صالح الحكميصالح الحكمي

خازوق الأمم المتحدة

المبعوث الأممي ولد الشيخ على خطى جمال بنعمر ، بالأمس كان بنعمر يقوم بجولة مكوكية داخل اليمن وخارجة لطمأنة الجميع بخضوع الحوثيين وامتثالهم للقانون وإلقائهم للسلاح ، اليوم ولد الشيخ يمارس نفس السيناريو وينصب نفسه ناطقا رسميا باسم الحوثيين ورسولا للنوايا الحسنة من خلال تصريحاته التي تقول أن الحوثيين قبلوا بتنفيذ القرار الأممي 2216 ومرر كلامه للرئاسة لتصرح أيضا بهذا الكلام في الوقت الذي لم يصرح الحوثيون بذلك بل خرج ناطقهم ليشكك في نجاح مفاوضات الكويت .
اليوم وبعد رجاحة الكفة لصالح الشرعية وتقهقر الإنقلابيين في كل الجبهات يستميت ولد الشيخ في تمرير طعم جديد يمكن الإنقلابيين من التقاط أنفاسهم وإعادة ترتيب صفوفهم والاستعداد لمعركة جديدة وإن لم تكن في الوقت القريب من خلال ترسيخ أرضية مفاوضات جديدة (عملية إنقاذ جديدة) مركزها الكويت للإلتفاف على القرار الأممي وإيقاف الحرب والذي يعتبر مطلب الإنقلابيين ومبتغاهم الذي تقف خلفه الأمم المتحدة.
منذ بداية إنقلاب الحوثيين الأخير على الدولة وابتلاعهم دماج آخر معاقل الجمهورية في صعدة ثم التهامهم لعمران و مبعوث الأمم المتحدة بنعمر يرمم خلفهم ويرقع كوارث هذه المليشيات أمام المجتمع الدولي ومجلس الأمن وبالمقابل مارس ضغوطاته على الحكومة اليمنية للقبول بالأمر مرسلا تأكيداته أن الأمور ستعود كما كانت وأنه مجرد سوء فهم سيتم إصلاحه وهكذا حتى توج مهمته القذرة بإسقاط صنعاء ، وبالفعل سقطت أثناء تواجده في جرف عبدالملك الحوثي وداخل غرفة عمليات المليشيات كمشرف سامي ومفوض فوق العادة في صعدة.

ذاكرة اليمنيين صغيرة جدا وكل حدث ينسيها الآخر ؛ اعتقل الحوثيون أكبر عدد من السياسيين وفرضوا الإقامة الجبرية على الرئيس الشرعي وعلى رئيس الحكومة الذي جاؤوا به لأكثر من شهر ، حينها كان بنعمر يفاوض إلى جانب الحوثيين (الإنقلابيين) المكونات السياسية على مخرج للوضع المتأزم كما كان يصفه ، والوضع المتأزم برؤية ممثل الأمم المتحدة كان بقاء الحكومة الشرعية التي يريد الإنقلابيون القضاء عليها عن طريق العصا الدولية (الأمم المتحدة) تحت يافطة تفاهمات داخلية ، غير أن تلك المحاولات فشلت في اللحظات الأخيرة بعد هروب الرئيس هادي وتدخل الأشقاء بعملية عاصفة الحزم المباركة.
اليوم التاريخ يعيد نفسه مرتين ونشهد دورة جديدة من الإلتفاف الأممي لإنقاذ الحوثيين وإعادة تدويرهم بصورة أخرى في التفاف واضح على قرار مجلس الأمن الذي لا يحتاج إلى أي مفاوضات هنا أو هناك بل ينبغي تنفيذه فورا وهو ما عجز عنه المجلس ويبحث عن مخرج من ورطة هذا القرار الذي أوقع نفسه فيه.
ندرك حجم الضغط الدولي على دول التحالف وعلى القيادة الشرعية لليمن للقبول بالمفاوضات وللأسف لم نتعلم من الدروس السابقة وتحولت الحكومة إلى ناطق رسمي باسم الحوثي بالرغم أن العصا في يدها وتمتلك ما تحرج به الأمم المتحدة ومجلس الأمن وهو القرار 2216 الصادر من قبلهم من خلال مطالبتهم بتنفيذه على الفور وإجبار الإنقلابيين على تسليم السلاح والإنسحاب من المدن اليمنية كاملة دون قيد أو شرط قبل أن تتوقف الحرب ، مالم فسنشهد صورة جديدة من الإنقضاض الإمامي على الجمهورية ، وأقولها بصراحة اليوم سخر الله لنا بعاصفة الحزم غدا لن تجدوها هذا إن بقيتم ، ولات حين مندم.
صالح الحكمي 
31/3/2016م

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

1199 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد