د . عبده سعيد المغلسد . عبده سعيد المغلس

جريمة قتل السنباني واليمنيين جريمة قتل للدولة والوطن والمواطن

إن وجود الدولة هو الضامن الوحيد لحماية الوطن والمواطن، حقيقة قال بها الدين والقانون والتاريخ، ففي غياب الدولة يسيطر قانون الغاب والهيمنة والبطش والعصبية، ويصبح الوطن عرضة للتمزيق والنهب والبيع، و يصبح المواطنون عرضة للموت والتقطع والنهب وسرقة الممتلكات، فينعدم الأمن والأمان والاستقرار للوطن والمواطن، وتزداد المخاطر والجرائم وتصبح أمور الوطن والمواطن أكثر مأساة ومعاناة، حينما تتغلب قوى مسلحة، تحكمها وتوجهها ثقافة الكراهية، وعدم قبول الآخر، قوى ليس لديها وازع أو رادع، قانوني أو ديني، أو قيمي او وطني.

فتنتشر جرائم القتل والتعذيب، والتنكيل والنهب، لكل مواطن مخالف وخارج العصبية، فتُقَسّم المجتمعات والدول والشعوب، وينهار العيش والتعايش.

هذه هي القاعدة في استهداف تقسيم الأوطان، لتدميرها ونهبها، في كل الصراعات الحاملة لطابع التآمر الخارجي بأدواته المحلية.

نجاحهم يقوم على تغييب الدولة، ومنعها من ممارسة أعمالها ومهامها، لتسهيل البديل المشوه للدولة، المرتكز على ثقافة الكراهية والفيد والغنيمة، فتنشأ مجموعات مسلحة، تشرعن لنفسها بشعارات وطنية، ودعم خارجي، وحقيقة ولائها وجوهره للخارج والغنيمة، فلا ولاء للوطن عندها ولا للمستقبل، فتنتشر جرائم القتل بالهوية، والنهب للغنيمة.

ومأساة اليمن أنه ضمن هذا النوع من الصراعات، فهو مستهدف بسبب موقعه الجغرافي، وثرواته الهائلة، في شعبه وأرضه، مما يؤهله لبناء دولة قادرة مقتدرة، تستوعب كل ابنائه في داخل اليمن وخارجه، وتستفيد من كل ثرواته، ليستعيد مجده وموقعه في الريادة والحضارة، والتي أُخرج منها قسراً بتآمر الإمامة عام ٢٨٢ للهجرة بهيمنة الرسي، ويتجدد اليوم هذا الإخراج بانقلاب المليشيا الحوثية، على الشرعية اليمنية ومشروعها الوطني، لبناء دولة اليمن الاتحادي، القادرة والمقتدرة.

لقد تقاطعت مصالح التآمر على اليمن في محاولاتها المختلفة، لتمنع الدولة اليمنية، من هزيمة الانقلاب وبناء يمن المستقبل، وطن لكل ابنائه، بمواطنة متساوية، وتوزيع عادل لثرواته لكل أبنائه، وبهذا يضمن نهضتهم وسعادتهم.

لذلك فجريمة مقتل المواطن اليمني المهاجر عبدالملك السنباني، وغيرها من جرائم القتل في كل مناطق اليمن، هي جرائم بشعة، ضمن مشاريع استهداف اليمن، وتشير هذه الجرائم لبشاعة التوحش، الذي أفرزته جريمة الانقلاب، ومحاربة الدولة، بشرعيتها ومشروعها، وبشاعة ثقافة الإمامة وانقلابها، وثقافة الكراهية والمناطقية، وتعدد المليشيات.

أصبح اليمن بهذا الواقع، مشروع موت وفيد، يُقْتَلُ فيه مشروع الدولة والوطن والمواطنين.

ومخرج الجميع هو استعادة اليمن، الدولة والوطن، بشرعيته ومشروعه، وطريق ذلك توحيد الصف الجمهوري، وتنفيذ اتفاق الرياض، وعودة الدولة، وهزيمة الانقلاب.

فهذا هو الحل الوحيد الضامن لحماية الوطن والمواطن.

شبكة صوت الحرية -

منذ سنتين

-

664 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد