علوم وتكنولوجيا

الصين تغزو الفضاء بتدشين أكبر تلسكوب في العالم

الصين تغزو الفضاء بتدشين أكبر تلسكوب في العالم

في الوقت الذي بدأ فيه مئات المهندسين وعمّال البناء بالتسلق بصعوبة على سلسلة التلال العالية جنوب غربي الصين، لتركيب التلسكوب الضخم في حوض عميق يفصل بين هذه التلال، وقف القرويون الفقراء على سفوح التلال ليسترقوا النظر على أحدث أعجوبة تكنولوجية في بلادهم.

وبالحديث عن ذلك قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن هذا التلسكوب يعدّ أكبر تلسكوب راديو ذي صحن واحد في العالم، وقد بدأ بالعمل بعد تشغيله بشكل رسميّ في الـ 25 من الشهر الجاري وسط احتفاء كبير من وسائل الإعلام الصينية، وذلك بعد خمس سنوات من العمل على صناعته وتركيبه.

ووفقاً للصحيفة فإن قطر التلسكوب، الذي أطلق عليه اسم "Aperture Spherical Telescope" أو "FAST" هو 500 متر، وهو يعكس طموحات الصين التي تصل بعيداً إلى عمق الفضاء، لتأتي باكتشافات مثيرة أو لتحصل على جوائز مثل نوبل، أو ربما لتستقبل رسائل من مخلوقات فضائية.

وتضيف الصحيفة أن التلسكوب الذي تم تركيبه في منطقة ذات طبيعة ساحرة من جهة، ويسكنها مجتمع صيني فقير من جهة أخرى، تحقق جزءاً من خطط الصين لتظهر أمام العالم كإمبراطورية علمية.

وهنا يذكر أن الطبق التلسكوبي مكون من 4450 لوحة ثلاثية ركّبت بطريقة معقدة، ولها مجال استقبال وجمع مساحته 195.000 متر.

ونظراً إلى أن قطر التلسكوب يقترب من 500 متر فسيكون حساساً أكثر بمرتين من تلسكوب الراديو ذي الصحن الواحد الموجود في مطلّ آرسيبو في أرخبيل بورتريكو الواقع شماليّ بحر الكاريبي، إذ يبلغ قطره 300 متر، وهو ثاني أكبر تلسكوب من نوعه في العالم.

ووفقاً لما صرّح به الرئيس الصيني شاي شينغ بينغ فإن هذا التلسكوب سوف يساعد الصين على "تحقيق تقدم كبير، وشق طريق مهم في عالم العلوم". وفي رسالته التي عمّمها لمباركة افتتاح المشروع، وصف الرئيس الصيني التلسكوب بأنه "عين الصين في السماء".

وفي مقابلة أجريت معه قال عالم الفلك زانغ شينغ من، من المراقبين الفلكيين في أكاديمية الصين للعلوم: إن الصين الآن "تسابق لتتقدم، ولتعيد أمجاد الجيل السابق عبر إحياء علم الفلك الصيني".

وأضاف أن "الصين ليست قوة اقتصادية فقط، فهي ستصبح أيضاً قوة علمية".

ومن ناحية علمية، سوف يستخدم علماء الفلك التلسكوب لرسم خريطة لشكل وتصميم الكون. وبالاعتماد على حجم التلسكوب والكاشف المتنقل المركب على سطحه، سيقوم العلماء بإجراء أبحاث حول الفضاء بوتيرة أسرع وبشكل أعمق وأكثر أصالة.

ومن ناحية التكلفة، تقول الصحيفة إنه بحسب وكالة الأنباء الصينية الرسمية، فإن تكلفة التلسكوب بلغت 184 مليون دولار، وهو ما يعتبر تكلفة متواضعة نسبة لحجمه الضخم.

من ناحية أخرى يذكر- بحسب الصحيفة- أن الحكومة الصينية قامت بإجلاء أكثر من 9000 صينيّ من سكان المنطقة من أجل إتمام مشروع التلسكوب، وهو ما لم يلاق قبولاً من جميع السكان، فوفقاً لشهادة نقلتها الصحيفة الأمريكية، نقل سكّان أصليون عاش أجدادهم في تلك المنطقة منذ أكثر من 200 عام، وعرضت عليهم منازل بديلة غير معدّة جيداً.

وتقول الصحيفة نقلاً عن خبراء، أنه على الرغم من كون الصين تعتبر مشروع التلسكوب مشروعاً قومياً ومنتجاً محلياً يهدف لتطوير قطاع الفلك هناك، فإنه مجال يعتمد بشكل كبير على التعاون الدولي، فقد استخدمت أثناء تصنيعه تقنيات ومعدات أجنبية؛ فالمستقبل مثلاً هو تكنولوجيا أسترالية، ومن ناحية أخرى سيضطر الصينيون لاستضافة واستشارة خبراء وباحثي فلك غير صينيين، وهذا ما سيجعل من المشروع باباً للتعاون الدولي.

علوم وتكنولوجيا -

منذ 7 سنوات

-

3675 مشاهدة

اخبار ذات صلة

أهم التصريحات المزيد