محمد العزعزي محمد العزعزي

جرحي تعز..قصة الم لا تنته


فقد البعض البصر والبعض السمع وهناك من فقد ساقه والبعض أطرافه برصاص قناص متوحش في هذه الحرب التي لا ترحم ولا تتوقف علي اهلنا وأرضنا وشعبنا في تعز منذ انقلاب عفاش وحليفه الحوثي واستمرار الحرب القذرة التي يشنها حلف الكهف وعصابة الكهنوت الانقلابية التي تسببت بسقوط الشهداء وعدد من الجرحى.
الإصابات تبدأ برحلة عذاب لهؤلاء الجرحى وتستمر الآلام فلا تنته ويبقى جريح تعز مصابا بآلام وقصة جراح لاتندمل والواجب علينا الالتفات برحمة تجاه الجرحى كون العدد في تزايد جراء الحرب والانتهاكات على شعبنا طوال فترة النضال التواق إلى الاستقلال من عصابة التمرد (الحوثعفاشية)  التي سيطرت بقوة السلاح على مقدرات الدولة ومازالت الأعداد في تزايد مع بفعل القصف الهمجي والعشوائي على مدينة تعز والارياف واستمرار تدمير القرى والمساكن على رؤوس المدنيين الابرياء وربما هذه الحرب المدمرة يطول امدها على شعبنا وتستمر فترة طويلة وتزداد المعاناة على كل الصعد وربما هناك من يؤجج ويرفع ويغذي الاطراف المتحاربة لكى لا تنته هذه الحرب المجنونة وهناك من يسعى لإطالة امدها ومن المتوقع أن ننتقل الى حرب أشرس عن سابقاتها.
إن الجرحى يحتاجون المساندة والدعم والعلاج الطبي والتأهيل النفسي والاجتماعي ، ويبقى السؤال كيف نعالج قضية الجرحى بأقل الخسائر واقل تكلفة؟ وكيف نضمن أن لا يقف الجريح متسولا لطرق باب الجمعيات والمؤسسات التي مازالت غائبة لتقديم ما يمكن تقديمه لهذه الشريحة التي قدمت النفس والدم من اجل الحرية ولذلك يجب وضع هؤلاء نصب اعيننا ونقوم بخدمتهم ونشعرهم بأهميتهم كي يعيشوا بكرامة جرحي تعز قصتهم مأساوية حيث يعانون عدم الاهتمام والرعاية والكل تخلى عنهم بل بات من الضرورة أن تنتهي هذه المشكلة بشكل سليم حتى لاتتفاقم وتزداد تعقيداً.
عبدالحكيم الكحلاني (54) عاما من صبر أحد الجرحى قال أنه لا يرغب في البقاء في المستشفى ويريد العودة الى الجبهة فالحياة تحت رحمة الجدران العازلة تشعره بالإحباط وهو الذي صال وجال في كل مكان وله تجارب قاسية في التعامل مع أدوات الموت واستطاع نزع الألغام المزروعة في منطقة الحصن حيث نزع (94) منها بعضها كان مدفونا في الطريق العام.
من جانبه قال عماد محمد غالب (24) عاما أن الجريح بحاجة ماسة لرعاية واهتمام وشكى من جرحه الغائر في اليد وإصابة العظم بكسر بليغ وهو يحتاج عملية ليتمكن من مواصلة المشوار  وتحرير كامل الوطن من العصابة العصابية التي احرقت الحرث والنسل.
أما الشاب عدنان السبئي (24) عاما فقال اصبت يوم 24/12/2015م في نجد قسيم وبترت الساق كليا وهو يعاني من الأوجاع الجسيمة وشكى عدم الاهتمام وإهمال كغيره من الجرحى .
هذا الشاب حاول الهروب من المشفى واعيد قسرا الى السرير الابيض برجل واحدة وتمنى من القائمين النظر إلى الجرحى بمسؤولية وطنية .
وفي ذات السياق فقد قال الجريح محمد منصور الذي اصيب في نجد قسيم ان الجروح يمكن ان يتغلب عليها لكن الظلم يحز في النفس فلا غذاء ولا رعاية ولاهم يشعرون من الكارثة التي يتعرض عليها المصاب فقد يفقد جزء من جسمه ول يشعر به أحدا. 
 في اروقة المستشفى وجدنا شابا في عمر الزهور اصيب بجرح في البطن وتم ترحيله الى عدن فعاد الى التربة لكنه اصيب بحالة نفسية ما أدى الى تعاطف الحاضرين معه كونه خارج نطاق التغطية ولم يبق له إلا تريد كلمات غاضبة لا يعي معناها.
زيارة انسانية:
زار الجرحى كل من صباح عبدالمجيد الشرعبي عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وعائدة العبسي ونائبة رئيس مجلس اسناد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالشمايتين واثناء الزيارة وقفن الزائرات على حجم المعاناة للجرحى  وقالت صباح أن هذه الشريحة يجب الوقوف الى جانبها مشيرة الى أن هذه المشكلة مشتركة بين جميع الجرحى في كل من عدن والتربة والنشمة وأن هذه القضية تعتبر من أهم القضايا الوطنية  يجب الوقوف امامها بجدية ومسؤولية.
ديون وإحراج:
من جانبه فقد حاول عبدالناصر قاسم ممثل مجلس الاسناد بالمستشفى أن يخفف من معاناة الجرحى لكن تجمل أعباء اضافية وديون للغير منها تكاليف نقلهم الى عدن والعودة وتكاليف نفقات الأدوية والأدوات والمستلزمات الطبية والسهر ليل نهار والإقامة والمبيت داخل المرفق ومع كل هذا فقد تراكمت الديون عليه لأكثر من خمسة مليون ريال خلال ثماية اشهر ولم تف الجهات المعنية بسداد المديونية ما يعرضه للإحراج أمام  الدائنين من ارباب السيارات والصيدليات وآخرون.
من جانبه فإن الشاب رؤول الصنوي مساعد عبدالناصر هنا والمرسل من المجلس قدم كل مافي وسعه للجرحى ويتعرض للنقد المستمر ومع هذا مازال يقدم الخدمات بالرغم كبر حجم  المشكلة الذي يتطلب جهود وتعاون كل الجهات الشعبية لفك معاناة جرحى الحرب في تعز.
هذه جزء مما يعاني الجرحى مع التحفظ على الكثير ..فهل من مغيث؟

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

1136 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد