محليات

قصة من تعز تشعل مواقع التواصل الاجتماعي

قصة من تعز تشعل مواقع التواصل الاجتماعي

أثارت امرأة ودكتورة يمنية مشاعر الملايين من اليمنيين الذين تلقوا نبأ استشهاد ابنها محمد، ورغم أنها المعني الأول بخبر استشهاد نجلها، وبينما كانت العيون تتطلع إليها وتترقب ردات فعلها، فاجأت جميع من حولها بتقديم التهاني وتوزيع الحلوى، حتى علت الدهشة وجوه الحاضرين في المستشفى.


إنها الدكتورة خديجة عبدالملك الحدابي ، إحدى نساء تعز اللائي يقدمن التضحيات تلو التضحيات صابرات محتسبات.


أصيب ابنها محمد عزالدين في جبهة الشقب من جبل صبر وهو يدافع عن تعز من الغزو المليشوي الحوثي العفاشي، وهو في مقتبل العمر، ليتم إسعافه بمشقة من على قمة جبل صبر محمولاً على الأكتاف إلى مستشفى الروضة بتعز، بسبب محاصرة المليشيات للمدينة وإغلاق كل الطرق المؤدية إليها.


وصل المصاب الشاب محمد إلى المستشفى والأمل يحدو والديه وأقربائه وأصدقائه لعله ينجو من إصابته، وبشيء من الأمل والترقب تجرى له العملية ليبلغ أطباؤه أهلَه أن حالته مستقرة بعد إجراء العملية.


بعد أربعة أيام من الرقود في ما يفترض أنها "العناية المركزة" إلا أن الحصار الجائر المضروب على المدينة أفقد كل مقومات الحياة لهذه المدينة المثخنة بالجراح، وأصاب ما أصاب مشافيها ووحداتها الصحية من الدمار ليفرغها من مواصلة أداء رسالتها في إنقاذ الحياة فيها، فكان من نتائجها إعلان نبأ استشهاد الشاب البطل محمد عزالدين.


كانت أم الشاب ترقب عن كثب لحظة قيام نجلها المصاب من سرير الإصابة إلا أن الأقدار الإلهية كانت الأقرب إليه من أمنيات أمه وأقاربه..


لم تفزع الأم المكلومة ولم تصرخ لنبأ مفارقة نجلها الحياة بل راحت تقدم التهاني لمن حولها وتوزع الحلوى على النساء اللاتي من المفترض أنهن قدمن لها العزاء إلا أنها قدمت لهن التهاني ووزعت لهن الحلوى.


كثير هي القصص المثيرة والمحزنة في تعز جراء الاعتداءات المليشاوية الحوثية العفاشية على هذه المدينة وأهلها، وربما كان حظ هذه الدكتورة المثقفة الواعية مساعداً لتشعل قصتها كل صفحات التواصل الاجتماعي لتكون حديث الليلة وكل الليالي بعدها، وكم من قصة مؤثرة ربما لم تر النور إلى النشر ليعلم العالم ماذا تقدم تعز من التضحيات.


الأم الحديدية: هكذا أطلق على الدكتورة خديجة الحدابي حينما رأى الجميع قصتها وردة فعلها إزاء استشهاد نجلها.


بقلمها كتبت الدكتورة الحدابي رحلة وداع نجلها بكلمات معبرة أبكت كل من قرأها وأعجبت كل من وصلت إليهم، ليعكس حرقة الألم وألم الفراق.


وهكذا كتبت:
"هنيئا لك يا حبيب قلبي..
هنيئا لك يا قرة عيني..
هنيئا لك يا سراج بيتي..
تمنيت فنلت صدقت الله فصدقك..
اللهم إني وأباه راضيان عنه وشاهدان على صدقه!!
ستشهد لك الليالي التي كنت تقومها راكعاً وساجداً وداعياً ربك تسأله الشهادة..
سيشهد لك صيام الأيام البيض والاثنين والخميس..
ستشهد لك البقرة وآل عمران والسبعة أجزاء التي كنت تراجعها بعد الفجر وطوال النهار.
ستشهد لك الأذكار والضحى والصدقات..
ستشهد لك أشجار حوشنا التي سقيتها مع أخيك ستشهد لك شجرة الزيتون التي كنا نسميها شجرة محمد.

محليات -

منذ 8 سنوات

-

1166 مشاهدة

اخبار ذات صلة

أهم التصريحات المزيد