محمود ياسينمحمود ياسين

مات ابو الهول

صاحبي خالد الصوفي ، مات وقد فكرت لسنوات باحساس عارم بالذنب كيف انني لم اسانده ماديا اثناء مرضه

كنت احلم له كل مساء بأن اكن ثريا وابني له نسخة من مستشفى مايو كلينيك ليتخصص في كبد اليمني الاعزل ، كبد خالد بالغ الضراوة لكنها اعطبت بينما كنا بلاحيلة.

قلت انني ضجر ، غالبا ما اقولها هذه الجملة لخداع الاصدقاء المستعدين على الدوام للمساندة.

فقام خالد من متكئه واخرج مصروفه الدراسي من تحت المخدة ميتين دولار وصاح : يلعن دين الضجر يا محمود ياسين وبددناها

ليلة في القاهرة تتعرف فيها لطالب دراسات عليا اسمه خالد الصوفي ، ذلك ما عليك فحسب والضجر سيتصرف معه ابو الهول

بدده بالنكات والقصف وباقتراح حلم اضافي ورثاء الترفيه المصري المتغضن.

اخر الليل بكينا لاسباب غير معروفة ، وفي الصباح قذفني بالشراب المكور مرددا : بكيت معك لنه الفسيخ فسخ قلبي موش قهر على المصروف ، قاوم وقاتل وتماسك وحيدا في القاهرة يدعي شجاعة فارس يحتضر ، ونحن هنا نناشد الحكومات المتعاقبة وهي تمنح الاف الدولارات للمحظوظين المتعاقبين على وجاهة دولة بلا خلق

مات المثقف ذي القسمات الهائلة وكان يلوك الوجود بفك سفلي عريض مهول وبكبد معطوبة

ارهقته شجاعته اخر المطاف فتوقف ، وها انا ارثيه بجاذبية لائقة بالفقدان

ببعض الدولارات كان خالد لينجو ربما لكن عجزنا اكثر من طاقة ابو الهول على الانتظار

تداعى اخيرا مثل نصب يمني فتته الخذلان وقد نسيه أهله في القاهرة .

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

1395 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد