أنباء ايران

اندفاع خامنئي لتوحيد أركان النظام وإقصاء مرشحي الزمرة المنافسة

مريم رجوي: تفاقم الصراع بين العقارب وتعميق التصدع الداخلي ومأزق نظام الملالي المميت مقاطعة انتخابات الملالي غير المشروعة فرض وطني وعهد الشعب الإيراني مع شهداء الانتفاضة

بعد انتفاضتي نوفمبر ويناير الماضيين يعيش خامنئي كابوس السقوط، لاسيما بعد تلقيه ضربة غير قابلة للتعويض في هلاك قاسم سليماني، وها هو الآن مندفع لتوحيد أركان نظامه بعملية إقصاء مرشحي الزمرة المنافسة عبر آلية مجلس صيانة الدستور، بهدف تشكيل مجلس من لون واحد وفرض هيمنة الولي الفقيه عليه بغية تأجيل موعد سقوط النظام المحتوم.  

بعد عملية إقصاء غير مسبوقة أطلّ علينا اليوم خامنئي ليتوعّد الزمرة المنافسة في نظامه، حيث خاطب أولئك الذين «تولّوا مناصب بالانتخابات ولكنهم يشككون فيها» مخاطبًا إياهم متسائلًا :«كيف تكون الانتخابات نزيهة وصحيحة عندما تكون لصالحكم ولكن عندما لا تكون لصالحكم فهي باطلة؟». ووجّه خطابه لروحاني الذي كان قد وصف في 27 يناير عملية جعل مجلس الشورى من لون واحد بأنه تعيينات: «عندما تطلقون صفة هندسة الانتخابات كذبًا أو تقولون هذه ليست انتخابات بل تعيينات، يصبح الناس محبطين».

وأضاف: «مجلس صيانة الدستور له منزلة في الدستور وهو مؤلف من أشخاص موثوق بهم. كيف يمكن للإنسان أن يتهم بأريحية هؤلاء بأنهم أصحاب ذوو نوايا سيئة تجاه بعض الأشخاص». 

كما أكد خامنئي الذي يخاف بشدة من كساد مهزلة الانتخابات: «قد لا يحبني أحد ولكن إذا أحب إيران، فعليه أن يتوجه إلى صناديق الاقتراع. لذلك كل من يحرص على إيران وأمن البلد، وكل من يحب معالجة المشاكل والعمل الصحيح لانتخاب الصفوة، فعليه المشاركة في الانتخابات».

علمًا أن وسائل الإعلام الحكومية ذكرت أن 90 نائباً من الأعضاء الحاليين في مجلس الشورى للملالي ومعظمهم كانوا أعضاء لثلاث دورات في المجلس تم رفض أهليتهم. وفي 170 دائرة انتخابية كل المرشحين هم من زمرة خامنئي كما أن في باقي الدوائر الانتخابية تم إقصاء المرشحين البارزين في الزمرة المنافسة، بحيث تحتل زمرة خامنئي في نهاية المطاف 260 كرسيًا، وزمرتا ما يسمى «الاعتدال» و«الإصلاح» في النظام 30 كرسيًا فقط. 

وفي مثل هذا الوضع، تحذّر الزمرة المنافسة من مقاطعة الانتخابات على نطاق واسع و«انهيار» النظام وتصف عملية الاستبعاد والإقصاء من قبل مجلس صيانة الدستور بأنها «خطر يهدّد كيان الجمهورية الإسلامية». إنهم يلتمسون من خامنئي لكي يسمح لهم بدخول الانتخابات حتى وإن كان من أجل تسخين العملية. 

وكان روحاني قد قال في 15 يناير«لا تزعجوا الشعب، لتقولوا للناس إن هناك 17 مرشحاً أو 170 أو 1700 مرشح يتنافسون على كرسي واحد... ولكن السؤال من كم جناح؟ من جناح واحد. لا يمكن وصف هذا الوضع بالانتخابات...لا يمكن إدارة البلد بجناح واحد ».

ولكن علي ربيعي الناطق باسم حكومة روحاني قال في 3 فبراير«إن مؤشر المقاومة أمام عملية إسقاط (النظام) يتجلّى في مشاركة جميعنا في عملية الاقتراع.... يجب أن يشارك الجميع في الانتخابات سواء أكان منتقدًا أو كانوا من القلقين».

وفي الوقت نفسه، يخطّط النظام لعمليات تزوير كبيرة. حيث تحدث ”مير سليم“ من زمرة خامنئي مسبقًا عن مشاركة «مالايقل عن 70 بالمائة من الناخبين». كما أشار روحاني في سجاله مع الزمرة المنافسة إلى عملية التزوير الممنهجة في الانتخابات وقال في 27 يناير «على أية حال لم ننجح في تحويل الانتخابات إلى انتخابات الكترونية... ما هذا أن نأتي ونسجّل اسمنا من جديد على ورقة ثم ندلي بصوتنا في الصندوق لكي يفرز أشخاص هذه الأصوات وواحد يؤشر عليه؛ وليس من المعلوم ماذا يقرأ والشخص الثاني أين يؤشر. وبعد كل وضع التأشيرات.. يأتي دور «التجميع» وهناك تدور أحداث... وكثير من الانتخابات تطرأ عليها اشكالات في مرحلة التجميع». 

هذا، ووصفت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تفاقم الأزمة والتصدع في قمة النظام حول مسرحية الانتخابات، بأنه علامة بارزة أخرى للمأزق القاتل الذي يواجهه نظام الملالي وقالت: إن عملية الإقصاء الكاملة لمرشحي الزمرة المنافسة في نظام ولاية الفقيه، دليل واضح على الانكماش الإجباري التي تعاني منه الدكتاتورية الدينية في مواجهة الانتفاضات الشعبية وأزمة السقوط. 

وأكدت السيدة رجوي أن الشعب الإيراني قد أدلى بصوته الحقيقي في انتفاضتي نوفمبر ويناير الماضيين بشعار «ليسقط مبدأ ولاية الفقيه» و«الموت لخامنئي»، وأن المواطنين سيقاطعون الانتخابات التشريعية غير الشرعية للملالي أكثر من السابق. إن مقاطعة هذه الانتخابات فرض وطني وعهد الشعب الإيراني مع كوكبة شهداء الشعب الإيراني لاسيما 1500 شهيد انتفاضة نوفمبر، ومواكبة طلبات الشعب والطلاب المنتفضين في انتفاضة يناير هذا العام لإسقاط نظام ولاية الفقيه برمته. وأضافت أن الشعب والطلاب أثبتوا بهتافاتهم ”الموت لخامنئي“ و”الموت للدكتاتور“ و”ليسقط مبدأ ولاية الفقيه“ و”الموت للظالم سواء كان الشاه أو القائد (خامنئي)“ أنهم يطالبون بمستقبل دون نظامي الملالي والشاه تقوم أركانها على الديمقراطية وسلطة جماهير الشعب. 


أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

فبراير (شباط) 2020

أنباء ايران -

منذ 4 سنوات

-

678 مشاهدة

اخبار ذات صلة

أهم التصريحات المزيد