صحيفة "الإندبندنت" تكشف عن تجنيد الإمارات لمقاتلين من القاعدة بصفوف مليشيا الحزام الأمني
كشفت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، الخميس، عن تجنيد الإمارات مقاتلين سابقين من "القاعدة" في صفوف قوات الحزام الامني التي تمولها في اليمن، مستندةً إلى اعترافات ضباط إماراتيين يقاتلون في حرب اليمن.
ويواجه التحالف العربي يواجه اتهامات بأن ما حققه ضد "القاعدة" لا يعود لإنجازات عسكرية، وإنما إلى صفقات عُقدت مع التنظيم تسمح لمسلحيه بالانسحاب من المناطق المستهدفة، بما أمكنهم حمله من أموال، إضافة إلى تجنيد مقاتليه للمحاربة إلى جانب قوات التحالف.
وتورد الصحيفة أن الجيش الإماراتي نفى هذه الادعاءات بأنها "غير صحيحة وغير منطقية"، ولكنها تنقل عن قادة إماراتيين أن القوات اليمنية الحليفة للتحالف تستوعب أعداداً من مقاتلي "القاعدة" بعد التأكد من خلفياتهم.
وتنقل عن اللواء علي، الذي لم ينشر اسمه كاملاً لأسباب أمنية، من عمليات مكافحة الإرهاب الإماراتية، قوله إن "العديد من مقاتلي القاعدة هم من اليافعين الذين خضعوا لسيطرة التنظيم وأُجبروا أو أُقنعوا بحمل السلاح. وعند تنظيف المناطق المدنية من التنظيم، يترك وراءه الكثير من هؤلاء المقاتلين، ومن المنطقي تجنيدهم، لأن هذا الأمر يرسل رسالة قوية حول الالتزام اليمني بالتحرير".
ويضيف اللواء أن "محاربة التمرد عملية تهدف لكسب العقول والقلوب. تنظيم القاعدة ناجح جداً في تجنيد الأفراد، ولكنهم لم يجندوهم ليصبحوا إرهابيين، بل ليكونوا مقاتلين. من الضروري التمييز بين الاثنين في مثل ساحة الحرب المعقدة هذه".
ويتابع بقوله "نجند مقاتلين وليس إرهابيين ... يمكن التفريق بينهم بسهولة؛ المقاتلون كانوا متحمسين للانضمام لنا ولكن الإرهابيين أرادوا قتلنا. ولكننا نخضع المتطوعين لفحص نفسي شامل لضمان ألا يكونوا من المتطرفين".
ويؤكد اللواء للصحيفة البريطانية أن "مقاتلي القاعدة تحفزهم للقتال عوامل أخرى غير عقائدية ويمكن استيعابهم بسهولة في المجتمع. وتشمل هذه العملية تحسين نوعية حياة هؤلاء الأفراد، وإعادة تكوين البنى الاجتماعية"، إلا أن اللواء الإماراتي لم يفصح عن أعداد مقاتلي "القاعدة" السابقين الذين تم تجنيدهم.
وكانت وكالة "أسوشييتد برس" أجرت تحقيقاً في الوسائل التي اتبعتها الإمارات في محاربة تنظيم "القاعدة"، كشفت فيه ابرامها لصفقات سرية مع مقاتلي القاعدة، حيث تدفع لهم الأموال ليغادروا المدن الرئيسية، بينما يسمح لآخرين بالانسحاب بسلاحهم ومعداتهم والملايين من الدولارات من الأموال المسروقة، ويبرم صفقات مع بعضهم للانضمام إلى قواته الحليفة في اليمن.