعيين ونأخذ الامور كما هي ونبتعد عن المكايدات والمزايدات والمداهنات فبلادنا تمر بمرحلة سيئة ان لم تكن الاسواء وعلى الجميع ان يعي ذلك وينطلق من بوابة الوطني المنتمي للارض والإنسان ويعيد استقراء المستقبل في ظل استمرار هذه الحالة التي تعيشها بلادنا من تكريس حالة اللا دولة التي تنتج الفوضى والعبث والنهب والاغتيال لكرامة الإنسان والوطن وتخلق حالة التمزق والتشظي وتفسح المجال للقوى الخارجية تنفيذ أجنداتها البعيدة عن إرادة شعبنا في تحقيق أمنه واستقراره وحريته.


ولا شك ان أشقائنا في التحالف العربي واخص هنا المملكة العربية السعودية وقيادتها لديهم قرائتهم لجغرافية البلاد وعدن خاصة لينحوا بقوة نحو المساعدة في إرساء الأمن والاستقرار والنهوض باتجاه التنمية والأعمار واستكمال التحرير واستعادة المؤسسة والدولة وإنهاء الانقلاب بمعرفة وإدراك ان لعدن شعبها المدني الذي بحاجة لأمن يخصها منها واليها من اصحاب ثقافتها المدنية وقانونها السائد والانتماء لها لا من اسهموا بالعبث فيها وتخريبها وجعلوها مصدر فيدهم ورعبهم الذي ينشرون.


#ياسين_مكاوي

شبكة صوت الحرية -

منذ 4 سنوات

-

1013 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد