فهد سلطانفهد سلطان

مشايخ التكفير ..لحظات ما قبل النهاية

يرون العالم يدور من حولهم, لم يعودوا مركز الدائرة, يدور العالم ويدورون معه, الى اللحظة التي يقذف بهم في الهامش بشكل بطيء. 
يتراءى لهم مستقبل جديد, مختلف, لم يعد يعليهم، فتبدوا علامات القلق بادية, كما أن الخوف من المصير المجهول هو من يضغط على الأعصاب ويحرك كل هذا السعار المتمثل في نزعة التكفير وحديتها تجاه الاخرين ولأدنى شبهة.
الناس اليوم بدأت تشعر وتفيق من غفلة طالت, وتفهم قليلاً وتتعامل مباشرة مع من حولها, ومع الله بلا وسطاء ولا تجار. 
وسائل التواصل ذاتها, دفعت الناس الى البحث والقراءة وعدم الاعتماد على الاخرين في كل شيء, كما كان عليه الامر من قبل, وهنا وجدت شريحة من المجتمع نفسها خارج حفلة الزار. 
فشريط الكاست لم يعد سوى للذكرى لأيام خوالي, بات الناس يتجهون الى ابتكارات جديدة تفوق ذلك العالم البائد بكثير. 
أتأمل المعركة الخفية لشيوخ التفكير اليوم, ظاهرها الدفاع عن الله ورسوله, وباطنها الدفاع عن مكانة شخصية والبحث عن موطئ قدم في المستقبل بين هذا الواقع المتغير الذي يتجاوز الكثير من حوله وأولهم شيوخ الدين. 
دخلت في صفحة الدكتور الخميسي, الشيخ البارز الذي لم يقدم انتاجاً علمياً على طول حياته الفقهية التي يقول أنها بعمر ثلاثين عام, على طول فترة حكم صالح, سوى لحظات ينتزعها من الزمن يتربع فيها على عرش التكفير والدفاع عن الله فقط مفصولاً عن عباده المؤمنين. 
امتطى صهوة جواده ذات مرة في تكفير عبدالرحمن الحميدي, الكاتب الاعزل وكانت له ولغيره من مشايخ التفكير صولة وجولة حينها, وهدأت العاصفة بضغطة زر من صالح, وعاد الى النوم طويلاً ولم يفق منها الا لمعركة جديدة مع زواج الصغيران وهكذا..الخ. 
في صفحته اليوم امعنت النظر في التعليقات, فعدد الذين يقفون في وجوههم يتزايد, الذين يطالبون الخميسي بالتبرع لتعز اضعاف بل الغالبة ..الذين يرفضون الوصاية على الناس وعودة محاكم التفتيش هم الاكثر, الذين سخروا من الفكرة في جمع تبرعات لمحاكمة الغفوري والقاضي هم الصوت الابرز. 
يبدوا وهذا واضح بأن الناس لا تعود اليهم ولم تعد تثق بهم, بل لا تحتاجهم, ولن تحتاجهم فقد لبس على الناس طويلاً . 
في طلب الخميسي التبرع للدفاع عن الله, ظهر أمام الجميع مجرد من القيم, ضحل التفكير , عاري الاخلاق, ينتحل فارساً ومعركة في غير زمانها ومكانها, يرى الدماء تسيل والانفس تزهق فلا يتمعر, يكتفي بقيام الليل والخشوع والتبتل فقط. 
بينما مقالة عجز فكره الضحل أن يفهمها فراح يسوق آيات التكفير والتفسيق والتخوين ووصل به الحال الى جمع التبرعات للمحاكمة, يا لها من نهاية مأساوية, يشهدها الخميسي ومن على شاكلته في حظرة محاكمة عادلة من قبل الناس ايضاً. 
لا يتمعر وجوه هؤلاء الكالحة الغارقة في الصمت, من سيل الدماء ولا تراكم الاشلاء القضية الواضحة في صلب الإسلام, بل هي محور رسالة النبي عليه الصلاة والسلام, وراحوا نحو البحث عن قضايا تعيدهم الى مكانتهم السابقة, والإنطلاق من زوبعة التكفير ونصر الله في عليائه. 
ولسان الحال نحن موجودون ندافع عن الله ورسوله, فيرد الناس, بصوت واحد الله قادر للدفاع عن نفسه, والذي بحاجة الى دعم هم الناس, الضعفاء الفقراء, قفوا في وجه الباطل, في وجه الزيف, في وجه من يمنع الحياة عن الإنسان الاصل الذي وجدت كل الديانات والشرائع من اجله. 
نتابع كلماتهم ما بين السطور, نجد أنيناً, انها معركة وجود, وقف الكثير منهم ضد مخرجات الحوار, كانوا يعرفون أنهم سيعودون مواطنين مثل الاخرين, كانت هذه النهاية توقظ عليهم النوم. 
يشعر الواحد منهم انه بلا قيمة بلا هدف يتمنى الجهل ان يعود حتى بعطيه مكانته في السوق الذي يتجاوز تلك البضاعة التي طالها الكساد من زمن. 
في سوق العلم والانفتاح ووعي المجتمع يتناقصون يختفون, وهنا ما يجعل الجميع مطمئن على المستقبل من هذا العبث, وهذه الزيف الذي طال امده لفترة. 
لم يحكمنا صالح بسطوته ولكن بجهل الناس الذي كان هؤلاء هم عرابوه, اقتصرت مهمتهم على تطويع المجتمع تحت يافطات حماية الدين وولي الأمر والنصح والتوجيه. 
أنا فممتن لهذا الواقع, كشف عن الكثير, على الاقل تعرفنا على المحايدين بطريقة اخرى, أنهم شيوخ التكفير.

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

1184 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد