محمد سالم بارمادةمحمد سالم بارمادة

حزب أعداء النجاح


هو حزب كبير ، وأكبر مما يتخيل أي واحد منّا ، بل هو أكبر الأحزاب ، أي أنه حزب الأغلبية , فهو حزب عابر للطبقات والفئات والأجناس ، يجمع في عضويته أغنياء وفقراء ، كبار وصغار ، رجال ونساء ، يجمعهم شيء واحد يُشكّل محور اهتمامهم وشغلهم الشاغل ، فهم أعداء النجاح ويكرهون الناجحين ، يتربصون بهم ويتمنون لهم الفشل.




ما أن يبرز أحد في مجال ، حتى تتكاثر عليه الانتقادات ومحاولة التقليل من شأنه والكيد له ، تمهيدا لإحراجه فإخراجه ، فالإعلامي الناجح مغرور ومدعوم ، والأديب الناجح له علاقات مشبوهة ومنتحل ، والموظف الناجح مرائي ومرتشي ، ورجل الأعمال الناجح حرامي ، والسياسي الناجح فاسد ، وهو حيال ذلك أمامه أحدى سبيلين ، أما أن يستسلم ويقبل بأن تنتقل إليه عدوى التنبلة ، حتى يكون الجميع في الهوى سوا ، أو لا يلتفت للمعوقين ولا يهتم لما يُقال ويستمر في طريق العطاء والنجاح ولو كره الحاقدون.



من الأمثلة الحية في واقعنا الحضرمي هذه الأيام ذلك الهجوم الذي يتعرض له من فترة وأخرى وكيل أول وزارة التربية والتعليم مدير مكتب الوزارة بساحل حضرموت الأستاذ جمال سالم عبدون , هذا القائد التربوي المفعم بالحيوية والنشاط , والذي سخر وقته وجهده لانجاز الكثير من المشاريع التربوية والتعليمية لأبنائنا في ساحل ووادي حضرموت, وفي فتره قياسية بشهادة الجميع.



نجاح وتميز الأستاذ جمال سالم عبدون في مكتب وزارة التربية والتعليم بساحل حضرموت ولدت الغيرة في نفوس بعض الأشخاص , ولان الغيرة تولد الحسد , والحسد في الأصل ناجم عن النقص , فمن البديهي أن يتعرض عبدون للهجوم من قبل حزب أعداء النجاح , كتنفيس من هؤلاء المرضى عن ما يشعرون به من غيرة وحسد تجاهه , ولا أبالغ لو قلت انه وبسبب هؤلاء يتقدم غيرنا بتشجيع النجاح ومكافأة الناجحين وتوفير كل ما يساعدهم ويحفّزهم عليه لكي يحصلون من الإنسان على أفضل ما عنده فيبذل أقصى وسعه ، بينما نتأخر نحن ونبقى نراوح مكاننا لأن حزب الأغلبية هذا يسوؤه سماع نجاح أحد ولا يُطيق رؤيته ، فنصبح بيئة طاردة للناجحين ليستفيد من جهودها الغير.



يمتلك الأستاذ جمال سالم عبدون الإصرار والتحدي والعزيمة التي هي من مقومات النجاح, إلا إن هذا لا يروق لحزب أعداء النجاح , فتحترق قلوبهم , وتنطقهم السيئةُ ، وتخرسهم الحسنةُ ، لا يعجبهم شئ, ولا يقنعهم فعل , وينتابهم حالات من الغضب والتشنج , فكل ما حولهم خطا , وهؤلاء هم الذين يراؤون ويمنعون الماعون.




كلمة أخيرة أسوقها لحزب أعداء النجاح.. إن الدين حثّ على النجاح وتجويد العمل بقوله عليه الصلاة والسلام " أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " وذم أعداء النجاح الذين كل همهم تمنى زوال الخير عند الغير " لا تحاسدوا "،بل المنطق السليم والعقل الراجح يجب أن يكون مع الناجح ويحاول مساعدته وتشجيعه ، لأن هذا النجاح ستصل نتائجه وفوائده للجميع بشكل مباشر أو غير مباشر ، وأمة تحارب الناجحين فيها ولا تهتم بهم وتشجعهم ستكون في ذيل الأمم وستبقى محتاجة لغيرها , أتمنى أن تكون وصلت رسالتي , والله من وراء القصد.

شبكة صوت الحرية -

منذ سنتين

-

535 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد