قوى الشر تستهدف السلطة الرابعة

يبدو ان السلطة الرابعة ومنتسبيها على موعد معركة كبيرة مع قوى الشر والاشرار الذين يحاولون بممارساتهم اسكات صوت الحقيقة وتكميم الافواه وقطع الالسن التي تفضحهم وتكشف قبح اعمالهم وسلوكياتهم ، وتنقل معاناة الناس وتخفف من اوجاعهم وآلامهم في هذا البلد .

وبأعتقادي فأن عملية الاعتداء على الزميل نائف حسان ومن قبله الزميل نبيل سبيع (وزملاء كثيرين) ، وكذا محاولة اختطاف الزميل فتحي ابو النصر - لن تكون هذه الممارسات الخطيرة هي الاخيرة في سلسلة الاعتداءات على الصحفيين والكتاب بل هي مقدمة لمعركة شرسة بين الحق والباطل - بين قوى الخير والحداثة والمدنية وقوى الشر والتخلف والاستبداد .

ان الاعتداءات المتكررة على الصحفيين ليست وليدة اللحظة الراهنة بل هي سلوك قديم ومزمن تتمتع به كل الانظمة القهرية والاستبدادية في العالم وهو الامر الذي يحتم على السلطة الرابعة وكافة منتسبيها مواصلة التصدي لهذا السلوك المزمن والتغلب عليه وفضحه وتعريته للرأي العام المحلي والعربي والدولي وعدم الاكتفاء بالتنديد والشجب والاستنكار .

انها معركة مقدسة يخوضها الكتاب والصحفيين والمثقفين والسياسيين وكل الاحرار في مواجهة كل الممارسات والاعمال الهمجية والاستبدادية التي تسعى لفرض هيمنتها على الاخرين بقوة السلاح واستخدام العنف وتمارس اعمال الفساد والافساد والاستحواذ على السلطة والثروة وصناعة القرار السياسي وترفض الاعتراف بالاخر كشريك في الوطن وبنائه ورسم مستقبله وتحديد مصيره .

ان رسالة السلطة الرابعة ومنتسبيها - رسالة عظيمة ومقدسة لا يجب التخلي عنها واهمالها فهي النافذة الوحيدة التي يتنفس من خلالها البسطاء والمقهورين والمستضعفين في الارض وهي صوت الحقيقة في هذا العالم التي لا يجب ان تختفي او تتوارى ، ومهما بلغت وسائل القمع والترهيب فأن نبل الاهداف وسمو الغايات كفيلة بأن تعطينا الكثير من الصبر والثبات والقوة والامل لمواصلة النضال والسير في نقل الحقيقة ومكافحة الفساد وتعزيز قيم والولاء والانتماء لهذا الوطن الحبيب .

لقد لعبت السلطة الرابعة على مدى خمسة وعشرين عاما مضت دورا مهما في نقل الحقيقة وايصال المعلومة للباحثين عنها خصوصا وللرأي العام عموما واسهمت بشكل كبير في مكافحة الفساد والمفسدين والدفاع عن القضايا الوطنية ونصرة المظلومين ونقل معانات المضطهدين والمستضعفين من اليمنيين ، وذلك رغم الظروف الصعبة والمعقدة التي عاشتها ورغم الكثير من التحديات التي ظلت طوال تلك الفترة تعترض طريقها - الا انها نجحت في تحمل مسئولياتها وايصال رسالتها ولا تزال حتى الان تسير على نفس الطريق وتتمتع بنفس القدر من الصبر والقوة والايمان بضرورة الانتصار للحق والحقيقة وللوطن والمواطن الصالح في وطننا الحبيب

لذا من الطبيعي من تستمر المعركة وتستمر قوى الشر والاستبداد في ممارساتها وتهديداتها ووسائل قمعها ضد الصحفيين والكتاب والمثقفين ممن حملوا على عاتقهم شرف هذه الرسالة النبيلة .

غير ان المتغير الان - ان السلطة الرابعة ومنتسبيها يخوضون معركة غير متكافئة ومع سلطة غير شرعية تمارس الارهاب والترهيب في حق الصحفيين بقوة السلاح ، وهو ما يتطلب على كافة منتسبي السلطة الرابعة ان يستجمعوا قواهم ويشحذوا هممهم في مواجهة العنف المتوحش وان يستدعوا المزيد من الصبر والثبات على مواقفهم الوطنية حتى لا تنكسر راية الحق ويغيب صوت الحقيقة في هذا البلد الحبيب والله حسبنا ونعم النصير

اللهم احفظ اليمن واهلها يارب العالمين