محليات

صراع الطيرمانات والجروف يهدد الجماعة ... تصاعد وتيرة الخلاف بين قيادات حوثية

يوماً بعد آخر تتصاعد الخلافات بين قيادات جماعة الحوثي لأسباب تتعلق بالمكاسب والنفوذ والأموال. ورغم محاولة الحوثيين إبقاء هذه الخلافات تحت الطاولة إلا أن الكثير منها ظهر للسطح مؤخراً.  


ومن هذه الخلافات ما جرى بين المدعو أحمد حامد المنتحل صفة مدير مكتب الرئاسة في صنعاء، وقيادات كبرى داخل الجماعة، حيث قام الأول بتعيين عشرات المقربين منه في مؤسسات سيادية كالاتصالات، والجمارك والمالية والنفط والضرائب، وهو ما اشعل الخلاف مع القيادات الأخرى". 


ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما تعدى الأمر إلى قيام "حامد"  باستبدال عدد من المشرفين القياديين المعينين من قبل محمد علي الحوثي، وهو ما ينذر بتحول تلك الخلافات إلى صراع مسلح وصدام وشيك بينهم.   


تصفية قيادات منذ الانقلاب الحوثي والسيطرة على مؤسسات الدولة ٢٠١٤ عملت الحركة على تصفية العديد من القيادات التي حاولت التغريد خارج السرب وإبداء آرائها في بعض القضايا كالتبعية لإيران والتفاوض مع التحالف وشكل الدولة المستقبلية.


 ومن أبرز تلك القيادات "عبدالكريم الخيواني واحمد شرف الدين ومحمد عبدالملك المتوكل والمرتضى المحطوري" وصولا إلى "حسن زيد وصالح الصماد " وجميعهم قتلوا بإيعاز من الحوثي، بالإضافة إلى إقصاء العديد من القيادات الأصلية للجماعة كصالح هبرة ومحمد بدر الدين الحوثي وعبدالله عيضة الرزامي وغيرهم، واستفراد الجناح المتطرف داخل الحركة بمقاليد الحكم. 


  القبيلة والمشايخ  

كما قامت جماعة الحوثي بالتخلص من مشايخ القبائل الموالين لهم حيث قامت بتصفية 24 شيخاً قبلياً محسوبا على الجماعة وقتلتهم أمام أطفالهم ونسائهم، وفجرّت منازل البعض منهم ونهبتها، فيما قتلت 3 مشايخ أثناء قيادتهم مساعي صلح بين قبائل متنازعة ورصدت صحيفة الثورة التابعة للحكومة الشرعية مقتل 12 شيخاً قبلياً على يد ميليشيا الحوثي خلال الفترة من مارس 2020 إلى فبراير 2021، منهم أربعة اقتحمت منازلهم وقتلتهم أمام أطفالهم ونسائهم، فضلاً عن تفجير منازل البعض منهم ونهبها، فيما قتلت 3 مشايخ أثناء قيادتهم مساعي صلح بين قبائل، وثلاثة آخرين قتلتهم غدراً، فيما أعدمت اثنين آخرين ميدانياً بطرق بشعة. 


  جناح إيران 

وكانت مصادر مطلعة قد كشفت عن نجاح القيادي بالحرس الثوري والتي عينته ايران سفير لها لدى مليشيا الحوثي المدعو، حسن إيرلو الذي قتل أواخر العام الماضي، مستعينًا بقائد كتيبة “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني” في اليمن، عبد الرضا شهلاي، ورئيس المخابرات العسكرية الحوثية، أبو علي الحاكم، في هيكلة المجموعات القتالية التابعة لجماعة “الحوثي” معززًا النفوذ البحري الإيرانية للسيطرة على الحركة البحرية في مضيق باب المندب وطرق توريد الأسلحة. 


وأفادت المصادر بأن “إيرلو” قد تمكّن من تهميش عدد من المسؤولين في الجماعة، مثل رئيس اللجنة الثورية، محمد علي الحوثي، لصالح متشددي الجماعة وعلى رأسهم وزير الداخلية، عبد الكريم الحوثي، ليتخلص بذلك من الجماعات المسلّحة المستقلة التي كانت تحاول إيجاد مكان لها داخل قيادة الجماعة. 


حسب ما أفاد موقع” إنتلجنس أونلاين” في مايو 2021. وأعلنت إيران وفاة سفيرها لدى الحوثين “إيرلو” متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، بعد يومين من نقله من صنعاء على متن طائرة طبية عراقية. 

  

الجروف والطيرمانات 

تشهد الفئة الأبرز داخل جماعة الحوثي والمسماة بـ"السادة" خلافات حادة بين المنتمين لصنعاء والمعروفين باسم " سادة الطيرمانة " والقادمين من صعدة والمناطق النائية والمعروفين باسم " سادة الجروف" حيث تدعي كلا الفئتين احقيتها بالحكم والسيطرة وأنها بذلت جهودا كبيرة في إسقاط الدولة اكثر من الأخرى. 


ووصلت هذه الخلافات إلى حد القطيعة بين زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي وبين محافظ صعدة الأسبق يحيى الشامي ونجله زكريا المنتحل صفة رئيس هيئة الأركان العامة والذي توفي هو ووالده في ظروف غامضة.   


صراع عمران وفي فبراير الماضي نشبت في محافظة عمران شمال صنعاء خلافات قوية بين جناح الحوثيين الموالي لإيران والجناح الزيدي الذي يقوده محمد عبدالله عوض المؤيدي، بعد قيام جناح مليشيا الحوثي المدعوم إيرانيا، باختطاف ٣٠ عنصراً من أتباع المؤيدي بمديرية "شهارة" في محافظة عمران. 


وقالت مصادر مطلعة إن عناصر حوثية قدمت على متن أطقم اقتحمت مسجد قرية "النابت" بمديرية شهارة بعد صلاة المغرب، ومنعت أتباع المؤيدي من الصلاة في المسجد وإلقاء درس ديني بداخله فقام "الطلاب والمرشدون" بالصلاة والتجمع خارج المسجد لتقوم المليشيات الحوثية باقتياد نحو ٣٠ عنصراً معصوبي الأعين على متن الأطقم وزجت بهم في أحد سجونها بالمديرية ومنعت عنهم كل وسائل التواصل. 


وحسب المصادر فإن الحملة الحوثية كانت بقيادة "زيدان جعمان"، المعين من قبل المليشيا مديرا لأمن عزلة "القابعي" في مديرية شهارة شمال عمران. 


وقد نشر حينها عدد من الناشطين الإعلاميين التابعين لجماعة المؤيدي على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً تظهر عدداً من أتباع المؤيدي وهم داخل سجن تابع لمليشيات الحوثي كما دعوا الجميع للتضامن معهم ونصرتهم وإزالة الظلم الذي يتعرضون له من قبل سلطة الميليشيا. 


وكانت الصراعات بين أتباع "المؤيدي" وأتباع "الحوثي" قد تزايدت حدتها في الآونة الأخيرة، حيث شهدت محافظة عمران وصعدة والجوف عمليات اختطاف واقتحام مساجد وقتل نفذها أتباع الحوثي ضد أتباع المؤيدي بحجة "تحريض المجتمع على عدم القتال في صفوف المليشيات الحوثية. 


ونشر فتاوى تتحدث عن ضلال وانحراف مسيرة الحوثيين عن نهج الإمام زيد واتباع نهج الشيعة الإثنى عشرية" كما يقول بذلك أتباع محمد عبد الله عوض المؤيدي.

محليات -

منذ سنة

-

2484 مشاهدة

اخبار ذات صلة

أهم التصريحات المزيد