كتب كتب

الشيخ علي الجميلي في ذمة الله

بقلم / بسام سعيد


عرفته وانا في الصف السابع تقريبا أثناء الانتخابات الرئاسية المحلية التي أجريت في عام 2006 كان احد المرشحين في الانتخابات المحلية في الدائرة 56 حقق فوزا ساحق، كان محسوبا على حزب المؤتمر الشعبي العام. في تلك الفترة كان التنافس يجري حتى على مستوى القرية، ما بين المؤتمر والإصلاح فقط.

 

أتذكر في ذلك العام، ونحن نقول بكل تلك الشعارات التي كنت استفز بها جارنا المطوع" محمد علي" الذي كان مشرفا عن حملات الدعايه لحزب الاصلاح، من تلك الشعارات التي مازلت أحفظها بصورة جيدة" يابقرة صيحي صيحي ما نشتيش الاصلاحي" وع، وع. ما نشتيش المطوع" يا إصلاحي ياكذاب احنا بعدك بالرشاش. أيضا أتذكر كل العمليات التي أوكلت إلينا نحن الاطفال قبل ان تبدأ الانتخابات بثلاثة ايام حينها لم نترك صورة واحدة لمرشح حزب الإصلاح على جدران المنازل، ليس هذا فحسب فقد قمنا بأشياء منافية للأخلاق في نفس الوقت مثيرة ونحن نقوم بمسح المنازل أثناء اليل احيانا كنا نقوم بتغطية او وضع رفث الأبقار الطري لغرض تشويه مرشح حزب الإصلاح الذي لم نكن نعرف عنه أي شيء، مع ذلك كتا نشعر بأنه دخيل وغريب في نفس الوقت معتدي على القرية حسب ما كان يقال لنا الكبار. 

 

حدث كل هذا. أننا لم نحصل على شيء في المقابل من ذلك، لا أعرف الشيء الخفي وراء تلك الحماسة والتنافس، لدرجة أننا لم ننم في ليلة جرد الأصوات ظلينا جالسين أعلى التبة القريبة من القرية ننتظر النتيجة ومعنا مادة الديزل وعدد كبير من كفرات السيارات التالفة، كنا نعرف بأن الشيخ علي عبد السلام سيفوز في الانتخابات، أخبرنا المنظمين في اللجان كانوا معنا في تلك الليلة، اشعلنا النيران، وكنا نصرخ: بالروح بالدم نفديك يا علي، ليس علي عبد الله صالح الذي امتنعت أمي عن ترشيحه، وإنما علي عبد السلام، أغلب الناس في القرية وقفوا إلى جانبه، ذلك لأنه قبل ان تبدأ الانتخابات قام بإصلاحات كثيرة فيما ذلك إصلاح 3طرق إلى القرية، قام بإنشاء ملعب الثورة، أيضا إيصال مشروع المياه .

 

انا أعتقد بأننا بتلك الجهود التي بذلت، استطعنا أن نصل بأول رجل إلى الدولة، علي عبد السلام الجميلي، من أجل ذلك، أنه عبر بصوره جيدة عن احتياجتنا، تعليم، صحة، تنمية في منطقة كانت تعيش بعيدة عن الدولة، بعيدة عن المشاريع وأشياء أخرى كنا نحتاجها لكي نبقى على قيد الحياة.

 

الشيخ علي، رجل الدولة، الأمين العام، الرجل الاجتماعي، لم أكن أعرف بأنه في يوما ما سيصير صديقي. كنت صغيرا، وكنت لا أستطيع التحدث معه لأنني ذلك، حدث معي أثناء احتفالنا بتخرجنا في الثانوية العامة، نهاية 2012 قام بتكريمنا واحد تلو الآخر .

 

المفاجأة الكبرى التي على اثرها شعرت بأنني أصبحت شخص مهم في نظر الآخرين، عندما اتصل بي الشيخ علي من محافظة تعز قال لي بأن القصة التي نشرتها في صحيفة الأولى اليومية اعجبته وممتعه.

 

استغربت لاتصاله ذلك أنني شعرت بالخجل، لأول مره أتحدث معه، خف كلامي، وكنت أفضل ان يسرع من مكالمته، انا مستغرب، أيضا لا اجيد التحدث مع أشخاص هم اكبر مني سنا، لكن مثل هذه الاتصالات على الاقل كانت تمنحني القوة للمضي قدما.

 

الشيخ علي ظل يتصل بي كل يوم، يريد أن اخبره بالأخبار والتتطورات، هكذا استمرت علاقتي به عبر التلفون لعامين متتالين،لم ألتقي به، حتى أثناء زياراتي للقرية كان يتصل بي، وكنت لا استطيع مقابلته، لذلك كنت اقول له أنني في صنعاء.

 

قبل شهر. عشية مغادرته صنعاء اتصل بي يسئلني عن الحرب، واخبرني بانه في طريقه الى السعودية لتلقي العلاج، قال لي بانه مصاب بالسرطان، وأنه لم يستطيع الامتناع عن شرب السجائر، كان مرحا و سعيدا، لم يكن يعرف بأن المرض قد أفتك به واستشري كل جسده. أثناء وصوله الأطباء في السعودية أخبروه بالعودة إلى منزله لكي يموت بين أولاده. هكذا بدون أي احساس الضمير، فهم لم يجدوا علاج لمرضه، صباح اليوم الاحد مات الشيخ علي في صنعاء، بعد نحول جسده وعذابه، ومقاومته للموت الذي أكده الأطباء، كان يكفي لقتله في اليوم الواحدة ألف مره.

 

 

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

1372 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد