أنيسة اليوسفيأنيسة اليوسفي

الصمت عار!

الضعف والخنوع والتخاذل والذل والاستكانة والسكوت كل ماسبق سبب ما نحن فيه .

تتقاذفنا المصائب والكوارث السياسية والجغرافيا .. أصبح الوطن العربي حقلاً خصباً لكل مشاريع الإرهاب والفوضى  والصراعات والحرب والاحتراب والخلافات والاختلافات ..

 

فتحنا أعيننا  فوجدنا هالة  من التقديس والتعظيم لأولئك الأصنام ،لم نصنعها نحن ولم يكن لنا في ذلك يدُ ولا سبب .

 

كنا صغاراً .. نحب الوالي ونجله ونخضع لأمره ..

 

لو توعك ..ضربت قلوبنا قلقاً وتجمدت اطرافنا خوفاً على الوالي .

 

هكذا كان شعوري .

 

لم نكن نعلم أن أولئك الأصنام  هم من صنعوا لأنفسهم تلك الهالة حينما احاطوا انفسهم  بعبيدٍ وخدمٍ يجملون لهم قبحهم .!! ..

يصفقون للا شيء !!.. يمجدون فعالهم التي ليس لها أثر  ينشرون  بريق سراب انجازاتهم الخادعة ..ووجدنا الحقيقة ماثلة أمامنا اليوم وطن انهار في لمحة بصر فلا اقتصاد ولا بنية تحتية !!

 

 فتنونا بالرئيس والمشير والزعيم وحامي الحمى وباني الوحدة وفارس العرب ووووووو الخ من نياشين والقاب .

يروجون له ،يضخمون قدره ،يباركون خطواته التي لم نطُل من ورائها سوى الاستعراض!!

 وكثير من الافتتان الذي اصاب القوم درجة الهوس والتقديس الذى اوصلهم حد التأليه  !!!

 

يزينون فاسده الذي ما كنا نتوقعه يوماً لأننا شعب نقي طيب  قلبه لا يتسع إلا للخير ..على الفطرة التي  لا يعتريها أدنى شك في نزاهة اولي الأمر الذين امرنا رب العالمين بطاعتهم والامتثال التام  لأمرهم وقراراتهم التي لا يدخلها الشك وليست قابلة للأخذ والرد فيها ..إنهم أولوا الأمر الذين أتى بهم الكتاب ..

 

لم نكن نعطي عقلونا فرصة للتفكير في سياسية الوالي لأنه في عرفنا محرم ُ !! نستغفر لأجل تلك الوساوس رب العالمين .

 

كبرنا وتفتحت مداركنا وبدأنا نفقه واقع الحياة التي  لك فيها العمل الدؤوب ولك منها  البؤس وشظف الحياة ..وله ولأهله واسرته وسليلته واتباعه الأرض وخيراتها ومقدراتها ولهم ايضاً والوطن والسلطة  المجون والفجور والقصور .. وحاذرٍ من أن تقدح بالوالي ، وإياك أن تثور عليه من أجل لقمتك ..من أجل حياتك ..من أجل مستقبلك ومستقبل أبنائك .

 

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه الى  أنه لا يجوز لك أن تتصرف فيما تملك .وليس لك الحق في أن تفكر وتقرر فيما يخصك!!

 

صرنا لأجل ذلك نحلم بكل شيء ،لذلك ثرنا آملين أن تكون ثورتنا هذه التي انطلقت في الحادي عشر من فبراير 2011 والتي كانت نتاجاً لذلك الحلم عسى ولعل أن نتلاحق شيئاً مما فات من تلك الحقوق المنهوبة التي أقلها حريتنا والتي لا يمكن أن نستعيدها إلا بإسقاط ذلك الصنم المؤله عند كثير من الحثالة والذين لايزالون حتى هذه اللحظة يسبحون بحمده والذين لا يقلون إجراماً عن عجلهم الذي يعبدونه .

 

 

 

 

شبكة صوت الحرية -

منذ 7 سنوات

-

748 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد