أحمد الشاميأحمد الشامي

الخروج من دوأمة الأزمات

أخيرآ ، وبعد مخاض عسير وتأخر غير موفق مطلقا ، تنفس اليمنيون الصعداء ، وخرجت حكومتهم من معضلة بحث شاقة ، وأزمة سياسية طال أنتظارها ، لتبدأ للتو مهمة صعبة للغاية لاشك في ذلك لكنها بالتاكيد لن تكون مستحيلة .


ان كل هذا التاخير في اختيار الحكومة لم يكن لائقا بمرحلة مفخخة لا تحتمل التعطل ، لكن نظر لخصوصية المرحلة وتعقيداتها ، تقبل الناس مبر التاخير وكما يقول المثل الشعبي " كل تاخيرة فيها خير " .


تعتبر هذه أصعب حكومة في تاريخ اليمن كله؟  فهي تسير في حقل الألغام ؟ ويجب أن يكون هناك توافق بين وزراء الشرعية والانتقالي من اجل الخروج من دوامة الأزمات ، واستعادة الدولة من مليشيات الحوثي .


أن مهمة حكومة الدكتور معين عبدالملك لن تكون سهلة بالمطلق ، قياسا بحجم الملفات العالقة التي ورثتها ، ستجد نفسها أمام أجندة ثقيلة من التحديات المتشابكة والملفات الشائكة ، وعلى راسها الملف الاقتصادي وانهيار العملة ، والوضع الأمني في المناطق المحررة ، وثارات سياسية وبرلمان عالق ودستور متوقف وحرب مستمرة من اجل إستعادة الدولة وتحرير المناطق المحتلة من مليشيات الحوثي ، تلك الملفات رئيسية فقط ، مرتبطة بشبكة تفرعات معقدة وتفاصيل أكثر تعقيدآ .


المرحلة تحتاج الى التركيز على الملفات العاجلة والأهم ، كتثبيت اﻷمن وتطبيع الحياة ومعالجة الاقتصاد ، لأن الاقتصاد الوطني يمثل عصب الحياة ، يتوجب على الحكومة الجديدة التي نعلق عليها اماﻵ كبيرة ، أن تنتشل الوضع الاقتصادي من حالة التدهور في الوقت الراهن الى حالة الاستقرار ، الحياة لا يمكن تصورها آمنة ، ولا يمكن ان تصبح بيئة الأعمال ومعيشة الناس وحاجاتهم متوازنة دون اقتصاد مستقر وبيئة ضامنة لتعايش والانتعاش  .


لقد تاثر الاقتصاد اليمني بكل الظروف القاسية وبأحداث الصراعات التي جعلت البلاد ضمن اوراق الرهان والقمار السياسي ، والذي انعكس بكل اشكاله السلبية على الوضع العام للدولة .


لعل السؤال المهم اﻵن : كيف ستتعامل الحكومة الجديدة مع كل هذه التحديات والتراكمات المخيفة ، أن ذلك يتوقف على ديناميكية وفاعلية حكومة الدكتور معين عبدالملك والتي يجب أن تعمل على اعتبار أنها حكومة طوارئ ، وبتكيف العمل ومضاعفة الجهود والتركيز على تحديد أهم الأولويات سيبدو المستحيل ممكنا .


وعلى الاحزاب السياسية ان تتسارع إيجاد أجندات جديدة وسياسات وبرامج قادرة على خدمة المجتمع وكسب حب الجماهير بدءا بدعم ومساندة حكومة الدكتور معين عبدالملك ومن ثم مراقبة أي اعوجاج أو تقصير في كل ما يتعلق بمشروع إعادة بناء الدولة ، بدلا من وسائل المكايدة ولغة المحاصصة والجدال العقيم .


ويكفي الأحزاب مكسبا أن تستعيد الثقة وأن تنتزع أرصدتها النضالية والشعبية بالطرق والوسائل الحضارية عبر التنافس البناء ، القادر على انتشال اليمن من تحت ردم الخراب وركام الفوضى .

شبكة صوت الحرية -

منذ 3 سنوات

-

645 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد