د . محمد جميحد . محمد جميح

تغريدات حول مقتل المجرم سليماني

١-عندما قاتل سليماني في العراق وسوريا ولبنان لم يكن يفعل ذلك لمصلحة الشيعة العرب، ولكن لمصلحة إيران، وعندما قتل ترامب سليماني، لم يقتله لأجل السنة العرب،وإنما لمصلحة أمريكا.

‏طهران تخرج أحياناً عن النص، فتسعى واشنطن لتنبيهها إلى ضرورة البقاء داخله، وفي هذا السياق يفهم مقتل سليماني.


٢-تكمن قوة إيران في أقنعتها.

‏القناع يخفي وجهها وجريمتها.

‏الحوثي قناع، الحشد قناع، حزب الله قناع، فاطميون، زينبيات، كلها أقنعة.

‏حتى عناصر مليشياتها ملثمون، وزعماء هذه المليشيات مخفيون في (أقنعة) كهوف صعدة أو أقبية الضاحية الجنوبية.

‏لو زالت الأقنعة سترون ضعف طهران في أوضح صوره.


٣-لا تذهبوا بعيداً...

‏الرجل الذي ظهر مستقبلاً سليماني في "جنة الملالي" هو "رُسْتُم القادسية"، لا "حسين كربلاء"...

‏كل ما في الأمر أن المخيال الفني الفارسي-وعلى عادته في حَبْك الحِيَل البصرية-أجرى على صورة رُسْتُم بعض الرتوش الفولكلورية، ليعيد إنتاجه في صورة عربية لخداع الشيعة العرب.


٤-الحسين الذي أعاد إنتاجَهُ المخيالُ الفارسي على الطريقة الإيرانية يستقبل رجل طهران قاسم سليماني، في جنة الملالي المُتخَيَّلة، لكن ذلك الحسين "المُمَنْتَج" لا يسرع لاستقبال مرتزق طهران أبي مهدي المهندس!

‏حتى في الآخرة يفرق الملالي بين "رجالهم" و"مرتزقتهم"!


٥-قد ترى طهران أن أسهل رد على مصرع سليماني أن تستخدم أداة/مليشيا عربية رخيصة، لضرب هدف عربي ثمين، رداً على ضربة أمريكية قوية على هدف إيراني كبير.

‏قد يكون ذلك رداً سهلاً، وقد يكون أكثر الخيارات تعقيداً على الإطلاق.


٦-قتلت أمريكا سليماني، ولم تتنصل عن المسؤولية، أوتوعز لوكيل ما بتبني العملية.

‏لن تمتلك إيران شجاعة تبني هجوم واضح على منشأة عسكرية أو مدنية أمريكية،بل ستضرب بليل-إن ضربت-لتوعز لأحد مرتزقتها بالتبني، هذا إذا لم تتنصل عن العمل كعادتها.

‏المهم أن هذا الأسلوب في التخفي أصبح مكشوفاً.


٧-منذ يومين وإعلام إيران ووكلائها باليمن والعراق ولبنان وسوريا يمطرون الفضاء بتهديدات "ستغير وجه العالم".

‏هذا نوع من الحرب النفسية، تديرها طهران التي تحاول-رغم ارتفاع نبرتها-أن تجد طريقاً وسطاً ترد به على اغتيال القاتل سليماني، دون أن تفجر حرباً مدمرة عليها.

‏كرة النار في مرمى خامنئي


٨-داوود درعاوي يتوعد بالثأر لمقتل قاسم سليماني.

‏هذا ليس الخبر.

‏الخبر أن درعاوي عمل مسؤولاً أممياً بارزاً في مكتب اليونسيف التابعة للأمم المتحدة بصنعاء، ولسنوات طويلة.

‏درعاوي مجرد عينة رديئة لعشرات العاملين الأمميين الذين سكتوا عن جرائم مليشيا سليماني الحوثية باليمن ⁦‪@UNICEF_Yemen


٩-يجب على كل من وصف سليماني ب"الشهيد" أن يعتذر للملايين من ضحاياه بالمشرق العربي.

‏هلا تساءلنا:لماذا صحا العراقيون اليوم على خبر مقتل القاتل، ثم نزلوا فجراً مبتهجين في الشوارع؟

‏سليماني كان يقتل السوريين والعراقيين تحت سمع وبصر الطائرة الأميركية التي قتلته فجر اليوم لأنه خرج عن النص.


١٠-سليماني ليس "شهيداً"، كما تروج بعض المواقع العربية، بل قاتل لقي حتفه.

‏الشماتة ليست من شيم الكرام، لكن ملايين السوريين والعراقيين واليمنيين الذين قتلوا وهجروا ومسحت مدنهم من على وجه الخريطة، يعرفون أن سليماني كان مخرجاً رئيساً لهذا العمل الإجرامي الذي ليس له نظير في تاريخ المنطقة.


* سفير اليمن لدى منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)

شبكة صوت الحرية -

منذ 4 سنوات

-

945 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد