أنباء ايران

اعلي ‌‌‌عِلّيّين و اسفل السافلين

اعلي ‌‌‌عِلّيّين و اسفل السافلين

فرشيد اسدي*


طيلة السنوات التي قضى مجاهدي خلق في العراق محاصرون وتحت ممارسات التعذيب والقتل والمجازر كان من الطبيعي تصفية صفوفهم والذين اختاروا مواصلة الجهادبوجه العدو كانوا صامدين كالجبل الراسخ كما سقطوا الكابئين الذين لا يتحملون صعوبات الطريق وكانت كثيرة بالذات ولا يدفعون ثمن النضال بوجة العدو الحيال والدجال.  
لاشك أن هذة المشية كانت تنطبق على الأصدقاء والأنصار في هذا الدرب لا محالة إذ هناك مقاومة تحتاج إلى أنصار ليدافعوا عنها ولا يطلون حيالات العدو الغدار ولا يخافون  في هذا الدرب من صعوبات الطريق رغم كثرتها ويبقون صامدون كفولاذ الصلد ، كما بالنسبة للذين لم يلحقوا ولم يدفعوا ثمن النضال والقتال بوجه العدو الدجال خرجوا من صفوف النضال .
هذا سنة الله كما تنطبق بالنسبة لأنصار حركة المقاومة ، إذ هناك ضرورة دعم هكذا مقاومة ضخمة وجود مؤيدين وصناديد شجعان الذين لا ينخدعون ممارسات الغدر بواسطة الأعداء ولا خوف عليهم ولايحزنون.
لكننا لسنا بصدد التركيز على سرهذا المدى من صبر وصمود مجاهدي خلق في الحصول على هذه الانتصارات وجعل نظام الملالي بوراً وملوماً ومدحوراً رغم إدعائاته وإمكانياته الضخمة مقابل مجاهدين مجردي عن السلاح ومعزولين في أشرف وليبرتي، وإنما أقصد استعراض تجربتين رائعتين خلال 14عاماً من الحصار في هذا المجال لكن في جهتين متنافرتين بالذات. هناك آية الله الشهيد السيد محمد الموسوي القاسمي من جهة حيث عرج إلى أعلى عليين ، وهنا وللأسف ملا لبناني بائع ضميره يُدعى ” محمد علي حسيني“من جهة أخرى وفي أسفل السافلين،وبجانب أفسد الفاسدين وأقذر المجرمين وأخون الخائنين . 
نعم السيد العراقي الشهيد آية الله السيد محمد الموسوي القاسمي استشهد في 16 / تشرين الأول –أكتوبر 2006 نتيجة انفجار قنبلة  موضوعة تحت سيارته في بابل، إنه كان في برهة من الزمن في إيران . إنه قال في 21 /تموز –يوليو2006وبكل صداقة وحقيقة : «إن مجاهدي خلق الإيرانية في نقطة النقيض وسد منيع بوجه التطرف ونفوذه في العراق وبالأحرى إنهم ثقل التعادل في المعادلة الحالية مقابل أحلام العدو، فعندما نعتبر مجاهدي خلق الثقل التعادل في هذه الميزانية ، فلا شك أنهم مستهدفون كأول هدف لهجمات أعدائهم الإعلامية والدعائية وتخرصاتهم التي تليها بالذات.. فأنا زرت شخصيا معسكر أشرف عن كثب..».
كان آية الله الشهيد القاسمي يكره بشدة من سيطرة الملالي المجرمين وفيلق القدس على العراق حيث كان يتحديهم بكل شجاعة ضد تدخلاتهم، حيث ضحى بحياته في هذا الدرب ودفع ثمن صموده و وطنيته وإيمانه بدمه الطاهرة كآلاف من كوكبة الشهداء في درب الحرية في إيران والعراق... 
... الَّذِينَ آمَنُوا وَ هَاجَرُوا وَ جَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أُولٰئِ?َ هُمُ الْفَائِزُونَ‌
وأما نعود إلى مصير ” محمد علي حسيني“ الملا اللبناني ، وهو كان فترة في إيران، لو نسلط الضوء على مواقفه قبل بيع ضميره حول بطلان ولاية الفقيه وما ارتكبته من الظلم والجرائم  من الكتابات الكثيرة والأقوال الكثيرة لكنه وبسبب مصالحه الدنيوية الحقيرة خضع نهائياً إلى خدمة هؤلاء الملالي ورجع إلى أصله .
أما بالنسبة لمفاتحتنا معه كان في زمن مقاومتنا في أشرف عندما قرأنا مقالاً ولأول مرة من هذا الملا اللبناني 
في جريدة ”السياسة “ الكويتية فأعجبنا مقاله فاتصلنا به لاحقاً لنطلعه ولأول مرة حول سياسات نظام الملالي وما يجري علينا. فكنا متواصلين بين حين وآخر بعد هذا حيث عرّفناه لإخواننا في باريس و تم دعوته إلى بعض اجتماعاتنا كما هو كان يؤكد في كلماته على ضرورة التضامن مع مجاهدي خلق و” التصدي للإرهاب والاستبداد الديني المتجسد في نظام ولاية الفقيه حيث كان يتعهد به كما كان يعتبر ”أي تقرب من هذا النظام وعملائه خيانة كبيرة“ غير وللأسف ارتكب بعده نفس الخيانة .
الجدير بالذكر وفي وقت كنا في أشرف وليبرتي في حصار لا إنساني وتحت القصف الصاروخي والمجازر، لم يقصر المجاهدون بحقه من أية مساعدة كما وبعد حبسه في لبنان، ورغم إن مجاهدي خلق كانوا منهمكين في عمليات ضخمة في أشرف ولكنهم لم يبخلوا من بذل المساعدات المالية والإمكانات السياسية والحقوقية على حساب المنظمة كما وبعد إفراجه من السجن بذلوا ما كان بوسعهم ولو كان بهم خصاصة،ولكن ، وللأسف ، التجأ هذا الملا وخان الزاد والملح رغم إنه كان مديوناً سمعته واشتهاره لمجاهدي خلق وسكان أشرف وليبرتي، التجأ بالابتزاز والانتهاز .. وعندما افتهم واستوعب أن مجاهدي خلق لن ينقلبواعلى أعقابهم ويبقون ملتزمون على مبادئهم وقيمهم وهويتهم في النقطة النقيضة مع الملالي الدجالين . حيث بدأ بالتضليل والابتزاز وعاد إلى أصله ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّالله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين. وعندما انكشفت علاقاته مع عملاء وزارة المخابرات الإيرانية ، هناك بدأ مجاهدي خلق بكشف النقاب عنه تماماً ولكن كقوله سبحانه وتعالى : ” وهم بدأوكم أول مرة “ ..
لاشك عندما يصل أحد إلي هذا الحد من الهبوط، حيث ينزل في التعاون مع عملاء وزارة المخابرات المكشوفين فمعناه إنه لا يلتزم بعد بأي مبدأ ولا يأبه من استهتار الحرمات كما نراه يجتمع مع عدد من عملاء وزارة المخابرات ومجترئاً تخرصاتهم وأكاذيبهم حيث ادعى وتبريراً لأعماله الخيانية وتعاونه من عملاء وزارة المخابرات بصورة هزيلة بأن  خلافه مع مجاهدي خلق تعود إلى الأحواز .. وهذا لاينطلي أحد حيث يعرف الجميع مدى تضحيات مجاهدي خلق بحياتهم من أجل حقوق القوميات والأقليات الدينية في إيران وفي تبني العلاقة مع الآخرين ليس لهم إلا مبداً واحد وهو أن يكون له خط أحمر مع نظام الملالي لكون يفصلنا بحر من الدم. ناهيك عن إن هناك تساءل و هذا لا يخفى على أحد لما ذا يحتاج نظام الملالي وسيما بعد إقامة مؤتمر باريس الضخم ، إلى تخرصات هؤلاء الساقطين ضد مجاهدي خلق ؟ لكننا نوصي هذا الملا المتخلق بسلوك الخميني، إلى كتاب الله في سورة التين حيث قال: 
ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴿٥﴾إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴿٦﴾فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ﴿٧﴾أَلَيْسَ اللَّـهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ﴿٨﴾
*كاتب ايراني

 

أنباء ايران -

منذ 6 سنوات

-

949 مشاهدة

اخبار ذات صلة

أهم التصريحات المزيد