محليات

العميد الجمهوري (الحمادي) يترجل إلى ربه شهيداً

لم يكن العميد عدنان الحمادي قائداً عادياً خلقته صدف الحرب؛ بل كان عسكرياً محنكاً انجبته تعز للدفاع عنها وعن الجمهورية في الوقت الذي تراجع فيه الكثيرين من الوقوف امام الانقلاب الحوثي.


وأعلن العميد الحمادي حينه انحيازه لشرعية رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بعد أيام من تعيينه قائداً للواء ٣٥ مدرع بداية أبريل ٢٠١٥م، ورفض تسليم مقر اللواء ٣٥ مدرع بمنطقة المطار القديم غربي مدينة تعز، مشعلاً نار المقاومة العسكرية، وسجل اسمه كواحد من اوائل القادة العسكريين الذين رفضوا الانقلاب الحوثي.


وخاض العميد عدنان الحمادي صولات وجولات مع بداية الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي على مدينة تعز، واستطاع خلال فترة وجيزة من تأمين وسط المدينة وجبل جرة في ذلك الوقت.


وبدأت المؤامرات تحاك ضد العميد الحمادي وانطلق حينها الى ريف محافظة تعز الجنوبي ليبدأ مرحلة تأسيس اللواء ٣٥ مدرع من الصفر، واستطاع بتوقيت قصير تأمين مديريات الشمايتين والمواسط والمعافر بإسناد المقاومة الشعبية التي ضم أفرادها في وقت لاحق إلى قوام لواءه.


ولعب الحمادي دورا بارزا في مواجهات المليشيات بأكثر من جبهة، وعمل على تحرير مديريتي المسىراخ والصلو وأجزاء من حيفان لتأمين الشريان الوحيد لريف الحجرية ومدينة تعز عبر محافظة لحج، وظل محافظا على اكبر رقعة جغرافية بالمحافظة، رغم ضراوة هجمات مليشيا الحوثي على مواقعه.



وعرف الحمادي وقوات لواءه بالانضباط العسكري وتأمينه المناطق الواقعة تحت نفوذه خصوصا طريق تعز عدن، لكن اللواء تعرض لعمليات تضييق من بينها وقف مستحقات منتسبيه وحجب الترقيات والامتيازات العسكرية التي كانت تمنح لبقية الواحدات العسكرية التابعة لمحور تعز، اضافة الى استهداف اللواء عسكريا عبر تشكيل وحدات مستحدثة في مسرح عملياته والتي دأبت على الاحتكاك بقوة اللواء ومحاولة ادخلها بالصراع العسكرية بهدف استنزافها.


 وساهم التاريخ الطويل للقيادي الحمادي وحاضنته الشعبية في إحباط الكثير من المخططات التي كانت تستهدفه مادياً ومعنوياً، حيث تعرض لعدد من محاولات الاغتيال وحملات تشويه اعلامية ممنهجة.


وحضى العميد عدنان الحمادي باحترام وتقدير أبناء محافظة تعز بلا استثناء، حيث شكل رحيله الفاجع في ظرف غامض صدمة كبرى لأبناء المحافظة، وفي ظل مؤشرات على وجود دوافع سياسية تقف خلف جريمة اغتياله.


يشار الى ان العميد الحمادي قد تعرض لطلق ناري في الرأس أمام منزله في ريف محافظة تعز، اسعف على اثره الى العاصمة المؤقتة عدن، الا انه فارق الحياة.



ووجه عدد كبير من الناشطين والصحفيين والحقوقيين من أبناء محافظة تعز وبقية المحافظات، عديد تساؤلات حول حادثة اغتيال العميد الحمادي، وقد شكك كثيراً منهم بصحة أن تكون خلافات أسرية وراء اغتياله.


وأشاروا صراحة إلى وجود مؤامرة للتخلص من قائد اللواء 35 مدرع وفق" سيناريو خبيث" قد تديره بعض القوى .



في السياق، طالب رئيس مجلس النواب سلطان البركاني بكشف خيوط جريمة اغتيال العميد الحمادي.


وقال البركاني في نعي العميد الحمادي، كان له شرف المقاومة الأول للحوثيين في محافظة تعز، واطلاق شرارة المقاومة وقاتل ضد هذه العصابة الانقلابية المارقة حتى لقي ربه اليوم على أيدٍ آثمة أمتدت إليه غيلة وقتلته غدراً.



من جهته، قال رئيس المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، حمود المخلافي في بيان له: يوم فر وتراجع الكثير كان العميد الحمادي من الثابتين في ميادين الشرف والبطولة وتشهد له بذلك مدينة ومحافظة تعز وجبالها ومديريتها.



نبذة عن الفقيد

العميد الركن عدنان الحمادي من مواليد عام 1968م في قرية يافق بني حماد مديرية المواسط محافظة تعز. متزوج وأب لخمسة أبناء اثنين ذكور وثلاث اناث. التحق بالكلية الحربية عام 1984م وتخرجت عام 1987م برتبة ملازم ثاني.


حاصل على بكالوريوس علوم عسكرية وكذا عدة شهادات تخصصية دروع، صاعقة، مضلات، شهادة قائد كتائب دروع ، وقادة الوية دروع من معهد الثلايا عدن. حاصل على شهادة ماجيستير علوم عسكرية من الاكاديمية العسكرية العليا كلية القيادة والأركان صنعاء عام 2007.


حاصل على عدة أنواط وأوسمة عسكرية. شغل العديد من المناصب منها قائد سرية مشاة وقائد سرية دبابات إلى عام 1999، ثم رئيس عملية كتيبة دبابات إلى 2005، ثم نائب تدريب اللواء من 2007إلى 2009.


بعد ذلك تم تعيينه مديرا للمركز التدريبي معسكر الحمزة إب إلى 2011، ثم مدير مكتب قائد اللواء 35 مدرع إلى 2012، ثم قائد كتيبة دبابات وقائد معسكر الشهيد لبوزة إلى شهر مارس 2015، وفي نهاية شهر مارس 2015 صدر قرار جمهوري من رئيس الجمهورية بتعيينه قائداَ للواء 35 مدرع .

محليات -

منذ 4 سنوات

-

654 مشاهدة

اخبار ذات صلة

أهم التصريحات المزيد