د . عبده سعيد المغلسد . عبده سعيد المغلس

معركة فخامة الرئيس هادي

تحليل الصراع  يتطلب قدراً من الإلمام بالتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والاجتماع، لفهمه وفهم أسبابه وتداعياته، الصراع في اليمن يتطلب ذلك، كونه صراع مركب، تداخلت فيه كل العوامل السابقة، فهو صراع داخلي إقليمي دولي، أخذ عناوين عنصرية ومذهبية وسياسية واقتصادية ومناطقية، وجزء من صراع يمتد من بحر الصين الجنوبي، حتى شواطي أوربا، هو جزء من حرب عالمية ثالثة، غير معلنة أوطاننا ساحتها، فخامة الرئيس هادي عمل على تجنيب اليمن هذا الصراع، وقدم مشروع بناء اليمن الاتحادي، واستلم علم ولم يستلم دولة، فقد بنى الرئيس السابق علي عبدالله صالح سلطة هيمنة لقبيلته وأسرته ومذهبه ومنطقته، بجيشها وأمنها وحزبها واقتصادها.

وصل فخامة الرئيس هادي للحكم بدون قبيلة متنفذة أو قوية تدعمه، ولا حزب ولا أحزاب تسانده، ولا مؤسسات تسانده، أتت به أقدار التوافق، وكل قوى الهيمنة والتسلط في الداخل والخارج، كانت تراهن أنها ستسيره، تفاجأ الجميع أن مصلحة وطنه وشعبه تُسيّره، خاض معركته وليس معه غير إيمانه بربه وقضيته.

قدّم مشروعه الاتحادي لخلاص اليمن، من حروب الهيمنة والتسلط، وكافح لإقرار المشروع، وتجنيب بلده ويلات الحرب، تكررت محاولات القتل والانقلاب أكثر من مرة، ونجح انقلاب الإمامة وعُكفتها، بتأييد الرئيس السابق وسلطة وسطوة مؤسساته، حوصر في عاصمة اليمن وجيش العُكفة لم يدافع عنه، بل وقف مع سلطته وقائده وإمامه، قاوم وخسر رجاله واحفاده، خارجه الله وغادر إلى عدن، ليعيد تنظيم صفوف المؤمنين بوطنهم وخلاصهم، حاصره وغدر به عبدة العجل والمناطقية، قصفه طيران سلطة العكفة وإمامها، هاجر وطنه مرغما، وليس معه غير الله ونفسه ومشروعه، شأنه مثل كل من حملوا مشاريع الخلاص لشعوبهم، من انبياء ورسل ومصلحين، كُتب التاريخ سجلت، وعِبر كتاب الله وقصصه سطرت هجراتهم وعودتهم، طلب العون من الأشقاء فأجابه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتحالف دعم الشرعية، وشارك به من هو مخلص لقضايا الأمة العربية ومشاريعها، ومن هو مخلص لمشروعه وقضيته، وتوزعت النخب السياسية اليمنية، بعضها مع مشروع خلاص اليمن، ومعركة الرئيس هادي، لاستعادة اليمن من الإختطاف، وبعضها مع مشاريعها الخاصة، وبعضها مع مموليها، وانطلقت معركة استعادة الوطن من براثن الإمامة وعكفتها، وبدأها فخامة الرئيس هادي من تحت الصفر، وسار بها بحقل من الألغام المتفجرة، ووسط أمواج تآمر ومكر تزول منه الجبال، ووسط ثقافة تحكمها الغنيمة والفيد والتبعية والارتزاق والفساد، وهي معركة مصير اليمن فإما الخلاص أو التبعية والهوان.

انقلبوا على مشروعه وفشلوا، حاربوه بشخصه وأهله ففشلوا ، فبالقضاء عليه أو تشويهه يقضون على مشروع خلاص اليمن من التبعية، حاولوا الضغط عليه في اليمن وخارجها، لتمرير مصالحهم على مصالح اليمن ورفض، تشكلت مليشيات البيادق والبنادق لتمرير مشاريعهم قاوم ورفض.

معركة الرئيس هادي هي معركة اليمن الوطن والدولة والأرض والشعب، وهي معركة كل مؤمن باليمن وعزته وعزة شعبه وكرامته وخلاصه وجمهوريته وثورته.

خاض معركة اتفاق الرياض لإنقاذ اليمن من ويلات الحروب فذاك نهجه ومنهجه، وبدعم من المملكة الشقيقة لتقريب اليمنيين للعيش والتعايش، منذ المبادرة الخليجية لليوم، تنفيذ اتفاق الرياض بروحه ونصه نموذج للتشارك في السلطة، والتعايش في الوطن، في ضل السيادة الوطنية ليمن اتحادي يكفل العيش بكرامة لكل اليمنيين، وفشل تنفيذه بنصه وروحه، هو فشل لليمن والمنطقة، في العيش والتعايش، ومقدمة لتفتيت المنطقة، وهو مشروع له دعاته وأدواته.

فالمعركة التي يخوضها ‫فخامة الرئيس هادي‬، ضد التآمر على ‫اليمن‬، على كل المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والدبلوماسية، هي أشرس معارك تاريخ اليمن القديم والحديث، خلل في ميزان القوى، وشح في الإمكانيات، وتعدد الولاءات، وغدر القريب والبعيد، والشقيق والصديق، فما تحقق ويتحقق من تقدم ونصر هو من المعجزات، وبشائر النصر المبين‬.

د عبده سعيد المغلس
٢٥-١٢-٢٠٢٠






شبكة صوت الحرية -

منذ 3 سنوات

-

718 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد