د . عبده سعيد المغلسد . عبده سعيد المغلس

طريق الحل والسلام في اليمن، شرعية الرئيس هادي بمشروعه الاتحادي وتحالفه

الحرب الحقيقية التي تقودها الأدوات الانقلابية ضد اليمن، تستهدف يمنياً الشرعية اليمنية، كإمتداد للثورة والجمهورية والوحدة، ومشروعها الاتحادي لبناء ونهضة يمن قادر مقتدر، وتستهدف خليجياً المملكة لتحالفها مع الشرعية ومشروعها، وتستهدف عربياً إخضاع العرب لمشاريع الهيمنة الأجنبية.


توضيح لا بد منه.


عندما يصاب الإنسان بمرض قاتل، يعاني جسده من مشكلتين أساسيتين:


الأولى:أعراض المرض ذاته بتأثيره على العضو المصاب.


الثانية: أعراض ناتجة بتأثر أعضاء الجسم الأخرى بالمرض.


وتنتج عن هاتين المشكلتين العديد من الأعراض المرضية المختلفة والمختلطة، وحين البحث عن خطة للعلاج، هناك طريقة واحدة ناجحة للعلاج لإنقاذ المريض، يقوم بها الطبيب الماهر، الذي يحلل التاريخ المرضي وتطوره وأعراضه، ويعمل كافة الفحوصات اللازمة، لتأكيد حقائق واستبعاد أخرى، ويضع للمريض خطة العلاج المناسبة التي تعالج المرض بكل أعراضه، بينما الطبيب الفاشل لا يهتم بتاريخ المرضي ومتابعته، ولا بعمل الفحوصات اللازمة، فتخدعه الأعراض المتداخلة، فيضع خطة لعلاج العرض دون المرض، ويبقى المرض دون علاج، منتجاً أعراض مستمرة ومتجددة، فيموت المريض.


والمجتمعات والشعوب مجموعة من الأفراد، تصاب بأمراض اجتماعية تستهدف وجودها وهلاكها، من خلال تأسيسها لثقافات وسلوكيات ضارة، توجه العقل الجمعي للمجتمعات والشعوب للهلاك والفناء، وهو ما يصفه كتاب الله بهلاك القرى، القائم على الأحادية في كل شيئ وغياب الحرية والتعدد والتعايش المشترك وقبول الأخر، وهو قانون حتمي لا مناص منه، يحين أجله عندما يكتمل كتاب هلاك القرى، فيحق عليها قول الله بهلاكها.


قانون تغيير الأنفس.



إن تغيير الأنفس يبدأ بترك أحادية القُرى، والتوجه نحو التعدد والتعايش والتعارف، واتباع صراط الله المستقيم، فهو المخرج الوحيد من الهلاك، وبدأ المجتمع اليمني تغيير الأنفس، حين اطلق الشباب الثائر مسيرة التغيير، والتي بدأت مراسمها باعلان الرئيس هادي، أنه استلم العلم برمزيته، ولم يستلم دولته، التي تحمي وتدافع عن رمزية العلم، في الثورة والجمهورية والوحدة. وتكاملاً مع مشروع التغيير، بدأ الرئيس هادي يحلل ويشخص أمراض المجتمع اليمني بأعراضها المختلفة والمتداخلة، وفي سعيه للحل جمع كل القوى الحية في المجتمع، لحوار وطني شامل، تحت سقف واحد، ناقش المجتمعون كل الأمراض والأعراض، واجمعوا على مخرجات للحوار الوطني، شخصت العلاج والأعراض ووضعت الحلول، وتُوّج ذلك بوضع برنامج عملي لتنفيذ الحل، قام على دعامتين:


الأولى: خطوات العملية السياسية المفصلة.


الثانية: مشروع الدستور الاتحادي.


ولذا فإن الأزمة اليمنية هي الأزمة الوحيدة في المنطقة التي لديها حل متكامل، يعالج كل أمراض وأعراض العصبية المهلكة للمجتمعات بكل مسمياتها.


والساعون لإيجاد حلول خارج هذه المرجعيات، هم أدوات تخدم مشاريع الإنقلابيين وداعميهم.


وحين أدرك الساعون لتمزيق اليمن والهيمنة على موقعه وثرواته، مضي الشرعية اليمنية بتنفيذ مشروعها الاتحادي، أوعزوا لأدواتهم بشن حرب الانقلاب الإمامي على الشرعية ومشروعها الاتحادي، وبحربهم الإنقلابية على اليمن صنعوا مأساة الشعب اليمني ومعاناته التي يعيشها منذ الانقلاب حتى اليوم.


ومنذ لحظات الحرب الانقلابية التي حملت عناوين عدة من شعارات الإمامة الثلاث لشعار استعادة الدولة، بدأ الرئيس هادي دون عدد وعتاد، يواجه ذلك وما يزال بحنكة وحكمة وصبر، وإدراك لواقع المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، فرفض ومنع شرعنة الانقلاب الإمامي وهو في صنعاء- وقبل هذا منع محاولات اغتياله وإفشال الحوار الوطني واختتامه بقتل الدكتور احمد شرف الدين- وخرج من صنعاء لعدن، ومنها خرج من اليمن مرغماً، ليحمي اليمن الدولة والوطن والشعب والشرعية والمشروع، حين لم يجد جيشاً وأمناً وطنيين يحمون الدولة اليمنية بشرعيتها ومشروعها، فلقد كان جيشاً وأمناً مناطقياً، بعقيدة قتالية لا تحمي اليمن الوطن والدولة والشرعية والمشروعية.


وفي سبيل بقاء اليمن الدولة والوطن والشعب، والشرعية والمشروع، استعان وتحالف بالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وقيادتها التي أقامت تحالف لدعم الشرعية واستعادة الدولة.


واستمرت حرب الانقلابيين ومموليهم ضد اليمن بشرعيته ومشروعه وتحالفه، واستمر رفضهم للسلام وكل مبادراته وتنازلاته من الشرعية، فهدفهم الحرب لاسقاط الشرعية، ونجد أن الحرب ضد الشرعية اليمنية لها مسارات وعناوين متعددة، عسكرية واعلامية واقتصادية ودبلوماسية وسياسية، وكلها تستهدف الشرعية اليمنية، من خلال محاولات نسف المرجعيات المتفق عليها، لحل المشكلة اليمنية، من مخرجات الحوار الوطني، الى قرارت مجلس الأمن، خاصة القرار ٢٢١٦.


لقد رفض الإنقلابيون كل الحلول المقدمة للسلام، لأنها تقوم على المشاركة في السلطة والثروة، وهذا ما ترفضه ثقافتهم، ومصالح مموليهم، وتماهت بعض النخب الحزبية، التي لا تمتلك مراكز بحثية، ولا تقرأ ولا تتابع ما يحاك ضد اليمن، وربطت وعيها وقراراتها لإرادة الغير، وساهمت في نكبة اليمن، وهذه المواقف تأكيد بأن مآسينا نحن نصنعها، بسبب الثقافة المغلوطة وهيمنة ٤ عوامل ثقافية مدمرة لليمن وشعبه عبر تاريخيه:


١-ثقافة غيبة الوعي والمعرفة.


٢- ثقافة الفيد والغنيمة.


٣- ثقافة الولاء للغير.


٤- ثقافة العصبيات العنصرية الإمامية والمذهبية والمناطقية والقبلية والحزبية.


 


فلا حل لحروبنا ومشاكلنا غير التعايش دون هيمنة لثقافة العصبيات وثقافة الفيد والغنيمة والولاء للغير.


خلاصة القول.


إن شرعيتنا ومشروعنا الاتحادي بهما نجاتنا من حروب الكراهية، والطوائف والعصبيات، وطريقنا للتعايش المشترك وتقاسم السلطة والثروة، والاستقرار والتنمية، وبناء يمن قادر مقتدر، إن الشرعية اليمنية وتحالف دعمها بقيادة المملكة الشقيقة هما سبيل النصر وهزيمة حرب انقلاب الإمامة على اليمن والمنطقة.


لذلك فتوحيد الصف خلف الشرعية بمشروعها وتحالفها، هو طريق الحل والسلام واستعادة الدولة واستقرار المنطقة.


د عبده سعيد المغلس


١ ديسمبر ٢٠٢١ 

شبكة صوت الحرية -

منذ سنتين

-

703 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد