كرونا في حضرموت.. النار تُصقل الذهب وتحرقُ الورق والخشب

     وأخيرا وبعد أن اجتاح وباء كرونا اغلب دول العالم حط رحالة بحضرموت وبالتحديد مدينة الشحر أحدى مدن ساحل حضرموت, وهذا يعني بكل صراحة وصدق إن دروب الحياة لن تسير بنا في خط مستقيم, ولن تكون الزهور دوماً على جانبي طريقنا, لأنه وبكل بساطة إن ما يمر به العالم الآن اكبر دليل على إن دوام الحال من المحال, وان هناك منعطفاً لابد لنا من أن نسلكه ليغيرنا من حال إلى حال, مشهد جديد يعيشه أبناء حضرموت ويترقبون أحواله وهدوء عاصفته . 

      إن الإجراءات التي قامت بها السلطة المحلية بحضرموت وبدعم ومتابعة من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي هي محل إشادة عربياً وعالمياً, فقد اتخذت هذه الإجراءات في وقت قياسي لمواجهة هذا الفيروس الخطير والحد من انتشاره وفق رؤية متسلسلة من خلال اتخاذ العديد من القرارات التي تصب في صحة وسلامة مواطني حضرموت وبثت الطمأنينة في نفوسهم بعد حالة الهلع التي أصابت البعض عند الإعلان عن اكتشاف أول حالة مصابة بهذا الفيروس بالرغم من شحه الإمكانيات وقلة الموارد المالية بسبب الحرب الظالمة التي فرضتها المليشيات الانقلابية الحوثية على الوطن . 

     إن ظهور حالة فيروس كرونا بحضرموت وما سبقها من إجراءات اتخذتها سلطة حضرموت المحلية جعلت الجميع دون استثناء يدرك قيمة الوقت, ذلك الكنز المبعثر دوماً, كما أظهرت لنا من يستحق ان يظهر على الساحة من أصحاب العلم والعمل والخلق, وان ما بعد كرونا ليس كما قبله, وليحط كل شخص في مكانة الحقيقي, وليس شرطاً مكانه الأول, فرب ضارةُ نافعة . 

     أخيراً .. ليعلم كل من تشفى في أبناء حضرموت على منصات التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها بظهور حالة كرونا, إن هذا التشفي اظهر لنا وجوهكم الحقيقية وحقدكم الدفين الذي تكنونه لنا وهو ما اتضح بشكل جلي في حملاتكم وما تخللها من منشورات وتغريدات, لذا اعلموا إننا في حضرموت لا نخجل أبدا من انتشار وباء فيروس كرونا, ونقول وبأعلى الصوت نعم لقد وقع المحظور بحضرموت ولا حياء في هذا, فهذا الفيروس ضرب أطنابه معظم دول العالم وجعل البعض منها يقف عاجزاً عن توفير الرعاية الصحية لمواطنيها, ورغم كل هذا إلا إننا في حضرموت نعلم علم اليقين إن النار تصقل الذهب وتحرق الورق والخشب ليتحول إلى رماد تدروه الرياح والحليم تكفيه الإشارة, والله من وراء القصد .

    حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار ..